}

تحوّلات النّقد الأدبيّ في الصّحف العربيّة

3 ديسمبر 2018
أجندة تحوّلات النّقد الأدبيّ في الصّحف العربيّة
لجنة المناقشة والطالبة

تمت مناقشة رسالة ماستر في اللّغة العربيّة وآدابها بعنوان "تحوّلات النّقد الأدبيّ في الصّحف العربيّة: النّهار والسّفير أنموذجًا. بين 2014 و2016)، للباحثة والزميلة ليندا نصار في عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة – الدكوانة، باشراف الدكتورة ناتالي الخوري، وعضويّة العميد الدكتور محمد أبو علي رئيسًا، والدكتورة مهى الخوري. وذلك يوم الجمعة 30 تشرين الثّاني 2018، عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا. وقد نالت الطالبة العلامة القصوى، والتقدير جيد جدًّا، باعتبار أنّ هذا البحث شكّل إضافة فريدة، وأغنى المكتبة العربيّة لما فيه من عمق وتحليل. 

هنا جزء من التّقرير الّذي قرأته الطّالبة في أثناء المناقشة:

"حين اخترت في مستهل عام 2016 البحث في موضوع:" تحوّلاتُ النَّقدِ الأدبيِّ في الصُّحفِ العَرَبيّةِ: النّهار والسّفير أنْموذَجًا بَيْنَ2014 - 2016"  بإشراف أستاذتي الجليلة الدكتورة ناتالي الخوري وإخضاعه لمتطلباتها النظرية والمنهجية. ارتكزت في مسعاه العامّ في الإجابة، وصفًا وتحليلًا، على الإشكال المرتبط بإبراز خصائص النقد الأدبي الذي يمارس داخل الملاحق الثقافية؟ وإلى أي حد أسهم في تطوير الأدب العربي؟ وهل يمكن أن يمثّل مرجعًا بالنسبة إلى الدراسات الأدبية تمامًا مثلما كان الأمر في الستينيات؟ ولعل هذه الأسئلة كانت دافعًا مهمًّا بالنسبة إليَّ في عمليات البحث، والتقصّي، والوصف، والدراسة، والمقارنة، والاستنتاج، غير أنّ طبيعة الموضوع، فرضت عليّ أن أحدّد مجموعة من المفاهيم التي تدخل في صميم البحث، ومن بين هذه المفاهيم، نجد النقد الأدبيّ بوصفه أداة تحليليّة يخضع بموجبها النصّ الأدبيّ على مستوى التلقي إلى الذوق في التقويم، وهو ما جعل هذا النقد يقترب من دائرة الانطباع، ويبتعد في الوقت نفسه عن النقد الأكاديميّ، بوصفه دراسة علمية تسعى إلى ضبط القواعد والآليات الجماليّة التي يُبنى بوساطتها في قراءة النص الأدبيّ عن طريق المناهج النقدية.

إنّ بناء الإشكاليّة المحدّدة للموضوعن قادني إلى البحث في الوظائف التي حدّدها جاكبسون، ولاسيما وأنّ جانبًا مهما من الموضوع يتّصل مباشرة بالإعلام، ما دامت الغاية من النقد الأدبيّ من داخله هي تحقيق فعلي التواصل والتفاعل، فكان من الضروريّ التوقّف عند هذه الوظائف، واختيار الوظيفة الثقافيّة أو ما يصطلح عليها بالوظيفة الشعريّة.

فكيف يمكن أن ينهض هذا الإعلام الثقافيّ بدوره التنويريّ النقديّ من جهة، ويواكب متطلبّات الجمهور من جهة أخرى؟

إنّ مثل هذه الأسئلة تلحّ على الباحث أن يبحث عن دور هذا النمط من الإعلام، ومن ثمّ، التفكير في بعض المصطلحات النقديّة المسعفة من قبيل "التلقي المنتج"، فإذا كان هذا النقد الأدبيّ الممارس من داخل الإعلام الثقافي لا يحقّق التواصل مع القارئ، ولا يساعده في الإقبال على هذه الأعمال الأدبيّة، وخصوصًا في ظلّ أزمة الأزمة التي تمثلت في إغلاق ملاحق ثقافيّة لبنانيّة، كان لها الأثر البالغ في تشكيل الذائق والوعي الجماليّين في العالم العربيّ برمّته.

