Skip to main content
الشبكة السورية تنشر تقريراً يوثّق الانتهاكات في الغوطة الشرقية
سما الرحبي ــ إسطنبول
تواصل انتهاكات نظام الأسد في سورية (الأناضول)

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، دراسة موسعة، تحت عنوان "من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر"، وثّقت فيها ‏الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف النزاع في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2015 حتى 30 ‏يونيو/حزيران من نفس العام.‏


وذكر التقرير، الذي جاء في ست وعشرين صفحة، أن الغوطة الشرقية تعرضت، خلال 6 أشهر، لعمليات قصف وتدمير ممنهجة، ‏كان أغلبها على المراكز الحيوية والأحياء المأهولة بالسكان، والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، والمؤشر ‏على ذلك نسبة الضحايا من المدنيين مقارنة بالمسلحين.‏

وأكد التقرير أن عمليات القصف والقتل والتدمير الممنهج التي يقوم بها النظام تهدف، بشكل رئيسي، إلى إفشال إنشاء أي ‏نموذج يقدم بديلاً عن النظام، كما تؤدي إلى نزوح السكان من مناطق تسيطر عليها المعارضة إلى مناطق سيطرته التي ‏تحظى عملياً بأمان نسبي.‏

اقرأ أيضا: مطالبات بالرد على ادعاء روحاني نشر الديمقراطية في العراق

وقد حصلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على صور أقمار صناعية، تظهر مدينة دوما قبيل قرار مجلس الأمن رقم 2139، ‏الصادر في 22 فبراير/شباط 2014 وحتى آخر تحديث لديها (كان في بدايات عام 2015)، كعينة عما حصل من دمار في الغوطة ‏الشرقية، تثبت هذه الصور مدى استهتار وإهانة النظام السوري للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، فقد تضاعف الدمار ‏مرات عديدة، بحسب الصور التي استعرضتها الدراسة.‏

وأشار التقرير إلى أن قرار مجلس الأمن 2139، والذي نص على ضرورة التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ‏ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، جاء متأخراً كثيراً، ولم يحدث أي تغيير على ‏الأرض.‏

وقال فضل عبدالغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "حتى الآن، لم نلمس إرادة دولية حقيقية لإنهاء معاناة الشعب ‏السوري المستمرة منذ عام 2011، ولن تؤدي المفاوضات إلى أي نتيجة، مادامت عمليات القصف والقتل والتعذيب والاعتقال ‏مستمرة، من دون أي رادع أو ضمان لأن يتوقف ذلك ولو ليوم واحد فقط".‏

ووثق التقرير مقتل 834 شخصاً، بينهم 54 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب، كما تم ارتكاب 26 مجزرة في الغوطة الشرقية. ‏وبحسب التقرير، فإن القوات الحكومية قتلت 776 شخصاً، يتوزع الضحايا إلى 143 مسلحاً و633 مدنياً، بينهم 155 طفلاً، ‏و129 سيدة، و54 بسبب التعذيب.‏

ووفق التقرير، فقد ارتكبت القوات الحكومية 25 مجزرة، 14 منها في مدينة دوما، و4 في مدينة عربين، و3 في منطقة المرج، ‏ومجزرة واحدة في كل من عين ترما وكفر بطنا وحرستا وحمورية.‏

وبحسب التقرير، فقد قتل تنظيم "داعش" 17 شخصاً، بينهم مدني واحد، وارتكب مجزرة واحدة. أما تنظيم جبهة النصرة فقد قتل 9 ‏مسلحين.‏

أما فصائل المعارضة المسلحة، فقد قتلت 22 شخصاً، يتوزع الضحايا إلى 10 مسلحين، و12 مدنياً، بينهم طفل وسيدة.‏


وأشار التقرير إلى أن 10 أشخاص، بينهم مدنيان اثنان، قتلوا على يد قوات لم تحدد الشبكة السورية لحقوق الإنسان هويتها.‏

وتطرق التقرير إلى إحصائية المعتقلين في الغوطة، خلال الأشهر الستة، التي بلغت 458 شخصاً، منهم 411 شخصاً اعتقلوا من ‏قبل القوات الحكومية، بينهم 41 طفلاً، و65 سيدة. أما تنظيم جبهة النصرة فقد اعتقل 11 شخصاً، فيما اعتقلت فصائل المعارضة ‏المسلحة 36 شخصاً، بينهم 9 أطفال.‏

اقرأ أيضا: ‏"نيويورك تايمز": موسكو تفاجئ أميركا باتفاق إقليمي لمحاربة "داعش"‏

وتضمن التقرير إحصائية المراكز الحيوية التي تعرضت للاستهداف، حيث بلغ عددها 51 مركزاً حيوياً، منها 49 مركزاً تعرضت ‏للاستهداف من قبل القوات الحكومية، ومركزان من قبل فصائل المعارضة المسلحة.‏

وسجل التقرير مقتل 117 شخصاً، بينهم 67 طفلاً، و27 سيدة، بسبب نقص الغذاء والدواء، نتيجة للحصار الذي فرضته القوات ‏الحكومية على الغوطة الشرقية بشكل كامل، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2013.‏

وأوصى التقرير مجلس الأمن بضرورة اتخاذ إجراءات إضافية، بعد مرور أكثر من عام على القرار رقم 2139، حيث لا يوجد أية ‏التزامات بوقف عمليات القصف العشوائي، التي تسبب التدمير والقتل اليومي.‏

كما طالب بالضغط على الدول الداعمة للقوات الحكومية، كروسيا وإيران ولبنان، من أجل إيقاف عمليات التزويد بالأسلحة ‏والخبرات، بعد أن ثبت تورطها في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأيضاً الدول والأفراد التي تزود التنظيمات الإسلامية ‏المتشددة وبعض فصائل المعارضة المسلحة.‏

وحث التقرير المجتمع الدولي على ضرورة التحرك على المستوى الوطني والإقليمي، لإقامة تحالفات لدعم الشعب السوري، ‏ويتجلى ذلك في حمايته من القتل اليومي، وفي المستوى الإغاثي.‏

اقرأ أيضا: داوود أوغلو: بقاء الأسد يعمق الأزمة السورية