"سردنبال": سيرة حياة آخر الملوك الآشوريين

23 مارس 2022
(من العرض)
+ الخط -

تشير روايات تاريخية إلى أن "سردنبال" كان آخر ملك آشوري سقطت في عهده الإمبراطورية الآشورية، وسُمّي سنشارشكون، كما لُقّب بآشور بانيبال الثاني، تيمّناً بأبيه آشور بانيبال الأول، وترجّح بعض هذه الروايات أنه أحرق نفسه مع أهله وممتلكاته عام 612 قبل الميلاد.

يعيد الباحث العراقي خزعل الماجدي تقديم هذه الشخصية في نصّ مسرحي يسعى إلى فكّ الالتباس بينها وبين آشور بانيبال الذي يعود إلى مستشرقين دمجوا الاثنين في شخصية واحدة، وتصحّح النظرة حول الملك الابن، أي الثاني، وتقف أيضاً عند الأسباب الحقيقية لسقوط الإمبراطورية التي خاضت العديد من الحروب في نهاياتها، وتعرّضت إلى خيانات عديدة من بعض قادتها.

"سردنبال" عنوان المسرحية التي تُعرض عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء على خشبة "المسرح الوطني" في بغداد، من إخراج وسينوغرافيا عماد محمد، وتأليف موسيقي لقيس حاضر، وتصميم أزياء لأحمد تاج، ويعاد عرضها في الموعد ذاته بعد غدٍ الخميس.

يبتعد العرض الذي أنتجته "الفرقة الوطنية للتمثيل" عن التوثيق التاريخي عبر التركيز على التوتر النفسي والصراع الداخلي الذي عاشه الملك الآشوري حيث كان مسالماً محبّاً للحياة وكارهاً للحروب، ويعمل من أجل إسعاد شعبه وإبعاده عن الحروب العبثية التي كان يقودها والده وأخوه بسبب طموحاتهما التوسّعية التي أدّت إلى قتلهما، ويتعمّق التآمر على الملك الشاب حتى يصل إلى داخل عائلته، حيث تتآمر عليه زوجته والملكة الأم.

وظّف المخرج التقنيات الرقمية من خلال المزج بين الأداء الحركي للممثّلين والمادّة الفيلمية التي جاءت بشكل متناغم مع الأحداث التاريخية، التي تتطلّب إبراز صور مبهِرة تشدّ المتلقّي لهكذا أعمال، مع إسقاطات على الواقع الراهن في إبراز فاجعةِ الحرب وسيطرة نزعة الموت والدمار وحبّ السلطة وقمْع الناس.

وتأتي المسرحية امتداداً لأعمال سابقة تناولت جانباً من تاريخ وادي الرافدين، حيث قدّم الماجدي أربعة أعمال تاريخية هي "أيوب"، و"سميراميس"، و"نودا" (أول شاعرة في تاريخ بلاد سومر)، و"سيدرا"، عن الملك زيوسيدرا، وهو بطل قصة الطوفان في النسخة السومرية.

يشارك في مسرحية "سردنبال" كلّ من الممثّلين: ميمون الخالدي، وفاطمة الربيعي، وبتول عزيز، وطلال هادي، وزمن علي، وسعد عزيز، وصادق والي.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون