يوم غضب في الضفة الغربية تضامناً مع غزة وإسناداً للأسرى

يوم غضب في الضفة الغربية تضامناً مع غزة وإسناداً للأسرى

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
27 فبراير 2024
+ الخط -

شهدت محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، وقفات إسنادية نصرةً لقطاع غزة وللأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتعرضون لهجمة شرسة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين شنّت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" رداً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته.

مؤسسات الأسرى، التي دعت إلى المشاركة بالوقفات، أوضحت في بيان أنها تأتي استجابة لقرار مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية، والاتحادات والنقابات ومجالس اتحاد الطلبة، باعتبار الثلاثاء يوم غضب وطني رفضاً للإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وفي ضوء العدوان الشامل على الأسرى.

ونظمت وقفات ومسيرات بمراكز المدن الفلسطينية جابت الشوارع، ورفعت خلالها صور الأسرى، ولافتات عليها صور وأسماء الشهداء الأسرى الذين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامينهم.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف من هذا اليوم خروج الشعب الفلسطيني في كل أرجاء الوطن من أجل نصرة أهالي قطاع غزة ونصرة الأسرى والأسيرات الذين يتعرضون لعملية انتقام"، مضيفاً: "نريد إعادة الاعتبار للعمل الجماعي الذي يشمل كل مكان يوجد فيه فلسطيني، ليخرج صوت واحد وموقف واحد تحت راية واحدة، إذ إن التحديات العظيمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني تستدعي أن يكون من تعبيرات العمل الجماعي؛ العمل الشعبي المساند وفسح المجال للشعب الفلسطيني ليعبّر عن مواقفه".

وعن ضرورة استمرار الضغط الشعبي رغم التسريبات عن إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، قال فارس: "أياً كانت الأحاديث عن الصفقة، فلكل مقام مقال، الشيء المهم الآن أن الأسرى يتعرضون لعملية انتقام واسعة، تعرّض حياتهم للخطر، بالتالي الركون إلى ما يحدث؛ فقد يحدث ما هو أسوأ بأن يسقط مزيد من الشهداء الأسرى، لذلك التحدي الأكبر اليوم كيف نوفر مظلة حماية للأسرى داخل السجون".

تحذير من استفراد الاحتلال بالأسرى

والدة الأسير تامر الشوامرة كانت من أوائل الحاضرين إلى ساحة مركز البيرة الثقافي في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، للمشاركة في مسيرة يوم الغضب الوطني الذي أعلنته مؤسسات الأسرى والفصائل الفلسطينية، والذي انطلقت مسيراته وفعالياته في تسع محافظات في الضفة ظهر اليوم.

وأكدت المسنّة صديقة لـ"العربي الجديد" أنها لم تتوصل إلى أي معلومات عن ابنها تامر منذ بداية الحرب على غزة، مشيرة إلى أن ابنها أسير محرر ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، لكنه يقبع في سجون الاحتلال مجدداً بلا تهمة وفق الاعتقال الإداري منذ عامين تقريباً، وقد وصل مجموع سنوات سجنه قرابة 15 عاماً.

وقالت: "منذ خمسة أشهر لا نعرف عنهم شيئاً، ولا نعرف أخبارهم، هل هم بخير؟ هل هم مرضى؟ من حقنا أن نعرف أخبار أبنائنا، وأن نطمئن عليهم، النار تأكلنا، الاحتلال نكّل بالأسرى جميعاً، وضيّق عليهم وأهانهم وسحب الملابس منهم، وكل شيء، وحتى سخان الماء الكهربائي البسيط".

وناشدت "كل إنسان لديه ضمير حيّ، والدول العربية والإسلامية، أن ينظروا إلى قضية الأسرى"، معربة عن خشيتها بالخصوص على الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، الذين لا تتوافر أي معلومات عنهم بالمطلق.

يوم غضب إسناداً للأسرى وتضامناً مع غزة (العربي الجديد)

وحذرت من الاستفراد بجميع الأسرى، خصوصاً بعد وصول عدد الشهداء المعلن عنهم في سجون الاحتلال إلى 10 منذ السابع من أكتوبر، قائلة: "نحن نريد أن يعودوا لنا أحياءً بصحتهم، لا نريد أن يعودوا بأكفان شهداء، قلب الأم يختلف عن أي قلب آخر، كل يوم هي في معاناة كبيرة، أنا امرأة مسنّة والنار تأكلني".

مسيرة في مدن بالضفة لوقف العدوان على غزة ودعماً للأسرى

ونظمت مسيرة بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، اليوم الثلاثاء، لمساندة الأسرى ورفضاً لسياسة التنكيل بهم ولوقف العدوان على قطاع غزة.

كذلك نُظمت على ميدان الشهيد أبو علي إياد وسط مدينة قلقيلية وقفة، رفع فيها المشاركون اللافتات الداعية إلى وقف الحرب على غزة، وإسناد المعتقلين في سجون الاحتلال.

ونظمت وقفة في منطقة باب الزقاق وسط بيت لحم، رفع فيها المشاركون اللافتات التي كُتبت عليها عبارات التنديد بالهجمة على المعتقلين، واستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.

ونُظمت وقفة أخرى بدعوة من إقليم حركة "فتح" والقوى الوطنية والإسلامية، أمام دوار سينما جنين، بمشاركة مديري المؤسسات الرسمية المدنية والأهلية وممثليها.

وفي طولكرم نُظمت وقفة وسط ميدان جمال عبد الناصر نصرةً للأسرى وقطاع غزة، فيما نُظمت وقفة أخرى على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل تحت شعار "حتى لا نستقبلهم جثثاً".

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، بلغت حصيلة الاعتقالات في الضفة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 7270 حالة اعتقال، رافقتها جرائم وانتهاكات بالضرب المبرح وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، وعمليات تخريب ومصادرة أموال ومصاغ ذهبي، واستشهد داخل السجون منذ ذلك التاريخ عشرة أسرى على الأقل.

ذات صلة

الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
مسيرة المسجد الحسيني

سياسة

شارك اردنيون في مسيرة شعبية حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمان تحت عنوان: "عيدنا بانتصار المقاومة"، مطالبين بوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.