السعودية: حملات رسمية لمكافحة الإسراف والتبذير

السعودية: حملات رسمية لمكافحة الإسراف والتبذير

18 يناير 2016
ثلث الطعام المطبوخ في السعودية يرمى في النفايات (فيسبوك)
+ الخط -


تسعى الجهات الرسمية السعودية ممثلة بوزارة الداخلية، والشؤون الاجتماعية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لوضع حد لظاهرة الإسراف التي بدأت تنتشر بقوة، والتي يطلق عليها السعوديون اسم (الهياط)، الذي يعني المبالغة في التبذير للفت الانتباه والتباهي.

وأثارت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الانتقادات، منها على سبيل المثال لأحد الأشخاص، وهو يغسل أيدي ضيوفه بدهون عود فاخر، تجاوزت قيمته 300 ألف ريال بدلاً من الصابون، وآخر ينثر كيساً كبيراً من الهيل الفاخر تتجاوز قيمته 100 ألف ريال عند أقدام ضيوفه، ما دفع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتدخل، معتبرة أن ما يحدث هو نوع من المنكر.

اقرأ أيضاً: الموت جوعاً في الموصل تحت حكم "داعش"

وأكد المتحدث باسم الهيئة، تركي الشليل، اتخاذ الإجراء المناسب في حالة المجاهرة والمفاخرة والمباهاة بمظاهر البذخ بالنعم والدعوة إليها، وفق الأنظمة والتعليمات. وقال "الهيئة تنهى عن هذه الأفعال التي جاء الشرع بحرمتها، والإنكار على فاعلها، من خلال البرامج التوعوية والإرشادية".

على صعيد متصل، حاول بعض الأشخاص السخرية من هذه الظاهرة، بافتعال مقاطع فيديو لأحدهم وهو يغسل أيدي ضيوفه بدم ابنه، الأمر الذي كلفه الخضوع للتحقيق لدى الجهات الأمنية.

وأكد الناطق الإعلامي باسم شرطة الرياض فواز الميمان، أنه بالإشارة للمقطع المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المتضمن قيام أحد الأشخاص بالتظاهر بنحر ابنه، وتقديم مادة سائلة تشبه الدم لضيوفه لغسيل أيديهم إمعاناً في إكرامهم، على حد زعمه، فقد صدرت التوجيهات لإدارة التحريات والبحث الجنائي بالشرطة التي حددت هوية منفذي الفيديو وضبطتهم، وأخضعتهم للتحقيق. وحذر الميمان من أن شرطة الرياض ستلاحق مثل هذه الممارسات، التي وصفها بغير المسؤولة وتعكس صورة سيئة عن المجتمع.

اقرأ أيضاً: فيديو..طفل سوري محاصر في مضايا يطلب الطعام بخجل

الأخصائي في علم الاجتماع والأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود في الرياض، الدكتور خالد العتيق، أوضح أن مثل هذه المظاهر الباذخة تكشف خللاً كبيراً في المجتمع، قد يتسبب بنقمة بعض الفئات التي تعاني من الفقر.

ويقول لـ"العربي الجديد" "الأمر لا علاقة له بالكرم، بل تجاوزه لإسراف لا معنى له ولا فائدة منه، بل على العكس تماماً، يعطي انطباعاً سلبياً عن المجتمع، مؤكداً أنّ من يقوم بذلك يعاني من خلل في تركيبته الشخصية، يؤثر على تصرفاته الفردية".

ويضيف العتيق "سلوك الإسراف والبذخ الزائد عن الحد غير مقبول اجتماعياً، ولا دينياً. وأعتقد أن تدخل الجهات الأمنية في هذا الجانب كان ضرورياً، كي لا يستفحل أكثر".

الإسراف الذي يفوق الحدود في السعودية، جعلها في مرتبة متقدمة في استهلاك اللحوم، والتي تصل إلى أكثر من 2.8 مليون رأس من الإبل، و17 مليون رأس من الغنم في العام الواحد.

وفي هذا السياق، تحاول "جمعية إطعام" التقليل من هذا الهدر المستمر، منذ سنوات طويلة، وإعادة توزيعه على المحتاجين، ولكن الكميات التي تصلهم، باتت تفوق قدرتهم على إعادة التوزيع.

اقرأ أيضاً: "الفاو": العالم يهدر 1.3 مليار طن من الغذاء سنوياً

المساهمون