عادت للقاء زوجها في شمال غزة فقتل الاحتلال الإسرائيلي طفلتها

عادت للقاء زوجها في شمال غزة فقتل الاحتلال الإسرائيلي طفلتها

15 ابريل 2024
الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المدنيين في قطاع غزة (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وداع مؤلم لأم فلسطينية لطفلتها الصغيرة التي قُتلت برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولة النزوح، في ظل حرب مستمرة أسفرت عن أكثر من 100 ألف شهيد وجريح.
- استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة يخلف دمارًا ومجاعة، مع رفض إسرائيل السماح بعودة النازحين، وتأكيد حماس على ضرورة عودتهم كشرط للهدنة.
- تجاهل إسرائيل لقرارات وقف إطلاق النار الدولية واتهامات بارتكاب إبادة جماعية، مع استمرار الأحداث المأساوية والبحث عن حل ينهي معاناة الفلسطينيين.

"كنا نريد العودة لوالدك إلى غزة لكنك استعجلت ورحلت"، بهذه الكلمات المؤثرة ودّعت الفلسطينية شيرين ابنتها الصغيرة التي استُشهدت متأثرة بجراحٍ أصيبت بها، الأحد، باستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات النازحين أثناء محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة. وفي مشهد وداع قاسٍ، تحتضن الأم الثكلى جثمان طفلتها الصغيرة (أربعة أعوام) بحرارة في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن وُضع الجثمان على الأرض لتكفينه تمهيداً للصلاة عليه ومواراته الثرى.

ولم تتوقع شيرين النازحة برفقة أبنائها الصغار إلى مدينة دير البلح، أن تفقد طفلتها الصغيرة ابنة الأعوام الأربعة، جراء إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم ومئات العائلات النازحة العبور إلى الشمال عبر شارع الرشيد الساحلي.

العودة إلى شمال غزة محفوفة بالموت

تقول الوالدة المكلومة: "سمعنا أن عائلات استطاعت العودة إلى مدينة غزة، وأن الجيش سمح بعودة الأطفال والنساء وكبار السن، فسارعنا إلى شارع الرشيد لعلنا نستطيع العودة إلى زوجي الموجود في غزة". وتضيف باكيةً: "نزحت وأولادي إلى الجنوب وبقي زوجي في غزة، والحرب استغرقت وقتاً طويلاً، وبمجرد أن سمعت وشاهدت العائلات تحاول العودة إلى الشمال حملت أولادي وتوجهت إلى المكان ومشيت مع الناس إلى أن أطلق الجيش النار علينا".

وتابعت وهي تحت تأثير صدمة فقدان طفلتها: "زوجي لم يتمكن من النزوح إلى الجنوب، وكنا نريد العودة إليه بمدينة غزة ولكن لم نتمكن. اليوم أدفن ابنتي، ووالدها لا يستطيع حتى توديعها". وتحتضن الأم جثمان طفلتها وعيونها تبكي بحرقة، وتقول: "فراقك صعب (..) الله يرحمك"، وتصبر شيرين نفسها بالقول: "راحت عند ربنا الحمد لله على كل حال". وتنظر شيرين إلى جثمان طفلتها ووجهها الملائكي الصغير وتسرح بذهنها قبل أن تعاود البكاء حزناً على فراقها.

والأحد قتل خمسة فلسطينيين، بينهم امرأة، وأصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار استهدف مئات النازحين الفلسطينيين، أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم شمال قطاع غزة. ويصر جيش الاحتلال الإسرائيلي على منع عودة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، نافياً في بيان له السماح بعودة السكان الفلسطينيين إلى منطقة شمال قطاع غزة، قائلاً: "الجيش الإسرائيلي لا يسمح بعودة السكان لا عن طريق صلاح الدين (شرق) ولا عن طريق شارع الرشيد (غرب)".

وقد أفاد شهود عيان وكالة الأناضول بأن مئات من الفلسطينيين حاولوا العودة إلى الشمال عن طريق جسر وادي غزة على شارع الرشيد، ونجح عدد قليل جداً منهم جميعهم نساء وأطفال في الوصول إلى الشمال. وتصر حركة حماس في مفاوضات الهدنة على عودة النازحين إلى شمال القطاع، شرطاً أساسياً ضمن شروط أخرى لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، وصولاً إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون