}

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش: روبرت ردفورد والسينما الأسترالية

نجيب مبارك 29 نوفمبر 2019
سينما المهرجان الدولي للفيلم بمراكش: روبرت ردفورد والسينما الأسترالية
ملصق "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش"
يفتتح "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش" دورته الـ18 هذه السنة اليوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويستمرّ إلى 7 كانون الأول/ ديسمبر 2019، ويقترح عبر فقراته المختلفة ما لا يقلّ عن 98 شريطاً طويلاً من 34 بلداً، تعكس كلّها تنوّع الإنتاج السينمائي العالمي. كما سيعرف هذا الموعد السينمائي العالمي عودة فقرة تكريم سينما العالم، متمثّلة هذه السنة في السينما الأسترالية، إلى جانب تكريم خاصّ لأحد أبرز الأسماء في السينما العالمية، الممثّل والمخرج والمنتج الأميركي روبرت ردفورد.


أستراليا ضيفة الشرف
تعود فقرة تكريم سينما العالم، في نسخة هذا العام، بعدما احتجبت العام الماضي، باختيار أستراليا ضيفة الشرف، لكون السينما الأسترالية تعدّ واحدة من أقدم السينمات في العالم، ويرجع لها الفضل في إنجاز أوّل فيلم روائي طويل في التاريخ. كما أنّها أنتجت الكثير من الأعمال الرائعة التي انتشرت في العالم على نطاق واسع، مثل "Calme blanc"، و"Muriel" و"Ballroom dancing"، و"Animal Kingdom"، بالإضافة إلى بعض الأفلام الناجحة في شبّاك التذاكر مثل "Mad Max"، و"Crocodile Dundee"، على سبيل المثال لا الحصر. وفي كلّ هذه الأفلام، تحضر المناظر الطبيعية الأسترالية بقوّة، لأنّها مناظر ملهمة وذات روح وحضور قويّ على الشاشة، كما هو شأن الصخرة الأسطورية "أولورو"، إضافة طبعاً إلى الصحاري اللّانهائية والطافحة بالحياة، والغابة العجيبة والغامضة أيضاً، وغيرها من الأماكن. كما أهدت أستراليا العديد من المواهب والنجوم الكبار التي تمثّل السينما الأنجلوسكسونية في هوليوود، مثل نيكول كيدمان وميل غيبسون، وغيرهما. وبمناسبة هذا التكريم الاستثنائي، سيحضر وفد كبير من الممثلين والمخرجين الأستراليين إلى مراكش، لتنضمّ أستراليا بذلك إلى قائمة الدول الطويلة التي كرّمها المهرجان خلال السنوات الماضية: المغرب، وإسبانيا، وإيطاليا، ومصر، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، والمكسيك، والهند، والدول الاسكندنافية، واليابان، وكندا، وروسيا. وبالنسبة للعروض، سيبرمج ما لا يقلّ عن 52 شريطاً أسترالياً تتوزّع بين سينما المؤلف، والكلاسيكيات، والأفلام الناجحة جماهيرياً، وذلك في مختلف فضاءات المدينة الحمراء.

تكريم روبرت ردفورد
يكرّم المهرجان هذا العام واحداً من كبار الفنّانين وصانعي الفرجة السينمائية، وأحد رموز السينما المستقلّة في العالم، الممثل والمخرج والمنتج الأميركي والمدافع الكبير عن البيئة، روبيرت ردفورد، الّذي استطاع، على مدى مسيرته المميّزة، أن ينحت بصمته عميقاً في السينما المعاصرة، وصار في وقت سريع واحداً من وجوهها الأساسية. كما يعدّ ردفورد كذلك رجلاً

