}
صدر حديثا

العلاقات الإسرائيلية- الأميركية في شرق أوسط متغير

ضفة ثالثة

2 ديسمبر 2017

صدر حديثًا عن "المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية - مسارات" (رام الله) كتاب بعنوان "العلاقات الإسرائيلية- الأميركية في شرق أوسط متغير، ما بين تقارب وتباعد" للباحث عبد الجواد عمر، وذلك ضمن برنامج "دراسة المشروع الصهيونيّ" الذي يعمل عليه المركز.

ويشير المؤلف في توطئة الكتاب إلى أن فوز دونالد ترامب أتى مباغتًا الكثيرين، وبخاصة في ظل ترجيحات إعلامية واستطلاعات رأي رأت في فوزه أمرًا مستبعدًا. وبعد هذا الفوز المباغت، يتهافت كثيرون في محاولة قراءة وتوقع السياسات المتوقعة للرئيس المنتخب، إن كان على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية، ويقدمون التحليلات عن رمزية فوز ترامب وأثره على الثقافة السياسية الأميركية، إذ إنه تخطى معظم الأعراف المتعلقة بالانتخابات في أميركا، ومنها الخبرة المتوقعة من الرئيس، فترامب لا يملك خبرة سياسية مطلقًا كونه لم يتولَّ منصبًا سياسيًا في تاريخه، ومنها كذلك اللباقة السياسية المعتادة والمتوقعة من المرشحين في مظهر الخطاب السياسي وشكله.

كما يشير إلى أن ترامب المتعالي على المؤسسات الرسمية الأميركية، والمنقلب على موازينها القانونية والعُرفية، لا يمكن إخضاعه بشكل كلي للمقاربات التقليدية في عملية قياس السياسات المتوقعة منه ومن إدارته.  ولطالما عانت البحوث الاجتماعية من عدم قدرتها على التنبؤ، فالمعرفة عادة ما تكون ما بعدية، أي قراءة متأخرة للأحداث وتبعاتها. من هنا، فإن محاولة إعطاء قراءة واضحة لأركان السياسة الخارجية في عهد ترامب، تخضع لإشكاليات بحثية عديدة، يكمن أهمها في أن ترامب هو مرشح غير تقليدي ضمن عملية اصطفاف واستقطاب سياسي يساري- يميني متصاعد في الغرب عمومًا، وفي الولايات المتحدة خصوصًا. ويحاول الكتاب فهم هذا المخاض السياسي وإسقاطاته على السياسة المتوقعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والعلاقة مع إسرائيل تحديدًا.

ويقول المؤلف إن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط يأملون بشدة أن تحافظ واشنطن على التزاماتها الأمنية من توفير غطاء إستراتيجي عسكري ودعم غير مشروط لها.

وبرأيه يمكن القول إن سياسة ترامب في الشرق الأوسط تمثل إلى يومنا هذا امتدادًا لسياسة أوباما مع اختلافات هامشية، وإن كانت لها تبعات ذات أهمية. فبعد خمسة أشهر من توليه الحكم، بدأ الرئيس الأميركي بتحديد السياسة الخارجية المتعلقة بالمنطقة وتشكيل معالمها.  وتكمن أولوياته في مكافحة ما يُسمى بالإرهاب في العراق وسورية خصوصًا، وهو امتداد لوعوده الانتخابية والمرتبطة أيضًا بالتيار الأيديولوجي الذي اشتبك معه في صياغة حملته الانتخابية من يمين الحزب الجمهوري.

وتكمن الأولوية الثانية لدى ترامب في احتواء نشاطات إيران التي كانت العنوان الأساس لزيارته إلى السعودية، وهي أول رحلة يقوم به كرئيس للولايات المتحدة. ويريد ترامب خلق جبهة إستراتيجية موحدة ما بين دول عربية تمثل الأنظمة السياسية الرافضة للتوغل الإيراني في المنطقة، وبين إسرائيل. وفي محاولة لتشكيل ذاك التحالف يبتعد ترامب، بشكل واضح، عن سياسة أوباما التي رأت في الثورات العربية منطلقًا لدعم بعض التيارات السياسية المعارضة في المنطقة، كان أهمها الإخوان المسلمين في مصر وتونس تحديدًا. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.