وقفة مع خزعل الماجدي

وقفة مع خزعل الماجدي

17 سبتمبر 2018
(خزعل الماجدي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
هناك أكثر من شاغل، أهمّها تأليف كتاب "أديان المشرق" والذي هو على وشك الاكتمال الآن، كما أنني أقوم بتسجيل حلقات مسلسلة لقناة خاصة بي في موقع يوتيوب بمعدل ربع ساعة لكل حلقة حول مفردات كثيرة في تخصّصاتي الأكاديمية الثلاثة: تاريخ وعلم الحضارات والأديان والأساطير.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
هناك عمل سوف يصدر لي قريباً بعنوان "المِثولوجيا السومرية". أما آخر ما صدر لي فهو كتاب "أنبياء سومريون: كيف تحوّل عشرة ملوكٍ سومريين إلى عشرةٍ أنبياءٍ توراتيين؟"، وهو أوّل دراسة علمية تنشغل بعشرة من الآباء المؤسسين للبشرية والذين درجنا على اعتبارهم، كلّهم أو بعضهم ، من الأنبياء، وهم: آدم، شيث، إنوش، قينان، مهلالئيل، يارد، أخنوخ (إدريس)، متوشالح، لامك، ونوح. وتتوصل هذه الدراسة إلى أنهم عشرة ملوكٍ سومريون حكموا مدناً رافدينية معروفة، لكن التوراة حوّلتهم من ملوكٍ إلى آباء / أنبياء بدأ بهم ظهور الإنسان على وجه الأرض. طالما أثار السؤال عن آدم وشخصيته الحقيقية ثم السؤال عن من رافقه (حواء وأبناؤهما) ثم السؤال عن من تلاه من الأنبياء المعروفين (إدريس ونوح) وظهرت أسئلة كثيرة وأثارت جدلاً واسعاً سواء في الأوساط الشعبية من الناس أو في الأوساط العلمية أو الدينية. ولطالما التبس الأمر وكثر الجدل دون فائدة ترجى، وكان الحلّ دائماً هو إقفال هذه الصفحة الأولى من تاريخ الإنسان والتسليم، دائماً، بما هو معروف وشائع دون إشباع الفضول والعطش المعرفيين اللذين يرافقان الإنسان ولا يهدأ نبضهما إلا بجوابٍ وحجةٍ مقنعةٍ. حتى علماء الآثار والتاريخ والأديان المقارنة كانوا يتهربون من هذه المنطقة لعدم وجود ما يشير لها ويسندها على مستوى البحث العلمي، هذا الكتاب يفتح الباب لسبر حقيقة أغلب الأنبياء وكيف ظهروا؟ ومن أين ومتى ولماذا ظهروا؟ عبر الأدلة العلمية للأركيولوجيا ولمناهج البحث العلمي.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
نسبياً أشعر بالرضا، لأني وضعت أخيراً طريقاً واضحاً ومنظّما لصدور أربع سلاسل من الكتب الفكرية تصدر بانتظام وهي (تاريخ الحضارات، تاريخ الأديان، المثولوجيا، عراقولوجي)، فضلاّ عن ترتيب صدور مجلدات أعمالي الشعرية والمسرحية.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
أعتقد أني سلكت الطريق الصواب الذي أميل له، رغم الصعوبات التي صادفتني ورغم ضياع بعض وقتي في انشغالات أخرى، فالحقول التي أشتغل فيها الآن هي التي تجلب الراحة لي ويزداد شغفي بها، ربما كنت أتمنى أن أختارها منذ بداياتي في السبعينيات دراسةً أكاديميةً وبحثاً وتأليفاً.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أن يعرف الناس أهمية العلوم الوضعية ويمارسوها، وأن يسود العلم منطقتنا العربية وننتهي من عصر الخرافات والتصورات الغيبية، أن يكون العلم سبيلنا الأكبر لتنظيم المجتمع والتعليم والعمل وإدارة البلاد. وأتمنى أن يسود السلام في العالم وأن ينتهي عصر الاستقطاب الغربي تحديداً لشعوب الأرض والهيمنة على مقدراتها ونموّها، وأن يتوازن العالم بالحب والخير والثقافة.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
لاوتسي الحكيم الصيني الذي أتمنى أن أعرف منه كيف استطاع أن يأتي بأفكار ما زالت صالحةً في زمننا هذا؟ كيف استطاع أن يكون متوازناً إلى هذا الحدّ وهو في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً وبقي فكره كذلك حتى يومنا هذا.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
لم يعد لي أصدقاء، الجميع ذهب لحاضنته الدافئة المستريحة، وبقيت وحدي مورطاً بما تعاهدنا عليه وتحدثنا فيه يوماً ما.. لا ليلي ليلٌ ولا نهاري نهارٌ، أذرع الدنيا كلًها لوحدي وأتمشى في حدائق الزمان لوحدي.. انتهى كلّ شيء. ولم يعد بالإمكان العودة لأحد.


■ ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ كل جديد في تخصصاتي الأكاديمية، ولكن شغفي لا يُشبعه شيء أكثر من الشعر، أقرأ دائماً نصوص شعراء الماضي والحاضر، وأميل أكثر للشعر الشرقيّ والنصوص الروحانية.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
الموسيقى الكلاسيكية .. أنا مولع بأعمال باخ وبتهوفن.


بطاقة
شاعر وباحث ومؤرّخ عراقي مقيم في هولندا منذ 2006. صدر له 45 كتاباً في حقول تاريخ الحضارات والأديان والميثولوجيا، من أبرزها: "متون سومر"، و"بخور الآلهة"، و"حضارات ما قبل التاريخ"، و"الحضارة السومرية"، و"المعتقدات الكنعانية"، و"المندالا المثولوجية". أما على المستوى الإبداعي، فقد صدرت له 24 مجموعة شعرية من بينها: "يقظة دلمون"، و"أحزان السنة العراقية"، و"عكازة رامبو"، و35 نصاً مسرحياً مثل "عزلة في الكرستال"، و"هاملت بلا هاملت"، و"موسيقى صفراء".

المساهمون