عيد الفطر في إدلب: أمنيات بانتصار الثورة السورية وغزة

عيد الفطر في إدلب: أمنيات بانتصار الثورة السورية وغزة

إدلب

عدنان الإمام

avata
عدنان الإمام
مراسل من سورية
10 ابريل 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- مهجرون من حمص إلى إدلب يعبرون عن سعادتهم بعيد الفطر ويوم الأربعاء الخاص بهم، متمنين الانتصار للثورة السورية وأهل غزة. يحافظون على التقاليد بزيارة المقابر وإقامة العراضة الخاصة بعد صلاة العيد.
- العديد من السوريين يواجهون صعوبات في زيارة قبور ذويهم بسبب التهجير واللجوء، بينما يحمل المهجرون من حمص تقاليدهم وشعارات الثورة إلى إدلب، معبرين عن أملهم في العودة والانتصار.
- حمص، التي كانت تُعرف بـ"عاصمة الثورة السورية"، شهدت مواجهات عنيفة مع النظام بعد انطلاق الثورة في 2011، مما أدى إلى تهجير وتدمير واسع النطاق لمنازل وأحياء كانت معاقل للمعارضة.

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بقدوم عيد الفطر، بالتزامن مع يوم الأربعاء الشهير لديهم، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية، وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي. وبعد صلاة العيد، انطلق آلاف السكان والمهجرين من إدلب لزيارة المقابر، في عادة تشكل جزءاً من الموروث الثقافي في سورية. وحمل ذوو المتوفين نبتة الآس التي توضع على القبور، ورشّوا القبور بالماء، ودعوا بالرحمة والمغفرة للمتوفين، قبل أن ينطلقوا في جولة لمعايدة الأهل والأصدقاء.

ويشار إلى أن آلاف السوريين لم يستطيعوا زيارة قبور ذويهم بسبب المسافات البعيدة والتهجير واللجوء إلى الخارج على خلفية الحرب التي شنها النظام السوري على مدنهم. واعتاد مهجرون من حمص في صباح كل عيد على إقامة عراضة خاصة بهم بعد انتهاء صلاة العيد في المساجد الكبيرة في شمال غرب سورية. وكانت العراضة اليوم في المسجد الكبير بمدينة إدلب، وهي عادة تلاقي قبولاً بين السكان المحليين والمهجرين.

وقال إبراهيم الزير من أهالي مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد": "لا عزاء لبشار الأسد، نحن هنا في المسجد الكبير بإدلب. لا يمكن أن نصف شعورنا. العيد اليوم عيدين، خصوصاً أن يوم الأربعاء مميز لدى أخوتنا الحماصنة الذين نرحب بهم في إدلب، سورية الأم التي تجمع كل أطياف المواطنين". وتنقل الروايات التراثية أن يوم الأربعاء كان يوماً للجنون في أحد الأزمنة الغابرة، وتشتهر مدينة حمص بالفكاهة والنكتة التي يرويها أهلها.

وقال محمد الزير، المهجر من مدينة حمص إلى إدلب، لـ"العربي الجديد": "فرحتي اليوم فرحتان. يوم عيد الحماصنة الأربعاء، وعيد الفطر. وبهذه المناسبة، أدعو أن ينتصر أهلنا في غزة على غرار كل المظلومين في هذه الدنيا، وأتمنى أن يعود العيد بالخير على الجميع". أضاف: "يا حمص يا نور العين العيد اليوم عيدين". وقال أنس عرجة، المهجر من حمص إلى إدلب، لـ"العربي الجديد": "العيد فرحة للناس. كل سورية لنا وكلها أهلنا، لكنني أحن إلى حمص فهي مسقط رأسي". 

أما الناشط أبو علاء، المهجر من حمص، فقال لـ"العربي الجديد": "انتقلت العادات الحمصية مع المهجرين إلى إدلب، وهم حملوا معهم أيضاً شعارات الثورة والعراضة التي اعتادوا على تأديتها صباح كل عيد، ونرجو الانتصار على النظام وانتصار غزة على الاحتلال الإسرائيلي". من جهته، أبدى أبو النور الحمصي، المهجر إلى إدلب، سعادته بأجواء يوم العيد، وقال لـ"العربي الجديد": "أنا مهجر من حمص منذ 12 عاماً، وأتمنى لقاء أهلي الذين اشتاق لهم، وأرجو الخلاص من الظلم والعودة إلى الديار قريباً".

الصورة
زوار للمقابر (العربي الجديد)
زوار للمقابر (العربي الجديد)

وكانت حمص تسمى "عاصمة الثورة السورية" بعدما واجهت النظام بعد انطلاق الثورة في مهدها درعا عام 2011، ثم سيطر النظام على المدينة بالكامل بعد حملات عسكرية وحصار استمر حتى سقوط آخر معاقل المعارضة في حي الوعر في مايو/ أيار 2017. وأدت الحملات العسكرية للنظام المدعوم من روسيا وإيران إلى تهجير معظم سكان الأحياء الكبيرة بمدينة حمص وتدمير معظم منازلها. وهذه الأحياء كانت معاقل للمعارضة السورية ومن ثاروا ضد النظام.

ذات صلة

الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة

سياسة

أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية
الصورة
لا عيد وسط التهجير (داود أبو الكاس/ الأناضول)

مجتمع

يُحرم أهالي قطاع غزة من عيش أجواء العيد والفرحة ولمّة العائلة والملابس الجديدة وضحكات الأطفال، ويعيشون وجع الموت والدمار وخسارة الأحباء والتهجير والتشرد

المساهمون