النظام السوري يرفع أسعار حليب الأطفال ويحضّر للأدوية

النظام السوري يرفع أسعار حليب الأطفال ويحضّر للأدوية

16 ابريل 2024
طفل يشرب الحليب في إدلب، سورية، 13 فبراير 2023 (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد فترة انقطاع، شهدت الأسواق السورية نشاطاً للسوق السوداء وزيادة بنسبة 15% في أسعار حليب الأطفال، مع وصول شحنات جديدة وتأكيدات على استقرار التوفر.
- تقارير تشير إلى بيع حليب الأطفال بأسعار تصل إلى 150 ألف ليرة في بعض الصيدليات بدمشق، مدفوعة بالطلب الكبير والكميات المحدودة، مما يعكس الصعوبات التي يواجهها الأهالي.
- توقعات بعدم كفاية الكميات المستوردة لتلبية الطلب المتزايد واستمرار ارتفاع الأسعار، مع مشاكل أوسع في السوق الدوائية بما في ذلك نقص في بعض الأدوية وتوقعات برفع أسعار الدواء.

بعد انقطاع من الأسواق لأكثر من شهرين نشطت خلاله السوق السوداء واستغلال حاجة الأطفال، فاجأت نقابة الصيادلة بدمشق السوريين برفع أسعار حليب الأطفال بنسبة 15%، بالتوازي مع وصول شحنات جديدة من الخارج، بحسب رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق حسن ديروان.

ويكشف ديروان اليوم عن صدور قرار برفع سعر حليب الأطفال "نان 1 – نان 2" من 100 إلى 115 ألف ليرة سورية للعبوة الواحدة المبيعة في الصيدليات بزيادة 15 ألف ليرة عن نشرة الأسعار السابقة، مع بقاء أسعار بقية الأصناف الدوائية كما هي حسب النشرات الرسمية الصادرة، مؤكداً خلال تصريحات صحافية "استقراراً على صعيد تأمين المادة بكميات جيدة: بعد وصول شحنة من حليب الأطفال إلى البلاد لتغطية الحاجة، بما يعادل 200 ألف عبوة حليب من كل صنف.

وفي حين يشدد رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق على الصيادلة بضرورة الالتزام بالأسعار الرسمية من دون أي زيادة تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي مخالفة والتعامل مع كل الشكاوى الواردة من المواطنين، تؤكد مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق، أن أسعار مبيع حليب الطفال تصل إلى 150 ألف ليرة بالصيدليات "الأعذار أن الكمية قليلة والطلب كبير".

وتقول السيدة ريم شباط (38 سنة) إنها كانت تشتري علبة الحليب بـ180 ألف ليرة بواقع شح السلعة وعدم توفرها بالصيدليات، لكن حاجة طفلتها للحليب تدفعها لشراء علبة "نان 2" من السوق السوداء "تهريباً". ورغم رفع الأسعار الرسمية اليوم إلى ما فوق قدرة السوريين الشرائية، تضيف شباط خلال اتصال مع "العربي الجديد" أن معظم الأمهات تقبلن السعر الجديد، رغم أنه يوازي نصف الدخل الشهري، ولكن نتمنى توفر الحليب بالصيدليات وعدم نفاده كما كل مرة يخططون فيها لرفع الأسعار، مشيرة إلى رفع سعر حليب الأطفال أربع مرات خلال عامين: "كانت العلبة بنحو 30 ألف ليرة".

من جهته، يؤكد تاجر الأدوية، أحمد الصمودي أن كمية الحليب المستوردة لن تكفي حاجة السوق، متوقعاً ارتفاع الأسعار عن السعر الرسمي لأن زيادة الطلب ستدفع التجار وحتى الصيدليات لعدم عرض كامل الكمية المستوردة. وعن تحذيرات نقابة الصيدلة وما قيل عن الربط الإلكتروني بين مديرية المالية والصيدليات، يضيف الصمودي لـ"العربي الجديد" أن هذا الوعيد لن يفيد لطالما لا يوجد إنتاج يكفي حاجة الطلب بالأسواق" تأجل الربط الإلكتروني مراراً واليوم يضعون الـ30 الشهر الجاري آخر موعد للربط الإلكتروني للفواتير المصدرة عن الصيدليات: "يوجد طرائق عدة للالتفاف على التطبيق بمقدمتها التعذر بانقطاع الكهرباء والإنترنت".

أما عن توفر وأسعار الأدوية بشكل عام، فيشير المتخصص الصمودي إلى أن السوق السورية تعاني من نقص حاد ببعض الأنواع والزمر الدوائية، خاصة علاجات الأمراض الخطرة، لكن أدوية الشتاء "برد ومسكنات" متوفرة بشكل عام، متوقعاً رفع أسعار الدواء بالنصف الثاني من العام الجاري بسبب تراجع سعر الليرة السورية التي تسجل اليوم 14500 ليرة مقابل الدولار ومعظم مكونات الدواء يتم استيرادها من الخارج بالدولار واليورو.

وكانت حكومة بشار الأسد قد رفعت في العام الماضي أسعار الدواء ثلاث مرات، أولاها في يناير/كانون الثاني 2023 بنسبة 50%، ومن ثم في أغسطس/آب بنسبة 50%، ليأتي الرفع في نهاية العام بين 70 و100%، وهو ما ضاعف أسعار الأدوية لترتفع بأكثر من 1500% عن أسعار عام 2011، بحسب أحمد الصمودي.

المساهمون