}
صدر حديثا

قصائد وسرديات في الأعمال الشعرية للعماني سيف الرحبي

ضفة ثالثة

17 يناير 2019
يروي الشاعر العُماني، سيف الرحبي، لمحات من سيرته الذاتية، ضمن الطبعة الأولى من "الأعمال الشعرية"، الصادرة عن "رياض الريس للكتب والنشر" عام 2018.
وفي ما يشبه سيرة مختصرة، يقول الرحبي: قرأت شعراء التجديد الأوائل في مرحلة الحداثة الشعرية العربية، من السياب وقباني وأدونيس والخال وعبد الصبور، إلى محمود درويش. في الطور الثاني من عمري، وفي أواخر السبعينيات والثمانينيات، شهدت نوع ذلك الارتجاج في سياق الكتابة العربية الذي أنتمي إلى زمنه هذا، لافتاً إلى أن "الشعر الجديد صار يميل نحو النقصان والتفاصيل والأجزاء، وهي سمات لم نعدمها في المرحلة السابقة، ولم يكن وضعها في مقابلة ثنائية مع ما اصطلح على تسميته شعر القضايا الكبرى أو الكلية وضعاً موفقاً".
وتتضمن الأعمال الشعرية في الجزء الأول قصائد تنتمي إلى مرحلة البدايات، في مجموعة "نورسة الجنون" الصادرة عن دار الجرمق في دمشق العام 1981، و"يد من آخر العالم" الصادرة عام 1998 عن دار المدى، مروراً بـ"قصائد لأميرة الخرائب ذات الأحداق الوثنية"، و"رأس المسافر"، و"مدينة واحدة لا تكفي لذبح عصفور"، و"رجل في الربع الخالي"، و"جبال"، و"هذيان الجبال والسحرة".
ويشدد الرحبي أن "اللغة مهما كانت محملة بتاريخها الطويل وتراكماتها ليست ممارسة قبلية ومعطاة سلفاً"، مؤكداً أن "النقض الشعري والأدبي لما هو سائد لا يرتبط بمشاريع وتكتيكات تطبع مرحلة بعينها، بل هو حاجة داخلية صميمية، بمثابة الدافعة الوجودية للكتابة".
وفي الجزء الثاني من "الأعمال الشعرية"، نجد مختارات من مجموعات شعرية متعددة تختتم بقصيدة "بعصا الأعمى في ظلام الظهيرة" من مجموعة "الجندي الذي رأى الطائر في نومه" الصادرة عن دار الجمل العام 2000، سبقها قصيدة "البحيرة المسحورة التي غرقت فيها
أخيراً"، وأخرى تحمل اسم المجموعة، والأمر ذاته يحدث مع مجموعة "مقبرة السّلالة" الصادرة عن ذات الدار بعد سابقتها بثلاثة أعوام، ومما نشر من قصائدها "الحصان المربوط على نخلة بأطراف البلدة"، و"الديكة وحدها تحاول إنقاذ المشهد وتعيد مياهاً بعيدة في الذاكرة. وتحت عنوان "قطارات بولاق الدكرور" تتجمع قصائد: "على حد الصيف عن البراكين والموتى والحيوانات"، "نجمة البدو الرحل.. أو القاهرة"، و"منازل وأصدقاء".
وتضمن الجزء الثالث من الأعمال الشعرية القصائد المكتوبة بين العامين 2007 و2014، التي نُشرت في ثلاث مجموعات هي: "سألقي التحية على قراصنة ينتظرون الإعصار"، و"نصوص مفتوحة رسائل في الشوق والفراغ"، و"سناجل الشرق الأقصى.. الجزر الآسيوية".
اللافت في الأجزاء الثلاثة، اختتام كل منها بـ"مقتطفات من دراسات وكتابات عن الشاعر"، منها ما كتبه المصري فاروق شوشة: "يكتب سيف الرحبي قصيدة النثر، ساكباً فيها وهج شاعريته وحصيلة خبراته الوجودية واللغوية". في حين أشار الدكتور حسام الخطيب إلى أن "حصيلة الشاعر الرحبي تقدم تجربة فريدة في باب الرؤية الشعرية، تسمح للمرء بأن يصنفه في خانة شعراء الرؤى المتماسكة على المستوى العربي، وربما العالمي إلى حد ما".
وبينما يرى يوسف الخال أن "حداثة سيف الرحبي ليست حادثة افتعال، ولو كانت كذلك فلا يستحق دمعة حبر، إنها انفجار الوعي والحساسية الجديدة في تعبيرهما عن شقاء الإنسان في غربته ومنفاه. تقرأ ذلك في لغة شعرية متميزة، وسط فوضى الهويات الشعرية السائدة". ويصفه الشاعر والناقد اليمني عبدالعزيز المقالح بـ"المغامر المسافر في دنيا الإبداع منذ عقود، لا يكل ولا يمل ولا يستريح، سعياً وراء فك أسرار هذا العالم الذي يعيش واقعه فقط، ويحاول الشعراء الوصول إلى نقيضه المتخيل والبديل".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.