}

ندوة حول تأثير الأزمات في صناعة الأدب بالقاهرة

ضفة ثالثة 22 فبراير 2018

تستضيف كلية الألسن بجامعة عين شمس بالقاهرة اليوم، ندوة بعنوان "كيف تلهم الأزمات والحروب الأدب"، في إطار فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي في دورته الرابعة، التي بدأت 17 فبراير/ شباط الجاري.

تشارك في الندوة الكاتبة والمراسلة الحربية الدنماركية آن كاثرين ربينيتسكي، والكاتب والروائي المصري وحيد الطويلة، والكاتب السوري سامر مختار.

يقول محمد البعلي منظم المهرجان إن اختيار الكتاب المشاركين كان له أسباب، فالكاتبة الدنماركية آن كاثرين كانت تعمل مراسلة حربية في أكثر من دولة تعرضت للحروب والأزمات منها أفغانستان، وصدرت لها رواية وكتاب صحافي عن تأثير الأزمات والحروب في الأدب.

أما الروائي وحيد الطويلة، هو كاتب مصري مهموم بالشأن العربي، كثير التفاعل مع الوطن العربي، له رؤية بانورامية على السياسات العربية، وتزخر رواياته بحكايات السجون والأزمات، والقضايا الكبرى بالمنطقة. الكاتب السوري سامر مختار، هو من بلد تعرضت ومازالت تتعرض للعدوان والحرب الأهلية، ويعمل على مشروع أدبي يرتبط بهذا الأمر حاليا.

عن سؤال كيف تؤثر الأزمات في صناعة الأدب وكتابة الرواية؟ يقول الطويلة لضفة ثالثة "عندما أحرق بو عزيزي نفسه فانتشرت النار في جسد الجمهورية المستبدة، حرق نفسه في مواجهة فتاة الشرطة، في مفارقة قاسية من القدر، كأنه حين أحرق روحه في مواجهتها كان يواجه الدولة البوليسية كلها. دولة بوليسية مصفحة لم تتواجد على ظهر البسيطة، منذ أيام ستالين في الاتحاد السوفييتي إلا في دولة تونس.

انفتح القمقم وتوالت اللقطات واتجه أبناء حي التضامن الفقير الذين غرزوا في سجن البطالة، نحو حي النصر بأغنيائه الجدد. المرأة التي وقفت ترقص في قلب الشارع أمام مبنى الحزب الحاكم، تمجد الحاكم تحت حراسة الشرطة التي بدأت قيودها في الارتخاء،  فبدا غناؤها باهتا وبعيدا. سونكي البندقية المدبب الذي انغرز في رقبتي وأنا أعبر شارع قصير وأحمل بطانية كي أنام في المقهى مع صاحبه، حتى لا أنام وحيدا، البنت التي كانت تقف في الشرفة المواجهة للمقهى، غازلتها وتمنيت لو أنها تقبلت غزلي، لنسهر معا في المقهى بعد بدء ساعات حظر التجوال في مدينة أطلقت الرعب في النظام وجنوده.

المقهى الذي نمت فيه طيلة 28 يوما، البنك المجاور للمقهى الذي تعطلت أجهزة الإنذار به، فأطلقت فجأة عويلها في الليل ليقتحما علينا المقهى؛ اعتقادا منهم إننا نسرق البنك...

"كعبورة" الشاب القصير المدكوك الذي تسلل إلى المقهى لا للحديث عن الثورة، ولكن لأنه لا يستطيع مشاهدة مباريات كرة القدم وحيدا في المنزل. ضابط أمن الدولة الذي يراقبنا، البنات الشجاعات اللاواتي رفعن صور الشهداء في وجه وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة، أشلاء الضحايا التي تطايرت مع الرصاص، أصحاب الحوانيت دعاة الاستقرار الزائف للحفاظ على أموالهم، صاحب المقهى الذي طردني من مقهاه فذهبت إلى مقهى بعيد وكتبت قصة. ساكنة الدور العلوي التي كادت تصطادني لولا هروبي للمقهى، الريح التي كانت باردة قبل الثورة ثم صارت واعدة كما يقول "صغير أولاد أحمد"  "الريح آتية وبيوتهم قش" بيوت أصحاب السلطة التي دهمها الفقراء وخرجوا محملين بمحتوياتها. خطبة صلاة الجمعة لثلاثة أسابيع حول الوحدة الوطنية، وعدم الانجراف أمام دعاة التفرقة.

أذكر سورية. أنا سوري بالقلب، أذكر الجلاد الذي قال للمتظاهر "اكتب قصة حياتك" وحين كتبها طلب منه إعادة كتابتها، ثم واجهه قائلا "أنت أغفلت جملة لم تكتبها في المرة الأولى، وأشار إلى نملة تمشي على الحائط وقال "هذه النملة كتبت قصة حياتها سبع مرات، ولم تخطئ في حرف واحد. اكتب يا ابن الكلب".

الشاب الذي سرق وزارة الداخلية حين هزمها المتظاهرون، وصرخ قائلا "لا تسرقوها، بها شهادات مولدنا" فقال آخر "لا تخش شيئا، نحن ولدنا الآن، ميلادنا الثورة". من كل هذا كل هذا، تبدأ الرواية ولا تنتهي.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.