زيارة تبون إلى تونس... جرعة أوكسجين للدبلوماسية التونسية

15 ديسمبر 2021
يبدأ تبون اليوم زيارة إلى تونس (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت الرئاسة التونسية عن زيارة الدولة التي يبدأها اليوم الأربعاء، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى تونس، في وقت تعيش فيه الدبلوماسية في البلاد انحساراً وصفه معارضو الرئيس قيس سعيّد بالعزلة الخارجية.

وتمثل زيارة تبون المؤجلة في أكثر من مناسبة، جرعة أوكسجين للدبلوماسية التونسية التي تعيش اختناقاً غير مسبوق، وضغوطاً خارجية منذ خروج سعيد عن المسار الديمقراطي"، بحسب تعليق المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب، لـ"العربي الجديد".

وأكد المؤدب أن "زيارة تبون بمثابة فك العزلة الخارجية عن تونس ما بعد 25 يوليو/تموز، بالعودة إلى المواقف الدولية الرافضة لمسار الخروج عن الدستور، ويتجسد الضغط بوضوح في بيان مجموعة الدول السبع، الداعي إلى عودة سريعة لعمل المؤسسات الديمقراطية في البلاد، وتحديد سقف زمني واضح لذلك، مع التشديد على ضمان احترام الحريات الأساسية لجميع التونسيين".

ورجح المحلل إعلان "سعيّد عن خارطة طريق الإثنين بدل يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، للتفرغ لزيارة الدولة التي يجريها تبون إلى تونس ولاستباق أي تحركات مناهضة لقراراته الخارقة للدستور".

وتساءل المؤدب عن "علاقة خارطة طريق سعيّد، بزيارة تبون، وبحث الرئيس التونسي عن إسناد دبلوماسي خارجي في الجوار التقليدي، بداية من الجزائر، خصوصاً بعد أيام من مخاطبته مشاعر القومية العربية، ومغازلة مناصري القضية الفلسطينية بدعوة الرئيس عباس إلى تونس".

 وبيّن المحلل أن "زيارة تبون ستنشط الركود الذي تعيشه دبلوماسية سعيّد أساساً، الذي انغمس في السياسات الداخلية، وغرق في تفاصيل الأزمة السياسية على حساب السياسة الخارجية، في وقت تقوم أسباب خروج تونس من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية على دعم الخارج والتمويل الأجنبي لعجز موازنة الدولة واحتباس تمويل الخزينة العامة".

وأكد المحلل أن "سعيّد يعوّل كثيراً على زيارة تبون إلى تونس، لإمداده مالياً، ولدعم العجز الاقتصادي، بعد عدم تمكن حكومة نجلاء بودن من جلب مساعدات من الخليج العربي، ولا من الشركاء السبع الكبار، ولا من المنظمات المانحة التي تفرض شروطاً سياسية وإصلاحات اقتصادية".

وأفاد بأن "الجزائر بدورها تعيش صعوبات مالية واقتصادية كبيرة، وتعيش مشاكل تضخم وضغوطات على موازناتها بشكل يجعلها غير قادرة على تغذية العجز الاقتصادي التونسي، فيما تقدَّر مدفوعات ديون تونس المستحقة بقرابة 5,8 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار دفعت في يوليو الماضي و500 مليون دولار أخرى في أغسطس/آب".

وتأتي زيارة تبون إلى تونس بعد أسبوعين من زيارة رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وإثر تبادل زيارات وإعدادات من وزراء خارجية البلدين، وآخرها الزيارة التي أداها أيمن بن عبد الرحمان، الوزير الأول ووزير المالية الجزائري، على رأس وفد وزاري هام.

وأعلنت الرئاسة التونسية عن زيارة الدولة التي يؤديها تبون، في بلاغ مقتضب، قالت فيه إنها "بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يومي 15 و16 ديسمبر 2021". وأضاف البلاغ أن "هذه الزيارة ستشكل مناسبة متجدّدة لمزيد من تعزيز روابط الأخوة التاريخية وعلاقات التعاون والشراكة، وترسيخ سنة التشاور والتنسيق القائمة بين القيادتين في البلدين، حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة".

بدورها، أفادت الرئاسة الجزائرية بأن "هذه الزيارة تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون، والارتقاء به إلى مستوى نوعي يُجسّد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتَيْ البلدين وشعبيهما".

وصدر مساء أمس الثلاثاء بالجريدة الرسمية للبلاد التونسية، قرار الموافقة على قرض جزائري بقيمة 300 مليون دولار، وذلك على أثر مصادقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم يتعلق بالموافقة على البروتوكول المالي المبرم بين الحكومة التونسية وحكومة جمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يتعلق بمنح قرض لفائدة الجمهورية التونسية.

المساهمون