لبنان: أطفال فلسطينيون يرسمون أوجاع غزة

لبنان: أطفال فلسطينيون يرسمون أوجاع غزة

11 فبراير 2024
تعبّر بالرسم عمّا يحدث في غزة (العربي الجديد)
+ الخط -

في وقت لا يزال فلسطينيو غزة يتعرضون للقتل والجوع والعطش تحت وطأة العدوان الإسرائيلي، يُظهر أطفال الملتقى الفلسطيني للشطرنج في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان دعمهم لهم من خلال الرسم، ويتمسكون بمحاولة إيصال صوتهم إلى من صمّوا آذانهم عن حق الأطفال الفلسطينيين في العيش بكرامة، ووقف الإبادة الجماعية المرتكبة في حقهم في غزة.
يقول الطفل أحمد عبادي، المتحدر من يافا بفلسطين ويُقيم في مخيم شاتيلا ببيروت، وهو في الصف الرابع أساسي بمدرسة يعبد لـ"العربي الجديد": "أنفجر بالبكاء كلما شاهدت مجازر العدو الصهيوني في حق أطفال غزة على شاشة التلفزيون، وأشعر بقهر كبير، لأن أحداً لا يساعد أولئك الأطفال الذين خسروا مدارسهم وأهلهم، وبترت أيدي أو أرجل بعضهم أو فقدوا عائلاتهم، علماً أن بعضهم فقدوا حياتهم أيضاً. وباعتباري لست في غزة لمساعدتهم، أرسم أوجاعهم لدعمهم في هذه المحنة، وتصل إلى مؤسسات حقوق الطفل كي ترى أطفال غزة وتحميهم من الموت، وتساعد في وقف الحرب".
ويقول محمود هاشم، مؤسس الملتقى الفلسطيني للشطرنج لـ"العربي الجديد": "يعبّر الأطفال بالرسم عمّا يحدث في غزة، والهدف الأكبر هو تقريبهم من قضية فلسطين، وجعلهم يعرفون أننا ننشأ على المقاومة ونؤمن بها وبضرورة تحرير كل فلسطين. نعلمهم أن المقاومة تصنع التحرير".
يتابع: "يتفاوت عدد الأطفال الذين يتضامنون مع غزة وفلسطين من خلال الرسم، وبحسب الأوقات، علماً أننا ننفذ دائماً أنشطة مرتبطة بغزة وبدعم مقاومة أهلنا للتعبير عن تضامننا مع مقاومة الاحتلال، ووجهنا عبر الأطفال رسائل صوتية لأهلنا في غزة لتأكيد الانتماء للوطن والقضية. والرسم أحد أنشطة المركز التي تتضمن أيضاً تنظيم دورات شطرنج باسم شهداء غزة، ودورة لتأهيل معلمات باسم طوفان الأقصى. وكل أنشطة المركز تعبّر عن انتمائنا للوطن والمقاومة".

الصورة
ملتزمة بأنشطة تعبّر عن الانتماء للوطن والمقاومة (العربي الجديد)
ملتزمة بأنشطة تعبّر عن الانتماء للوطن والمقاومة (العربي الجديد)

يضيف: "تحضر وجوه جديدة لأطفال فيها تعكس تأثرهم بما يحدث في غزة، خاصة لأولئك من أعمار الأطفال الذين يقتلون بطريقة بشعة. وما يراه الأطفال على شاشات التلفزيون يؤثر فيهم، لكنه ينمّي في الوقت نفسه روح المقاومة لديهم، ويجعلهم يدركون أن المعركة هي بين الشعب الفلسطيني المقاوم لاسترداد أرضه والعدو الصهيوني الذي يحتل الأرض".
يضيف: "لم ينس الأطفال فلسطين كما زعم الصهاينة حين احتلوها، ونرى اليوم أنهم متمسكون بأرضهم ويتوارثون الانتماء لفلسطين وحبها. وكلما زاد بطش العدو يزداد تمسكهم وانتماؤهم لفلسطين. ومن أهم إنجازات عملية طوفان الأقصى أن فلسطين دخلت إلى كل بيت في العالم".

الصورة
يتوارثون الانتماء وحب فلسطين (العربي الجديد)
يتوارثون الانتماء وحب فلسطين (العربي الجديد)

ويقول الطفل اللبناني علي الباشا، وهو لبناني يُقيم في مخيم شاتيلا، وهو في الصف الخامس الأساسي بمدرسة ثانوية بيروت الثانية، لـ"العربي الجديد": "أرسم كي أشعر بأنني أساعد الأطفال في غزة. فنحن لا نستطيع أن ندعمهم إلا من خلال الرسم وتوجيه رسائل صوتية لهم. نفعل ذلك كي يبقوا صامدين، ولمطالبة العالم بوقف دعم قتل إسرائيل الأطفال. ما تنفذه الولايات المتحدة وإسرائيل ضد أطفال غزة حرام، ويجب أن يتوقف حرمانهم من التعليم والمسكن والطعام والماء، فما يحصل إجرام في حقهم".
ويقول الطفل علي حسن، المتحدر من حيفا ويُقيم في مخيم شاتيلا، وهو في الصف الثامن الأساسي، لـ"العربي الجديد": "اخترت الرسم للتضامن مع غزة وأهلها، لأنه طريقة سليمة ومهمة، خصوصاً أن الرسومات ستنشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وستصل في النهاية إلى أهل غزة الذين سيعرفون أننا نتضامن معهم، وإرسال رسوماتنا إلى أطفال غزة يعطيهم طاقة، ويمدّهم بالقوة كي يصمدوا أمام آلة القتل الهمجية للعدو الصهيوني الذي يستخدم أسلحة محرّمة عالمياً. ونطالب أيضاً مؤسسات حقوق الإنسان والطفل التي تعنى بحماية الأطفال بأن يحموا أطفال غزة مما يحدث لهم".

وتقول الطفلة رهف، المتحدرة من القدس وتقيم في مخيم شاتيلا، وهي في الصف السابع الأساسي، لـ"العربي الجديد": "شعوري سيئ من الأحداث البشعة في غزة، وحرمان أهلها من الطعام والشراب والعلم، وموتهم بطريقة بشعة. حزني وغضبي كبيران، لذا اخترت أن أتضامن مع الغزيين من خلال الرسم كي أوصل رسالة للعالم الذي تحجّر قلبه بأن يرى أهل فلسطين والأطفال الذين حرموا من التعليم وخسر بعضهم عائلاتهم، أو بترت أيديهم أو أرجلهم وصار مستقبلهم مجهولاً، ويحاول وقف الإبادة الجماعية".

المساهمون