12 يوماً من إضراب عمال "توتال" في فرنسا: أزمة الوقود تُربك السلطات

12 يوماً من إضراب عمال "توتال" في فرنسا: أزمة الوقود تُربك السلطات

08 أكتوبر 2022
ساعات من الانتظار أمام محطات الوقود (Getty)
+ الخط -

قال وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو، اليوم السبت، إن الحكومة الفرنسية لن تقنّن البنزين للسائقين أو تقيد استخدام محطات الخدمة، استجابةً لمشاكل الإمداد المرتبطة بإضرابات المصافي نتيجة احتجاجات العمال منذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. ودعا الوزير الناس إلى الهدوء والشعور بالمسؤولية، مضيفاً أنه يعتقد أن الوضع سيتحسن خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومع دخول الإضرابات في منشآت توتال أنرجيز يومها الثاني عشر، لا يُوفَّر الوقود في ما يقرب من واحدة من كل خمس محطات، ومن المرجَّح استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية في نهاية هذا الأسبوع.

وأدى انسحاب أعضاء نقابة عمال توتال أنرجيز من التفاوض مع الإدارة، بسبب خلافات حول الأجور بشكل أساسي إلى تعطيل العمليات في مصفاتين ومنشآت تخزين، وتواجه مصفاتان من إكسون موبايل مشاكل مماثلة منذ 20 سبتمبر/ أيلول.

وقال ممثل الاتحاد العام للعمال لرويترز إن النقابة ستوجه نداءً جديداً اليوم السبت إلى باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة توتال أنرجيز، لفتح مفاوضات قبل محادثات الأجور الرسمية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وإن الاتحاد لم يتخلّ عن أيٍّ من مطالبه. 

وأكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، الجمعة، إن نحو 10 بالمئة من محطات البنزين في منطقة باريس تواجه مشاكل في الحصول على إمدادات وقود كافية مع استمرار الإضرابات.

طوابير ومطالب

وتشكلت طوابير طويلة في محطات الخدمة داخل المدينة والضواحي في العاصمة. وواجه سائقو السيارات المحبطون يوماً آخر من الانتظار الطويل عند مضخات البنزين في جميع أنحاء فرنسا يوم الجمعة، حيث حثّ الرئيس إيمانويل ماكرون السكان على عدم الذعر.

وأدت إجراءات الإضراب وأعمال الصيانة غير المخطط لها إلى توقف أكثر من 60% من طاقة التكرير الفرنسية، أو 740 ألف برميل يومياً، ما أجبر البلاد على استيراد المزيد عندما أدى عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية إلى زيادة التكلفة.

والإضراب جزء من إضراب صناعي أوسع في جميع أنحاء فرنسا، بسبب مطالب الأجور والمعاشات والقوة الشرائية مع تزايد التضخم في جميع أنحاء أوروبا، الذي أدى أيضاً إلى إضرابات في المفاعلات النووية التي تقيد إمدادات الطاقة.

وتدير توتال أنرجيز، من بين أكبر شركات النفط في العالم، شبكة من حوالى 3500 محطة تعبئة في فرنسا، أي ما يقرب من ثلث الإجمالي. ومنذ بداية سبتمبر، خفضت شركة توتال أنرجيز أسعار البنزين بمقدار 20 سنت يورو (0.19 دولار) للتر الواحد لمساعدة مالكي المركبات على مواجهة الزيادات الحادة في أسعار الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا. يبلغ متوسط سعر البنزين الخالي من الرصاص من نوع E5 الآن 1.62 يورو للتر، أو 6.19 يورو للغالون، بزيادة حوالى أربعة بالمائة عن الأسبوع الماضي فقط.

سوء توزيع الأرباح

وقالت وزيرة انتقال الطاقة أغنيس بانيير روناتشر لقناة بي إف إم التلفزيونية في وقت متأخر يوم الخميس إن الحكومة استجابت للنقص بإطلاق الوقود من المخزونات الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، جُلب المزيد من الإمدادات من بلجيكا المجاورة وأماكن أخرى، على حد قولها.

لكن تييري ديفرسن، رئيس مجلس العمل الأوروبي في شركة توتال أنرجيز، قال لوكالة فرانس برس إن "كل موقع" في الشركة أعلن نيته تمديد الإضراب. وشرح ديفرسن لراديو آر إم سي يوم الجمعة: "المساهمون يحصلون على الكثير، لكن العمال منسيون تماماً". وقال: "يتم تحقيق أرباح رائعة، لكنهم لا يريدون تعويض تأثير التضخم (على الموظفين)".

ودفعت توتال أنرجيز أرباحاً خاصة للمساهمين بلغت 2.6 مليار يورو (2.55 مليار دولار) بعد أن حققت الشركة -مثل معظم الشركات في القطاع- أرباحاً كبيرة بشكل استثنائي من ارتفاع أسعار التجزئة للطاقة. وبدت الحكومة متعاطفة مع مطالب الأجور يوم الجمعة، حيث دعت أوليفيا غريغوار، وزيرة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، شركات الطاقة الكبرى إلى "الاستماع إلى مطالب زيادة الرواتب". وقالت إن معظم شركات القطاع سجلت "نتائج قوية. ونتوقع جهداً لمصلحة العمال".


(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون