"التحريض" تهمة أسيرتَين فلسطينيتَين حاملَين في سجون الاحتلال

"التحريض" تهمة أسيرتَين فلسطينيتَين حاملَين في سجون الاحتلال

19 مايو 2024
صورة متداولة لتظاهرة أمام سجن الدامون حيث تُعتقَل الأسيرات الفلسطينيات، حيفا (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عائشة هلال غيظان وجهاد محمود غوانمة، أسيرتان فلسطينيتان حاملتان، تواجهان تهمًا بالتحريض في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعيشان ظروف اعتقال مأساوية دون رعاية صحية كافية.
- الأسيرتان تمثلان جزءًا من أكثر من 80 أسيرة فلسطينية، تعرضن لإجراءات انتقامية وتنكيل، مما يترك آثارًا نفسية صعبة، خصوصًا على الأمهات المحتجزات.
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بالإفراج العاجل عن الأسيرات ويحمّل الاحتلال المسؤولية عن مصيرهن، مطالبًا المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل لوقف الانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين.

على خلفية تهم بـ"التحريض"، تقبع الأسيرتان الفلسطينيتان عائشة هلال غيظان (34 عاماً) وجهاد محمود غوانمة (33 عاماً) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، علماً أنّ كلتيهما حامل، وهما من رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان أصدره اليوم الأحد، بأنّ الأسيرة غيظان حامل في شهرها السابع، فيما الأسيرة غوانمة حامل في شهرها الرابع، وكلتاهما محتجزة في سجن الدامون وسط "ظروف مأساوية وصعبة" من دون توفير أدنى شروط الرعاية الصحيّة اللازمة لهما، وهما من بين ما لا يقلّ عن 80 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، غالبيتهنّ محتجزات في سجن الدامون.

وبيّن نادي الأسير الفلسطيني أنّه على الرغم من الجهود التي بُذلت والمطالبة بإطلاق سراحهما، فإنّ الاحتلال يصرّ على إبقائهما في الأسر، والسبب بحسب زعمه "التحريض" الذي ارتكبتاه. وقد تحوّل ادّعاء التحريض، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى ذريعة يمكن للاحتلال من خلالها "اعتقال المجتمع الفلسطيني بأكمله"، كما هي الحال في استخدام إسرائيل سياسة الاعتقال الإداري.

وأوضح نادي الأسير أنّ الأسيرة عائشة هلال غيظان أمّ لخمسة أطفال، وهي شقيقة الشهيد أحمد غيظان، وقد اعتقلتها قوات الاحتلال في الرابع من إبريل/ نيسان الماضي. وفي اليوم نفسه، اعتُقلت شقيقتها عيناء غيظان التي أُفرج عنها لاحقاً، شريطة استكمال مسار محاكمتها على خلفية التحريض. وقد سبق للاحتلال أن اعتقل والدتهما خضرة غيظان ليُفرَج عنها لاحقاً بشروط. كذلك، اعتقل الاحتلال اثنَين من أشقائها وهما عبد الهادي وسليمان غيظان، وهو يواصل احتجازهما في معتقل عتصيون على خلفية التحريض كذلك. ولفت النادي إلى أنّ التحريض الذي يدّعيه الاحتلال في قضية عائلة غيظان مرتبط بتناول شقيقهم الشهيد أحمد غيظان على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو قد سقط في يوليو/ تموز 2023.

أضاف نادي الأسير الفلسطيني أنّ قوات الاحتلال اعتقلت، في قضية مشابهة، الأسيرة جهاد محمود غوانمة من مخيم الجلزون شمالي رام الله، في 26 إبريل الماضي. وغوانمة أمّ لأربعة أطفال، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام، علماً أنّها مصابة بفقر الدم وفقاً لتقارير طبية قبل اعتقالها، وهي بالتالي في حاجة إلى تغذية خاصة ورعاية صحية مضاعفة. وللأسيرة غوانمة أربعة أشقاء معتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هم محمد ومعتصم وعمر ومصطفى، ثلاثة منهم اعتقلوا في أغسطس/ آب 2023، فيما اعتقل عمر في أكتوبر 2023. يُذكر أنّ الأشقاء الأربعة اعتقلوا مرّات عدّة، مع العلم أنّ محمد ومصطفى جريحان.

وتابع النادي الفلسطيني أنّ الأسيرتَين غيظان وغوانمة تعرّضتا كما الأسيرات في سجون الاحتلال جميعهنّ لكلّ الإجراءات الانتقامية والإذلال والتجويع، عدا عن ظروف العزل المضاعف والحرمان من أدنى شروط الرعاية الصحية اللازمة لهما. وأشار نادي الأسير كذلك إلى سياسة التفتيش العاري التي انتُهجت بحقّ الأسيرات، وعمليات التنكيل التي بدأت فعلياً منذ لحظة اعتقالهنّ واقتلاعهنّ من بيوتهنّ ومن بين أحضان عائلاتهنّ وأبنائهنّ. وأكد النادي أنّ الأسيرات، تحديداً الأمهات من بينهنّ يعانينَ من آثار نفسية صعبة من جرّاء ذلك.

وشدّد نادي الأسير الفلسطيني على أنّ استمرار اعتقال الأسيرتَين غيظان وغوانمة جريمة تُضاف إلى جرائم غير منتهية ينتهجها الاحتلال بحقّ الأسرى والأسيرات. وقد عكست شهادات عديدة نُقلت عن الأسيرات، في الأشهر الماضية، مستوى عالياً من الوحشيّة والإجرام اللذَين يمثّلان امتداداً لنهج الاحتلال على مدى عقود طويلة. ويمثّل استهداف النساء أبرز السياسات التي يستخدمها الاحتلال، وقد تضاعف ذلك بصورة غير مسبوقة، بعد السابع من أكتوبر الماضي، فوصلت حالات الاعتقال بين النساء إلى 292، وهذا المعطى لا يشمل حالات اعتقال النساء في قطاع غزة اللواتي يُقدَّر عددهنّ بالعشرات.

وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير كلّ الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وجدّد مطالبته المنظمات الحقوقية الدولية بـ"وضع حدّ لحالة العجز المرعبة التي تسيطر عليها وضرورة استعادة دورها اللازم وتحمّل مسؤوليتها التي وُجدت من أجلها" بهدف وقف حرب الإبادة المستمرّة لأكثر من سبعة أشهر، ووقف العدوان الشامل بحقّ الشعب الفلسطيني وأسراه في سجون الاحتلال.

وطالب نادي الأسير بالتدخّل الفوري والعاجل للإفراج عن الأسيرتَين عائشة هلال غيظان وجهاد محمود غوانمة اللتَين تواجهان ظروف اعتقال صعبة ومأساوية تتضاعف كونهما حاملَين. وكان عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد تخطّى تسعة آلاف و300 أسير حتى الأوّل من مايو/ أيار الجاري، من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف و400 معتقل إداري.

المساهمون