المنصف المرزوقي، واحد من خيرة تلك النخبة التونسية، المؤمنة حقّاً بوجوب مضي بلادها إلى مقاصد ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول (أو جانفي)، من دون ارتداداتٍ إلى الوراء، ولو كانت العثرات والمعيقات والصعوبات غير هينة.
لم تتجاوز نسبة المقاعد التي حصلت عليها المرأة التونسية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، الـ30 في المائة، على الرغم من أن القوانين تعطي المرأة حق المناصفة. وهذا الأمر فسّره البعض بأن بعض الأحزاب، لا تزال تنظر إلى المرأة نظرة دونية.
تشكل الانتخابات الرئاسية التونسية محطة أخرى في إعادة بناء ثقافةٍ يجب أن تنتقل من الفرد إلى المؤسسة، ومن العاطفة إلى الوعي، ومن الخوف الغريزي إلى الاختيار الناضج، فالمرحلة لا تزال مفتوحة على أكثر من احتمال.
تواصلت نقاشات مجلس الشورى يومي الأحد والاثنين، من دون أن تتمكّن حركة النهضة التونسية من حسم موضوع دعم مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، بفعل أهمية القرار، وما يمكن أن يترتّب عليه من انعكاسات على التحالفات السياسية في المرحلة المقبلة.
حذر الرئيس التونسي الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية، محمد المنصف المرزوقي، التونسيين، من خطر عودة دولة الاستبداد وانتهاك الحريات، داعيا الشباب التونسيين إلى "عدم تضييع الفرصة التي منحها له التاريخ بالدفاع عن المسار الثوري".
لا يعني حلول حركة "النهضة" في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التونسية، أنها باتت في وضع صعب، بل هي وبعكس حركة "نداء تونس"، لديها مجال واسع للمناورة والضغط، ويمكنها التأثير على مختلف الخيارات المتاحة في المشهد الجديد.
حزب "نداء تونس" يتطابق برنامجه الاقتصادي مع برنامج النهضة، لكنهما يختلفان في رؤية حكم البلاد، والنظرة إلى إدارة شؤون المرحلة الانتقالية، والتعاطي مع ملفات الثورة التي تنتظر استقرار الحكم. ما يعني أن طريق الحكومة القادمة لن تكون سالكة بسهولة.
تفرض الانتخابات الرئاسية نفسها على التونسيين بعد انتهاء الانتخابات التشريعية، التي أعادت خلط الأوراق من جديد، وأجبرت الأحزاب على إعادة ترتيب أولوياتها، ما سيدفعها إلى صياغة تحالفاتها.
أعلن الهاشمي الحامدي رئيس تيار المحبة و المقيم في لندن انسحابه من الانتخابات الرئاسية بسبب عدم حصول حزبه على كتلة برلمانية تمكنه من تنفيذ برنامجه الانتخابي بحسب قوله.