ملتزماً سياسياً، ومدافعاً شرساً عن البيئة والمسؤولية الاجتماعية. اشتهر لأوّل مرة كممثّل، إذ أذهل بسرعة محيطه السينمائي بموهبته الفذّة، والكاريزما التي كانت تشعّ منه، وقد انتزع أوّل دور مهمّ في مسيرته على خشبة "برودواي" في "يوم أحد في نيويورك"، ثمّ "القمر الصغير بألبان"، و"حافي القدمين في الحديقة"، لنيل سيمون، وإخراج مايك نيكول. أما خطواته الأولى في السينما فكانت في "الحرب هي أيضاً مطاردة"، ثمّ تقمّص من جديد دور "بول براتر" في النسخة السينمائية لـ"حافي القدمين في الحديقة"، الّذي جلب له مديح النقد والجمهور على حدّ سواء.
في عام 1969، اشتغل ردفورد إلى جانب بول نيومان في فيلم "بوتش كاسيدي وسناندانس كيد"، الذي أخرجه جورج روي هيل. وتحوّل الشريط فوراً إلى أحد كلاسيكيات السينما، وجعل من ردفورد وجهاً لامعاً في صناعة الأفلام الهوليوودية. وعاد ليشتغل مجدّداً مع كلّ من بول نيومان، وجورج وريهيل، في "اللّدغة"، الّذي حاز 7 جوائز أوسكار، من بينها أوسكار أفضل فيلم، ومكّن ردفورد من الترشّح إلى جائزة أفضل ممثّل. منذ ذلك الحين، استمرت مسيرته الرائعة كممثل، مشاركاً في أفلام مميّزة لمخرجين مرموقين، مثل سيدني بولاك (سبعة أعمال في المجموع)، أرثر بين، ألان جي باكولا، ريتشارد أثينبورو، باري ليفينسون، وآخرين.
وعن تكريمه في مراكش هذا العام، يقول روبيرت ردفورد، في تصريح رسمي: "إنّه لشرف كبير أن تتمّ دعوتي إلى مراكش للقاء مؤلفين وفنانين آخرين سيتبادلون في ما بينهم الآراء حول أساليبهم الفريدة. أتقدّم بالشكر إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على هذه المبادرة الكريمة". وإلى جانب هذا التكريم، سيقوم المهرجان أيضاً بالترحيب بواحد من أعظم المخرجين الفرنسيين، برتراند تافيرنييه، الذي أثّر بشكل كبير في عشاق السينما في فرنسا. كما سيكرّم واحدة من وجوه السينما المغربية، الممثلة منى فتو. وأخيراً، سيتمّ تكريم الممثلة الهندية بريانكا شوبرا، لأول مرة منذ إنشاء المهرجان، وسط جمهورها في ساحة جامع الفنا.


لجنة التحكيم
تتشكّل لجنة تحكيم هذه الدورة من ثماني شخصيات استثنائية وذات شهرة عالمية، وهي تمثّل تعبيرات سينمائية مختلفة، تلتئم من حول رئيسة اللجنة لهذا العام، الممثلة الأسكتلندية والمنتجة،

تيلدا سوينتون. وعلى عاتق هؤلاء الأعضاء ستقع مهمة الاختيار بين الأفلام الـ 14 في المسابقة الرسمية، إذ سوف يمنحون جوائز المهرجان المختلفة، بما في ذلك النجمة الذهبية 2019، التي ينالها أفضل فيلم في المسابقة. ومن الملاحظ أنّ هناك أربع نساء من بين أعضاء لجنة التحكيم التّسعة، إذ بالإضافة إلى الرئيسة تيلدا سوينتون، نجد المخرجة الفرنسية، ريبيكا زلوتوفسكي، المخرجة البريطانية، أندريا أرنولد، والممثلة الفرنسية - الإيطالية، كيارا ماستروياني. كما تضمّ اللجنة أيضاً المخرج البرازيلي، كليبر ميندونسا فيلهو، والممثّل السويدي، ميكيل بيرسبراند، والكاتب المؤلف والمخرج الأفغاني، عتيق رحيمي، والمخرج الأسترالي، ديفيد ميتشود، والمخرج المغربي، علي الصافي. وفي المجمل، ينتمي أعضاء لجنة التحكيم هذه الدورة إلى ثمانية بلدان مختلفة تمثّل خمس قارات. وستصدر لجنة تحكيم مهرجان مراكش الدولي للسينما حكمها في الحفل الختامي للمهرجان يوم 7 ديسمبر 2019.


