أوتار العود والكمان..تداوي أطفال غزة من ذوي الاحتياجات الخاصة

أوتار العود والكمان..تداوي أطفال غزة من ذوي الاحتياجات الخاصة

01 ابريل 2015
+ الخط -

بحيوية، يتفاعل مجموعة أطفال فلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة مع أصوات موسيقى هادئة تنساب داخل إحدى قاعات المركز الوطني للتأهيل المجتمعي في مدينة غزة، حيث صارت هذه الموسيقى علاجاً فعالاً لهؤلاء الأطفال "الانطوائيين"، ما مكّن الكثيرين من مغادرة عزلتهم والاندماج في المجتمع.

بعد أن تسللت أصوات موسيقية إلى مسامع الطفلة سيدال أبو سخيل (10 أعوام)، المصابة بـ"شلل دماغي"، بدأت، وبـ"حروف ثقيلة"، تردد كلمات أغنية "عصوم ووليد"، وهي أغنية طفولية تفضل سماعها، لتشجع بقية الأطفال على التفاعل معها بالغناء والتصفيق في جلسة يحضرها أكثر من 20 طفلاً.

ألين عوض الله، وهي مختصة نفسية في المركز ومشرفة على جلسات العلاج بـ"الموسيقى"، تقول: "كانت الطفلة سيدال قبل أن تشارك في جلسات العلاج بالموسيقى، انطوائية وعديمة الثقة بالنفس، بسبب شعورها بالاختلاف عن الآخرين، هي واحدة من مئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة، الذين حطّمت نظرة المجتمع السلبيّة لهم، ثقتهم بأنفسهم".

وبشأن ظروف إطلاق برنامج العلاج النفسي بالموسيقى في المركز، الذي أنشئ في غزة عام 1995، تقول: "في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، نتجت الفكرة بسبب الحجم الكبير للضغوطات والمشاكل النفسية التي خلفتها الحرب، لا سيما للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة نظراً لحالاتهم الصحية والجسدية".


وتمضي المختصة النفسية في المركز الوطني للتأهيل المجتمعي بغزة، الذي يقدم خدماته دون مقابل، قائلة: "يلامس العلاج بالموسيقى الجهاز العصبي مباشرة، ويؤثر في الوجدان، ومن شأنه هذا أن يعالج ويحسّن الصحة النفسية للطفل، ويعمل على دمجه في المجتمع. وقد ساهمت جلسات العلاج بالموسيقى، التي بدأت في يناير/ كانون الثاني الماضي، في القضاء على الخجل، الانطوائية، الوحدة، ورفض الالتحاق بمقاعد الدراسة".

تلفت عوض الله إلى أن المركز الوطني للتأهيل المجتمعي يعمل على دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع لينشأوا في بيئة صحية، ويشقّوا طريقهم كالأطفال الأسوياء.. وسيكثف المركز من جلساته العلاجية بالموسيقى خلال الفترة المقبلة ليشمل أكبر عدد من الأطفال. وتُستخدم آلاتا "العود" و"الكمان" لمساعدة هؤلاء الأطفال على تجاوز مشاكلهم النفسية من خلال المركز، القائم على التبرعات بنظام المشروعات، بمعني تقديم مشروع لجهة، وهي تقبل بتمويله.

يقول صلاح أبو حمد، وهو عازف كمان: "بدأت جلسات العلاج بالموسيقى بشكل فردي بين مجموعة من العازفين الذين أرادوا أن يخففوا من الصدمات النفسية للحرب الإسرائيلية على الأطفال الغزيين، خاصةً المعاقين منهم. وبعد عدة جلسات لاحظنا أن هناك تفاعلاً واستجابة من الأطفال، وبدأوا في الخروج عن صمتهم عبر الغناء والتصفيق والضحك مع بعضهم".
هؤلاء الأطفال، بحسب العازف الفلسطيني، يترجمون مشاعرهم عن طريق الغناء والموسيقى، واستخدموها لتوصيل صوتهم إلى مجتمعٍ يهمشهم. والعازفون في هذا المركز، هم متبرعون بعزفهم دون أي مقابل مادي، من أجل التخفيف عن الأطفال. "نأمل في ظهور فرقة موسيقية يديرها أطفال ذوو احتياجات خاصة بأنفسهم"، بضيف أبو أحمد.

وبحسب إحصاء لمركز سواسية لحقوق الإنسان في غزة عام 2013، يبلغ عدد المعاقين في القطاع حوالي 70 ألف معاق، وهو من أعلى النسب في العالم، حيث يمثل نحو 4% من سكان غزة.  ولا يوجد إحصاء بعدد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة، الذي فرضت عليه إسرائيل حصاراً براً وبحراً منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006.

دلالات

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
دانييلا فايس

سياسة

تواصل عرّابة الاستيطان وأحد أشد قادته دانييلا فايس تصريحاتها الفاشية المعادية للفلسطينيين، منادية بترحيلهم من غزة وسائر فلسطين والعودة للاستيطان في غزة.
الصورة

منوعات

كشفت منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية "فيك ريبورتر"، اليوم الثلاثاء، عن حملة إسرائيلية للتأثير على الرأي العام الغربي، بما يخدم إسرائيل ومصالحها وروايتها.
الصورة

سياسة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن القتل والقصف وسفك الدماء مستمرة في غزة على الرغم من حلول شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون في أنحاء العالم.

المساهمون