ولم يكن من السهل بناء دراسة نقديّة أكاديميّة تروم إلى تفكيك بنيات النقد الأدبي في مقالات جريدتي السفير والنهار، من دون الاستعانة بمناهج نقديّة، تتيح للباحث أن يتعامل مع النصوص النقديّة من موقع نقديّ، في سياق ممارسة ما يسمى بـ"نقد النقد"، وبالتالي تكاملت مجموعة من المناهج النقدية كالمنهج الاجتماعيّ والتاريخيّ والثقافيّ والوصفيّ، في بناء الأطر والتصوّرات والخلاصات.

وقد قسمت بحثي إلى بابين، كل باب تتوزعه مجموعة من الفصول والمباحث: عنونت الباب الأول بـ"تحوّلات إنتاج النّقد الأدبيّ في الصّفحات الثّقافيّة"، تطرّقت في الفصل الأول منه إلى "توجّهات الوسيلة الإعلاميّة" وخصوصًا في الفترة الراهنة التي تجاوز فيها النقد الأدبيّ التطبيقات الآلية، وكان عليّ أن أعرّف بمفهوم الثّقافة ومفهوم الإعلام والرّبط في ما بينهما ما اقتضى التحديد الزمنيّ لفترة الحداثة والنقد الادبيّ في لبنان.

     ورصدت في الفصل الثاني طبيعة "العلاقة بين الإعلام والثقافة في ظل الثورة الرقمية" من خلال أعمال رايموند ويليامز، كما عملت في هذا الفصل من خلال مبحث " مفهوم التكنولوجيا ودور وسائل التواصل الاجتماعي" بوصفه أساس النظر إلى المستقبل، وخصوصًا في ظلّ التحولات الهائلة في الإعلام، كما حاولت في هذا الفصل أن أدرس مبحثا يعنى بـ"توجّهات الصّفحات الثّقافيّة من حيث الموضوع (شعر – رواية) العرب ولبنان".

      تضمّن الباب الثاني الذي عنونته بـ"تحوّلات تلقّي النّقد" مجموعة من الفصول والمباحث. تطرّقت في الفصل الأول إلى تجربة "علي نسر" النقدية، ورصدت فيها ثنائيّة النقد الانطباعيّ والأكاديميّ العلميّ من خلال دراسة مقالاته المنشورة في السفير. ومن ثمّ عملت في الفصل الثّاني على التجربة النقدية لدى نازك بدير والتي تميّزت بالرصانة العلميّة وتفنّنت على مستوييْ الوعي بالركام النظري النقديّ والتقيّد بمنهج منظّم.

ومنها انتقلت إلى تجربة عبّاس بيضون والقراءة النقدية المفتوحة، والإضاءة على الأعمال بهدف تقريبها من القارئ.

      وبعدها عملت على تجربة "عقل العويط" والنقد السجاليّ الحواريّ، الذي كان الهدف منه إضفاء حركيّة تعمل على إقناع المتلقّي وإمتاعه بنصوصه.

     ولا أعدّ هذا البحث قد أجاب عن الأسئلة التي يمكن أن تكون جزئيّة، لما يحتاجه البحث من إمكانات من أجل دراسة حقب تاريخيّة جديدة عرف فيها النقد الأدبي تحوّلات مهمّة، لم تمسّ الجوهر بل مسّت الإعلام نفسه في سياق الثورة الرقميّة وهدّدت الأمن الثقافيّ."

 

 

 

 

  

 

 

  

 

 

           

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.