}

رحيل سمير سلامة: انحاز للفن التشكيلي كما لقضية فلسطين

17 أغسطس 2018
تشكيل رحيل سمير سلامة: انحاز للفن التشكيلي كما لقضية فلسطين
لوحة للفنان الفلسطيني سمير سلامة

رحل يوم الأربعاء الفنان الفلسطيني سمير سلامة في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، في إثر مرض عضال.

ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية الفنان سلامة، مشيرة في بيان لها إلى أن الحركة الثقافية الفلسطينية عامة، والتشكيلية منها على وجه الخصوص، خسرت برحيله واحدًا من أبرز روادها ورموزها ممن ساهموا في التأسيس لحركة فنية أصيلة ومتجددة انعكست على شكل ملصقات ولوحات كان آخرها تلك التي أعدها هذا العام، ووقعها وهو في المستشفى بمدينة رام الله، قبل أن يشارك في افتتاح المعرض الأول من سلسلة معارض أقيمت قبل أقل من شهرين بدعم من وزارة الثقافة، وتمت فيها، بمبادرة من فنانين فلسطينيين، استعادة نخبة من أعماله في محافظات عدة جمعت الجغرافيا الفلسطينية.

وأضافت وزارة الثقافة: كان سلامة الفنان الذي حمل رسالة فلسطين عبر لوحاته إلى العالم، عبر المنافي المتعددة التي حط فيها، وكان آخرها باريس، وقبلها درعا في سورية، وبيروت، وغيرها.

ووصف وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو رحيل سلامة بالخسارة الكبيرة، لافتًا إلى أنه واحد من قامات ومؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر، وأنه طوال مسيرته الفنية قدم عديد الأعمال الفنية المميزة، التي وثقت فلسطين وباتت وثيقة تعكس الحالة الإبداعية الفلسطينية، بل وشكلت مصدر إلهام للفن والفنانين في فلسطين وحول العالم.

وسمير سلامة من مواليد مدينة صفد في العام 1944، واضطر عقب النكبة إلى الانتقال برفقة أسرته نحو بلدة مجد الكروم في الجليل حيث كانت تسكن عمته، ومنها إلى بنت جبيل اللبنانية، والتي بحث فيها والده عن معارفه الذين كان يعمل معهم في نقش الحجارة ومكث معهم فترة قصيرة، لكنه تابع مشواره إلى بيروت ثم إلى دمشق التي غادرها جنوبا نحو درعا، وبعد أشهر على الترحيل القسري أقام سمير سلامة في دير مسيحي بدرعا قبل أن تستأجر العائلة بيتًا في جواره.

بدأ الرسم مبكرًا في المدرسة، ونال التشجيع فيما بعد من مدرس الفن، وكان للفنان السوري أدهم إسماعيل فضل في وضعه على طريق الفنون، وهو ما دفعه لدراسة الفنون الجميلة في جامعة دمشق، قبل أن يقيم أول معرض له في عام 1963 في المركز الثقافي بدرعا. وبعد أن أنهى دراسته الجامعية عام 1972 انتقل إلى بيروت، حيث التحق بدائرة الإعلام الموحد التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأسهم في صياغة الملصق السياسي (البوستر) استجابة لمتطلبات المرحلة، وكجزء من توظيف الفنون في خدمة الثورة وأهدافها، وكان هو من أسس قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام، قبل الانتقال عام 1975 لمتابعة دراساته العليا في كلية الفنون الجميلة بوزار في العاصمة الفرنسية باريس.

وكان من بين محطات مشواره الحافل العمل في "اليونسكو"، والعودة بصيغة جديدة مع الشهيد عز الدين قلق لإنتاج المزيد من الملصقات، هو الذي عرف بانحيازه للجمال كما انحيازه لقضية وطنه وشعبه، وبعمله الدؤوب على التجديد.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.