وبالنسبة لبعض آخر، فإن الفن قبل أي شيء، متعة للعين. منهم من يكرّس له كلّ وقته ونقوده. وآخرون، يكرسون له هواياتهم، وأرباحهم من الأسهم. في كل الحالات، وسواء أكان المرء جمّاعًا صغيرًا أم كبيرًا، وسواء تعلّق الأمر بتزجية الوقت أو بالانشغال بالفن بدوام كامل، فيجب معرفة كيفية الشراء ومن أين.

لهذا فإن دليل هازان للفن المعاصر الذي كتبته واحدة من أفضل المختصين الفرنسيين بسوق الفن، يطمح لتوجيه الشاري المتردد في مجال الفن المعاصر.


ليس هذا الدليل شاملًا، ولا سريًا. هو يطالب بحرية في النبر، والحكم الذاتي من خلال الذوق، الذي وحده يشرّع اختيار مائة فنان من خمسين رواقًا (غاليري) ذات مرجعية.


لم تكن القيمة السوقية للفنانين معيارًا للاختيار، حتى ولو أن هذا الدليل يتيح للقارئ تكوين فكرة عن مروحة الأسعار لأعمال الفنانين المختارين.

فقد اختارت الكاتبة الفنانين الذين لا يحدّون أنفسهم بعمل إنشاءات وتجهيزات مخصصة للعرض في المتاحف العامة أو الخاصة، بل الذين يعبّرون عن أنفسهم أيضًا في وسائط ومقاييس أقل حجمًا.

وسيجد الجمّاعون المحنكون أنفسهم أيضًا في هذا الدليل، إذ يقترح عليهم ابتكارات فردية ليست معروضة بالضرورة في الواجهة الأمامية للمشهد الإعلامي.

والدليل التسجيلي للفنانين هذا، فيه أيضًا خريطة المدن الكبرى التي منها أتوا، كيما تواكب تلك الخريطة سفرًا رمزيًا لواقع هواة الفن على سطح كوكب الفن المعاصر.


في الدليل، لكل فنان صورة لعمل أو أكثر، وفكرة تضيء مساهمته، وملاحظات بيبليوغرافية ومهنية، فضلًا عن مذكرة تقدم روكسانا رأيها الفن كخبيرة مرموقة. وينطبق الأمر عينه على الرواقات أو الغاليريهات، ومراكز الفن، حيث نجد صورة عنها وإشارات مفيدة للتعرف عن كثب على اتجاهات الغاليري واختياراتها، وسياق ذلك كله.