لِمَ يمتنع المستثمرون عن شراء السندات الأميركية رغم فوائدها العالية؟

ما سر امتناع المستثمرين عن شراء السندات الأميركية رغم فوائدها العالية؟

12 ابريل 2024
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية، 10 إبريل/نيسان (سبنسر بلات/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المستثمرون أظهروا ترددًا في شراء السندات الأمريكية رغم العوائد العالية، مما يعكس قلقهم من استمرار البيع القاسي.
- البيانات الاقتصادية القوية أثرت سلبًا على توقعات تخفيض أسعار الفائدة، مما أثار تساؤلات حول إمكانية تجاوز العوائد القياسية السابقة.
- الوضع الهش في سوق السندات يدفع المصارف لإلغاء توقعاتها بخفض أسعار الفائدة، مما يعكس تحولًا في توقعات السياسة النقدية ويثير تساؤلات حول استمرارية الوضع.

كشفت شبكة بلومبيرغ أن المستثمرين الذي لطالما أقبلوا على شراء السندات الأميركية لمجرد رفع الفائدة نقطة واحدة، أصبحوا يفكرون مرّتين قبل اقتنائها في عام 2024. لكن ما سر هذا التردّد؟

ولاقى بيع السندات لأجل 30 عاماً طلباً ضعيفاً يوم الخميس، رغم تقديم أحد أعلى عوائد المزادات منذ عشر سنوات. وفي حين أن الحصيلة كانت أفضل بكثير من مزاد السندات لأجل 10 سنوات المنفّذ يوم الأربعاء، إلا أنها تشير إلى أن المستثمرين قد شعروا بالانزعاج من عمليات البيع القاسية التي حدثت الأسبوع الماضي، حسب بلومبيرغ.

وقد أدى العديد من إصدارات البيانات الاقتصادية، بما في ذلك تقرير التوظيف القوي وتضخم أسعار المستهلكين الثابت لشهر مارس/آذار، إلى تقويض التوقعات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة بقرار من مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) التي من شأنها أن تفيد سوق السندات الأميركية، بما يثير التساؤلات حول ما إذا كان من الممكن تجاوز قمم العوائد المسجلة العام الماضي.

عن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين التي كانت أعلى من المتوقع للشهر الثالث على التوالي، قال رئيس الدخل الثابت في "دي دبليو إس أميريكاز" DWS Americas جورج كاترامبون إن "سوق السندات تشعر بالقلق من أن هناك اتجاهاً ثلاثيّ المرات".

ويُنظر إلى المرونة الاقتصادية الإضافية التي تؤخر تخفيضات أسعار الفائدة على أنها تمهد الطريق لإعادة اختبار أعلى مستويات العائد للسندات البالغ أجلها 10 أعوام و30 عاماً التي كانت سائدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي فوق 5%. وكان من المتوقع لمستوى 4.5% لعوائد السندات لأجل 10 سنوات، الذي انتهى العام الماضي عند أقل من 4%، أن يُطلق العنان لموجة شراء لم تتحقق بعد، فيما ظل معدل العشر سنوات أعلى من الحد الأدنى منذ تجاوزه يوم الأربعاء الفائت.

وحول هذه النقطة، قال كاترامبون إن الهشاشة الحالية في سوق السندات هي إلى حد ما قريبة من ظروف أكتوبر، عندما أدى احتمال رفع أسعار الفائدة الفيدرالية لأجل غير مسمّى إلى تركيز اهتمام المستثمرين على سلبيات سوق السندات، مثل نمو العرض.

وقد عُرضت السندات لأجل 30 عاماً بعائد نسبته 4.671%، أي أعلى ببضع نقاط أساس من عائدها المتداول قبل المزاد عند الساعة الواحدة ظهر أمس الخميس بتوقيت نيويورك، أي الموعد النهائي لتقديم العطاءات، في إشارة إلى أن الطلب لم يرق إلى مستوى التوقعات، بحسب بلومبيرغ. وقد حقق مزاد السندات لأجل 10 سنوات، يوم الأربعاء، عائداً أعلى بأكثر من ثلاث نقاط أساس مما هو محدد يوم الخميس.

وكان من شأن كبح التضخم وتحوّل مساره باتجاه المعدل،الذي يستهدفه البنك المركزي الأميركي عند 2% أن سبّب حدوث تغيير كبير في توقعات السياسة النقدية منذ يناير/كانون الثاني المنصرم، عندما كانت التوقعات تشير إلى تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام. وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل عامين لفترة وجيزة إلى 5% يوم الخميس، للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث يتوقع المتداولون 40 نقطة أساس فقط من التيسير الفيدرالي هذا العام.

ويوم الخميس أيضاً، ألغى المزيد من المصارف العملاقة توقعاته لتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة هذا العام، حيث دعا الاقتصاديون في "دويتشه بنك" Deutsche Bank AG و"بنك أوف أميركا" Bank of America Corp إلى تخفيض واحد فقط في ديسمبر/كانون الأول 2024.

وأدى ارتفاع العائدات إلى خسارة المستثمرين نحو 2% لشهر مارس/آذار وانخفاض بنسبة 2.8% على أساس سنوي، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ. وقال كاترامبون إن "السؤال الذي يطرحه المستثمرون هو: إلى متى سيحتاج مجلس الاحتياط الفيدرالي إلى البقاء في حالة تثبيت؟ وهل سيلجأ المركزي إلى خفض أسعار الفائدة ومتى؟".

المساهمون