مواطنون إيرانيون يشككون بوعود مرشحي الانتخابات الرئاسية: هدفها أصواتنا

10 يونيو 2021
الوعود فقدت فاعليتها في الانتخابات الإيرانية باعتبارها مجرد تكرار لوعود سابقة (الأناضول)
+ الخط -

شكك مواطنون إيرانيون في الوعود التي أطلقها مرشحو الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 18 يونيو/حزيران، وعبر هؤلاء الذين استطلعت "العربي الجديد" أراءهم عن عدم ثقتهم بتطبيق تلك الوعود في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، مشددين على أنها لم تعد تؤثر كثيرا على قناعات الناخبين للتصويت لصالح هذا المرشح أو ذلك. 

تقول المواطنة، مهسا، إن الوعود فقدت فاعليتها في الانتخابات الإيرانية، مؤكدة أنها تكرار لوعود سابقة أطلقها المرشحون خلال الانتخابات لكنها لم تر النور "لذلك من الصعب أن تجلب أصوات الناخبين لأصحابها". 

وتضيف مهسا العاملة في شركة خاصة في طهران، أن "مشاكلنا المعيشية لا تحل عبر إطلاق وعود والناس ينظرون إلى الأفعال وليس الأقوال"، معربة عن أملها في أن يقدم المرشحون "خططا علمية وموضوعية لمعالجة الوضع الاقتصادي". 

الثلاثيني فريبرز حسيني، سائق يعيش في مدينة سنندج، يقول لـ"العربي الجديد" إن "هذه الوعود لا تنفع، نريد حل مشاكلنا، لكن زيادة الدعم الشهري لنا كما تثبت التجربة ستقابل برفع هائل لأسعار السلع وهذا ليس في مصلحتنا".

ويؤكد "الوعود هدفها كسب أصواتنا في الانتخابات، نحن نريد تقديم حلول معقولة للأزمة الاقتصادية وليس تخديرنا بالوعود".

"الرؤساء السابقون لم ينفذوا وعودهم الاقتصادية، ولو أنها تحققت لما شهدنا هذه الأوضاع الاقتصادية"، هكذا يقول الخمسيني محمد جواد خطيبي مدرس الثانوية العامة في محافظة جيلان شمالي إيران، لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن "تلك الوعود تذكرنا بقصة الراعي الكاذب"، الشهيرة في إيران، الذي كان يخدع سكان القرية بإنذاراته المتكررة أن الذئب يهاجم الخرفان، فبعد أن ثبت كذبه كم مرة، لم يعد الأهالي يسمعون له إلى أن هاجم الذئب الخرفان ذات مرة، وافترسها بعد أن تصور الناس أن إنذار الراعي كاذب كسابقاتها.

وفي إشارة إلى وعود بعض المرشحين بزيادة الدعم النقدي الشهري، يقول خطيبي إن "الدعم النقدي ليس إلا عملا شعبويا، نحن لم نر منه خيرا سوى زيادة التضخم والفقر"، مضيفا أنه "خدعة ذكية يحتمي بها مرشحون غير محبذين لدى الشارع. الفعل هو المعيار وليس القول".

إلى ذلك، قالت الأربعينية كبرى التي تعمل بأجر يومي من خلال تنظيف البيوت في طهران، إنها لم تتابع وعود المرشحين الاقتصادية و"انشغالاتي لا تسمح لي بذلك"، فلما أخبرناها بأن بعض المرشحين وعدوا برفع الدعم الشهري الحكومي عشرة أضعاف مع تقديم قروض، قالت "سأصوت لكل من يفعل ذلك، أرهقني العمل ودخلي لا يغطي حاجاتنا الأساسية، إذا كانوا حقا رفعوا الدعم الشهري (الحالي نحو دولارين للمواطن) فهذا يحل جزءا من مشاكلي".

إلا أن الثلاثيني نيما زارعي، صاحب متجر تجاري، يؤكد أن "الحملات الانتخابية في أي انتخابات لا معنى لها إن لم يطلق المرشح أو المرشحون وعودا للناخبين، لكن المهم أن تكون وعودا قابلة للتطبيق"، مضيفا في حديثه مع "العربي الجديد" أن "إيران بلد ثرية وفيها موارد عظيمة وإن أديرت بشكل صحيح فهي تكفي لتنفيذ الكثير من الوعود".

المساهمون