}

مهرجان الجزويت الرابع للفيلم: "بشاير من أقصى الجنوب المصري"

وائل سعيد 31 ديسمبر 2017
سينما مهرجان الجزويت الرابع للفيلم: "بشاير من أقصى الجنوب المصري"
ملصق مهرجان الجزويت الرابع

للسنة الرابعة على التوالي يواصل مهرجان الجزويت السينمائي (مصر) فعالياته بعيدًا عن مركزية العاصمة، بأضوائها ومُتابعاتها الإعلامية المعنية في المقام الأول بالمهرجانات الرسمية والدولية، حيث اقتصرت التغطيات الإعلامية للمهرجان في هذه الدورة والدورات السابقة على نتفٍ من الأخبار، غير مُلتفتة إلى المبادرات المستقلة البعيدة عن ربحية القطاع الخاص وجمود وزارة الثقافة. هذه المبادرات التي باتت هي الأمل الوحيد حتى الآن في تحريك المياه الراكدة وتلك العقول الجامدة.

"بشاير مدرسة أسيوط

للسينما التسجيلية"

أعلنت مدرسة الجزويت في مارس/آذار الماضي عن بدء التسجيل في ورشة "حكايا الجنوب" والتي توجهت هذا العام لدراسة السينما التسجيلية من خلال ورشة مكثفة تحت إشراف المخرجة المصرية نادية كامل، وأطلقت عليها في نهاية الورشة عنوان "بشاير مدرسة أسيوط للسينما التسجيلية".

اعتمدت نادية كامل في الدراسة منهج "التعليم بالفرجة"، من خلال مشاهدة كم هائل من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة وتحليلها مع الطلاب، الأمر الذي لاقي قبولًا لدى الدارسين الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في عالم السينما، بالإضافة إلى اتباع عدة طُرق أخرى في التعلم، مثل "الكتابة بالكاميرا، التفكير بالتصوير، التدريبات العملية في الشوارع.."، وذلك لتلخيص منهج معهد السينما الذي يستمر لأربع سنوات كاملة ومن المفترض أن يدرسوه في ستة أشهر فقط لا غير.

تقوم الورشة على المفهوم الواسع لصناعة الأفلام، بحيث يتمكن المتدربون من الإلمام بجميع تخصصات ومراحل صناعة الفيلم دون التركيز على تخصص واحد، لذلك تتكون الدراسة من ورش تدريب عملية ونظرية في الإخراج، والسيناريو، والتصوير، والصوت والمونتاج والإنتاج، وتتحمل جمعية النهضة العلمية والثقافية "جزويت القاهرة" مصاريف الإنتقال للطلبة بالإضافة لمصروفات الورشة.

استديو ناصيبيان

وبالرجوع إلى تاريخ إنشاء الجمعية سنجد كما ورد: "تأسست جمعية النهضة العلمية والثقافية - جزويت القاهرة سنة 1998 برقم 4499 القاهرة، بمبادرة من الآباء والأخوة اليسوعيين "الجزويت" وبعض الشخصيات العامة من المسلمين والمسيحيين المهمومين بقضايا الوطن الثقافية والمدنية والفنية، وغيرها من القضايا التي تهم المصريين جميعًا".

تتخذ الجمعية من استديو ناصيبيان الذي أنشئ منذ الثلاثينيات بمنطقة الفجالة بالقاهرة مقرًا لها، وتعتبر مدرسة السينما أحد أبرز أنشطتها وفيها يمكن للملتحق دراسة فروع السينما المتعددة على مدار العام دونما مصاريف تذكر، بالإضافة إلى نادي السينما الأسبوعي الذي يعرض أفلامًا مختارة كل سبت بدعوة عامة للجمهور تعقبها نقاشات نقدية مع المشاهدين. وهذا بجانب الورش المتنقلة منذ عام 2012 كحكايا الجنوب وهي "سلسلة ورش لصناعة الأفلام التسجيلية القصيرة لصناع الأفلام المبتدئين في قطاع الصعيد، حرصًا من جمعية النهضة العلمية والثقافية - جزويت القاهرة على مناهضة المركزية وإلقاء الضوء على مواهب شابة جديدة ونشر ثقافة الصورة في ذلك القطاع، والعمل على إرساء جسور تواصل بين الصعيد والقاهرة".

 

القاهرة آخر محطات

قطار المهرجان

يطوف مهرجان الجزويت منذ سبتمبر الماضي أربع محافظات مصرية بداية من أسوان مرورا بسوهاج والمنيا ثم محافظة الإسكندرية، وهي المحطة قبل الأخيرة لعرض أفلام الطلبة والأفلام القصيرة المشاركة في الدورة الحالية، لينتهي به المطاف في محافظة القاهرة بمقر الجمعية لعرض أفلام التصعيد النهائي للمسابقة ومن ثم إعلان الفائزين بجوائز المهرجان، والتي أقيمت على مدار ثلاثة أيام في الفترة بين 26- 28 من ديسمبر الماضي.

والغرض من هذه المحطات هو الاحتكاك المباشر بين الطلبة وبين الجمهور المتنوع، في محاولة لكسر رهبة التجارب الأولى من خلال المناقشات التالية لجميع العروض، وفي نفس الوقت إتاحة الفرصة لمُحبي السينما البديلة لرؤية أفلام مختلفة، قد تكون ليست على مستوى عال من الجودة والإحترافية ولكنها مختلفة عن السينما التجارية المفروضة على الذوق العام طيلة الوقت.

