وتتضمن الأعمال الشعرية في الجزء الأول قصائد تنتمي إلى مرحلة البدايات، في مجموعة "نورسة الجنون" الصادرة عن دار الجرمق في دمشق العام 1981، و"يد من آخر العالم" الصادرة عام 1998 عن دار المدى، مروراً بـ"قصائد لأميرة الخرائب ذات الأحداق الوثنية"، و"رأس المسافر"، و"مدينة واحدة لا تكفي لذبح عصفور"، و"رجل في الربع الخالي"، و"جبال"، و"هذيان الجبال والسحرة".
ويشدد الرحبي أن "اللغة مهما كانت محملة بتاريخها الطويل وتراكماتها ليست ممارسة قبلية ومعطاة سلفاً"، مؤكداً أن "النقض الشعري والأدبي لما هو سائد لا يرتبط بمشاريع وتكتيكات تطبع مرحلة بعينها، بل هو حاجة داخلية صميمية، بمثابة الدافعة الوجودية للكتابة".
وفي الجزء الثاني من "الأعمال الشعرية"، نجد مختارات من مجموعات شعرية متعددة تختتم بقصيدة "بعصا الأعمى في ظلام الظهيرة" من مجموعة "الجندي الذي رأى الطائر في نومه" الصادرة عن دار الجمل العام 2000، سبقها قصيدة "البحيرة المسحورة التي غرقت فيها
وتضمن الجزء الثالث من الأعمال الشعرية القصائد المكتوبة بين العامين 2007 و2014، التي نُشرت في ثلاث مجموعات هي: "سألقي التحية على قراصنة ينتظرون الإعصار"، و"نصوص مفتوحة رسائل في الشوق والفراغ"، و"سناجل الشرق الأقصى.. الجزر الآسيوية".
اللافت في الأجزاء الثلاثة، اختتام كل منها بـ"مقتطفات من دراسات وكتابات عن الشاعر"، منها ما كتبه المصري فاروق شوشة: "يكتب سيف الرحبي قصيدة النثر، ساكباً فيها وهج شاعريته وحصيلة خبراته الوجودية واللغوية". في حين أشار الدكتور حسام الخطيب إلى أن "حصيلة الشاعر الرحبي تقدم تجربة فريدة في باب الرؤية الشعرية، تسمح للمرء بأن يصنفه في خانة شعراء الرؤى المتماسكة على المستوى العربي، وربما العالمي إلى حد ما".
وبينما يرى يوسف الخال أن "حداثة سيف الرحبي ليست حادثة افتعال، ولو كانت كذلك فلا يستحق دمعة حبر، إنها انفجار الوعي والحساسية الجديدة في تعبيرهما عن شقاء الإنسان في غربته ومنفاه. تقرأ ذلك في لغة شعرية متميزة، وسط فوضى الهويات الشعرية السائدة". ويصفه الشاعر والناقد اليمني عبدالعزيز المقالح بـ"المغامر المسافر في دنيا الإبداع منذ عقود، لا يكل ولا يمل ولا يستريح، سعياً وراء فك أسرار هذا العالم الذي يعيش واقعه فقط، ويحاول الشعراء الوصول إلى نقيضه المتخيل والبديل".