تركيا تمنح مواطنيها غازاً مجانياً بعد نقل المكتشف البحري إلى البر

تركيا تمنح مواطنيها غازاً مجانياً بعد نقل المكتشف البحري إلى البر

01 مايو 2023
احتفلت تركيا الشهر الماضي باستخراج ونقل الغاز المكتشف في البحر الأسود إلى البر (الأناضول)
+ الخط -

بدأت آثار اكتشاف تركيا الغاز في البحر الأسود تنعكس على المستهلكين، بعد أن أعلن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان منح الغاز لأكثر من شهر للمستهلكين في المنازل مجاناً، على أن تغطي ميزانية وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الفواتير الأولى لاستهلاك الغاز الطبيعي في المساكن ودور العبادة بين 24 إبريل/نيسان و31 مايو/أيار.

كما طاول المرسوم الرئاسي التركي استهلاك الغاز في المنازل حتى مايو/أيار العام المقبل، موضحاً، وفق ما نشرت الجريدة الرسمية اليوم، أن 25 متراً مكعباً من الغاز الطبيعي المستخدم في المطبخ والمياه الساخنة للمساكن ودور العبادة والسكنات مجاناً.

واحتفلت تركيا، في 20 إبريل الماضي، باستخراج الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود إلى البر في ميناء فيليوس، بعد أن أنهت شركة البترول التركية أعمال مد الأنابيب في قاع البحر، من أجل نقل غاز البحر الأسود إلى البر، إثر ما وصفته بنجاح عملية إنزال الأنابيب "التي تربط قاعدتنا للطاقة في البحر الأسود بمرفق حقل غاز صقاريا في البر، و"أن تركيا ستكون مستقلة في مجال الطاقة في 20 إبريل 2023".

وكانت الشركة التركية الحكومية قد قامت، في يونيو/حزيران العام الماضي، بإنزال أول أنبوب في مياه البحر الأسود لنقل الغاز الطبيعي قبالة ولاية زونغولداق شمالي البلاد، بعد أن أتمت فرق شركة نقل البترول التركية "بوتاش" بناء المحطة الخاصة بقياس كميات الغاز الطبيعي المستخرج من حقل صقاريا في البحر الأسود، وخط النقل البري الخاص به.

وبحسب بيان سابق لوزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، تستمر جهود ربط الغاز الطبيعي المكتشف في البحر الأسود مع المنظومة الوطنية، من قبل شركة البترول المحلية "تباو"، و"بوتاش".

وأضاف البيان أن الغاز الطبيعي المحلي سيُنقل بواسطة أنابيب خاصة إلى مركز فيليوس لمعالجة الغاز في ولاية زونغولداق شمالي تركيا، ومن ثم سيُربط بالمنظومة الوطنية، ومن ثم سيجرى إيصاله بواسطة "بوتاش" إلى منازل المواطنين.

ويقول الاقتصادي التركي أوزجان أويصال إن العديد من المشاريع الكبرى أعلنت وستعلن قبل موعد الانتخابات في 14 من مايو الجاري، رأينا بعضها، كسيارة "توغ" المحلية أو تدشين المرحلة الأولى من مفاعل "آق قويو" للطاقة النووية بولاية مرسين، ولكن، الأهم برأي أويصال، هو بدء نقل الغاز التركي من البحر إلى البر والمنازل، والذي جرى قبل عيد الفطر بيوم واحد.

وتأتي أهمية نقل الغاز، بحسب الاقتصادي التركي خلال تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، بسبب ما سيخففه من عبء على الميزان التجاري الذي يعرج بسبب فاتورة الطاقة التي تزيد عن 50 مليار دولار سنوياً، كما سيتراجع سعر الغاز للمستهلك والمنشآت، ما سينعكس، لاحقاً، على تقليل كلفة الانتاج وبالتالي الأسعار. 

وتستورد تركيا سنوياً نحو 53.5 مليار متر مكعب من الغاز ونحو 360 مليون برميل نفط، أي نحو 95% من استهلاكها، بفاتورة استيراد سنوياً تزيد عن 50 مليار دولار، وتعول على الإنتاج المحلي منذ عامين، بعد أن أعلن الرئيس التركي، في أغسطس/آب من عام 2020، عن اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر "تونا 1" في حقل صقاريا للغاز في البحر الأسود.

وسُجّل الاكتشاف على أنه أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا، ليتبعه، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، اكتشاف آبار أخرى بحجم احتياطيات 405 مليارات متر مكعب، قبل ما وصفه الرئيس التركي، أواخر عام 2022، ببشرى سارة للشعب التركي، وهو اكتشافات غاز جديدة، ليصل إجمالي احتياطي الغاز المكتشف بنحو 710 مليار متر مكعب.

المساهمون