الاحتفاء بمسابقة

أفلام الطلبة

ضمت قائمة مسابقة أفلام الطلبة "نتاج ورش حكايا الجنوب" ثمانية أفلام تنوعت ما بين التسجيلي والروائي ولم تتجاوز مدة العرض لكل فيلم سوى دقائق قصيرة، وهي: "الفيلم" لناهد نصر، "رز بلبن" لعمرو موسى، "نظرة وابتسامة" لنورهان ابراهيم، "أيادي الخيامية" لأسماء كمالى، "أنا أنا" لسمير رضوان، "الخروج من المدينة" لعمرو النجار، "نوم العازب" لعمر المشد، "مريم" لمصطفى أسامة صادق.

وقد احتفت لجنة التحكيم وإدارة المهرجان بمسابقة أفلام الطلبة عن مسابقة الأفلام القصيرة بتخصيص جوائز مادية للأولى فيما حصل المشاركون في المسابقة الثانية على شهادات تقدير، مراعاة لتواجدهم بشكل أو بآخر بخلاف الطلبة الشباب الذين يعوزهم الدعم.

ومن جانبها، قالت ندى رزق، مدير مهرجان الجيزويت للفيلم في دورته الرابعة، إن المهرجان يهدف إلى كسر مركزية السينما، سواء على مستوى الصناعة أو على مستوى ثقافة المشاهدة، كما أن اختيار محافظات بالصعيد في أطرافه يأتي لمد جسور التواصل مع أبناء الصعيد، وللحد من مركزية الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية في القاهرة، وإلقاء الضوء على المواهب الصاعدة في مجال صناعة الفيلم في الجنوب.

وعلى جانب آخر أكدت إيمان إبراهيم، مساعد مدير المهرجان، أن المهرجان يهدف إلى تبنى المواهب من طلاب وطالبات الجامعات بمحافظات مصر، في محاولة اكتشاف مواهبهم وتمكينهم من المشاركة بمسابقة سينمائية في هذا السن، الأمر الذي سيكون له مردود مهم في مسيرتهم الفنية فيما بعد.

وبرغم التجاهل النقدي من قبل كبار النقاد السينمائيين للمهرجان فقد أجمعت الآراء على ندرتها من بعض المختصين وعلى مستوى الجمهور على أن الحقيقة والمصداقية في تناول حكايات هذه التجارب كانت من السمات المشتركة والجلية لجميع الأفلام المشاركة تقريبا.

ولا يمنع ذلك جود بعض الهنات الفنية الواضحة في أفلام الطلاب، على مستوى الصوت والمشاهد وتكوين الصورة، وهو أمر طبيعي يصاحب عادة التجارب الأولى، وبخاصة مع محدودية الإمكانيات والأدوات المتاحة بالرغم مما قدمته الورشة.

النتائج النهائية

مسابقة أفلام الطلبة: وصل فيلم "الفيلم" للمخرجة ناهد نصر إلى المركز الأول، ولم تستخدم فيه المخرجة ممثلين في الظهور سوى بالصوت فقط بالتداخل مع بعض المشاهد من فيلم أجنبي، ويحكي عن رجل وامرأة يعيشان في بيت واحد ويُفكران في عمل فيلم عن شيء ما. فيما جاء فيلم "مريم" للمخرج مصطفى أسامة في المركز الثاني، وهو فيلم تسجيلي يتناول الحياة اليومية لإحدى عازفات الكمان من فريق أوركسترا النور والأمل للفتيات الكفيفات. وحصلت المخرجة نورهان إبراهيم على المركز الثالث بفيلمها "نظرة وابتسامة"، وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أصدقاء يخططون لجريمة قتل شخصية عامة انتقامًا من تجاهل المجتمع لهم.

مسابقة الأفلام القصيرة: فاز بالمركز الأول المخرج ناجي اسماعيل عن فيلم "البنانوة"، وهو فيلم روائي قصير يتناول قصة صديقين ينتقلان من الصعيد للعيش في القاهرة وشارك في مهرجان دبي السينمائي في دورته الثالثة عشرة ضمن مسابقة المهر القصير، كما شارك في عدد من المهرجانات السينمائية منها وهران الدولي للفيلم العربي.

وحاز المركز الثاني فيلم "فتحي لا يعيش هنا بعد الآن" للمخرج ماجد نادر، والذي يستدعي فيه صورة قديمة لزجاجة شامبو لبيبي أندرسون وليف أولمان من فيلم Persona للمخرج السويدي أنغمار برغمان، لسرد حكاية عن اﻷحلام المكبوتة لبطل الفيلم.

فيما جاء فيلم "1+1" في المركز الثالث للمخرج مروان عمارة وبالتعاون مع إسلام كمال، ويستخدم الفيلم شريط الكاميرا لتوثيق أسبوع من جلسات العمل بين الموسيقي المصري إسلام كمال والعازفة عائشة دايفي من سويسرا.

إنها مجموعة كبيرة من الزهور تتفتح في سماء القاهرة برغم كل القبح الذي نعانيه، لتجعلنا لا نفقد الأمل كما راهن الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم على أنه "ما دامت مصر ولادة.. وفيها الطلق والعادة"، أو كما قال جاهين: "لسه الطيور بتفن والنحليات بتطن والطفل ضحكه يرن مع إن.. مش كل البشر فرحانين!".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.