المسابقة الرسمية
يصل عدد الأفلام التي ستعرض في المهرجان إلى 98 شريطاً طويلاً من 34 بلداً، تعكس كلّها تنوّع وغنى الإنتاج السينمائي العالمي، موزّعة على عدّة فقرات: "المسابقة الرسمية"،

و"السهرات المسائية"، و"تكريم السينما الأسترالية"، و"العروض الخاصة"، و"القارة 11"، و"بانوراما السينما المغربية"، و"الجمهور الناشئ"، و"عروض جامع الفنا"، و"عروض الوصف السمعي"، وفقرة "التكريم". وما يميّز أفلام "المسابقة الرسمية" التي اختارها المهرجان هو عرض الأفلام الأولى، أو الثانية، بهدف إبراز المواهب الجديدة في السينما العالمية، وتشجيعها أكثر. وتطمح الأفلام الـ14 المتنافسة على الظفر بالنجمة الذهبية إلى كسب رهان استكشاف أراض سينمائية جديدة، واقتراح مقاربات شخصية وأصيلة للإبداع السينمائي، لأنّها تمثّل عوالم سينمائية تنتمي لمختلف بقاع العالم. وبشكل عام، يشارك في المسابقة الرسمية 3 أفلام أوروبية (المملكة المتحدة، وإيطاليا، وصربيا، وشريطان من أميركا اللاتينية: البرازيل وكولومبيا)، وفيلم أميركي، وآخر أسترالي، و3 أشرطة من آسيا (الصين، والهند، وكوريا الجنوبية)، وأربعة أفلام من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (المغرب، وتونس، والمملكة العربية السعودية، والسنغال)، وخمسة من الأشرطة الـ14 المتنافسة هي من إخراج نساء.

عروض سينمائية متنوعة
سيكون جمهور المهرجان على موعد في الافتتاح مع فيلم أميركي من أفلام التشويق، وهو "السكاكين المشحوذة"، لصاحبه ريان جونسون. وهو يمثل مقاربة عصرية وفكاهية لأفلام الغموض، أما "السهرات المسائية" فستشهد تقديم العروض الأولى لأفلام مخرجين يحظون

بالاحترام، من قبيل "قصة زواج" لنوح بومباك (الولايات المتحدة)، و"الإيرلندي" لمارتن سكورسيزي (الولايات المتحدة)، و"لابد أنها الجنة" لإيلي سليمان" (فلسطين). وستكتمل عروض "السهرات المسائية" بثلاثة أفلام، هي الأولى لأصحابها: "نورة تحلم" لهند بوجمعة (تونس، وبلجيكا، وفرنسا)، وتؤدي فيه هند صبري الدور الرئيسي؛ و"آدم" لمريم التوزاني (المغرب)؛ وسيتميز اختتام المهرجان بعرض "حواء السنة الجديدة"، للمخرج محمد أحمد صقر (مصر)، الذي يجمع ثلة من النجوم المصريين المنتمين للجيل الجديد. كما ستقدم فقرة "العروض الخاصة" مجموعة من الأفلام القادمة من آفاق مختلفة. ويقترح المهرجان على الجمهور 10 أفلام من هولندا، وهونغ كونغ، والمكسيك، وتونس، وجنوب أفريقيا، وفرنسا، والسودان. وتواصل فقرة "القارة 11"، التي تم استحداثها في دورة 2018، استكشاف آفاق جديدة في الإبداع السينمائي، وتقترح 11 شريطاً (فيها التخييلي والوثائقي) تنتمي لأساليب سينمائية فريدة ومبتكرة لمخرجين جريئين من بلجيكا، وكندا، والجزائر، والبرتغال.

حضور السينما المغربية
سيتمّ، هذه السنة أيضاً، تسليط الضوء على السينما الوطنية المغربية. ففضلاً عن الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية، والآخر المبرمج في "السهرات المسائية"، ستعرض فقرة "بانوراما السينما المغربية" أربعة أشرطة بهدف تعريف المهنيين، وممثلي وسائل الإعلام الدولية المشاركين في هذه التظاهرة العالمية، بمختلف جوانب السينما المغربية. وفي المجموع، سيتمّ عرض 11 شريطاً مغربياً في مختلف فقرات المهرجان. ومن اللحظات القوية كذلك، في البرمجة الخاصة بالجمهور العريض، كما هي العادة منذ 17 سنة، هناك عروض ساحة "جامع الفنا"، حيث ستحتضن الساحة الخالدة في المدينة الحمراء، طيلة أيام المهرجان، عروضاً لأفلام شعبية من الهند، والمغرب، ومصر، والولايات المتحدة، وغيرها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.