اعتبرت الاستخبارات الأميركية، في تقرير نشر الجمعة، أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والحكومة الروسية سعيا" إلى تسهيل انتخاب دونالد ترامب، وتقويض حملة هيلاري كلينتون.
وجاء في التقرير، الذي رفعت عنه السرية الجمعة، أن "القرصنة وحملة التلاعب عبر وسائل الإعلام التي قامت بهما روسيا كان هدفهما أولا إلحاق الضرر برئاسة كلينتون المحتملة، ومن ثم دعم ترامب بعد أن بدا فوزه ممكنا".
وشددت الاستخبارات الأميركية: "نؤكد مجددا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يفضلون الرئيس المنتخب ترامب بشكل واضح"، مضيفا "ونؤكد أيضا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يطمحون إلى دعم فرص انتخاب الرئيس المنتخب ترامب حيثما أمكن، من خلال تشويه صورة الوزيرة كلينتون، ووضعها علنا في مقارنة سلبية معه".
وحذر التقرير من أن موسكو "ستطبق الدروس التي تعلمتها" من الحملة التي أمر بها بوتين خلال الانتخابات الأميركية، من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى، وبينها بلدان حليفة للولايات المتحدة.
ويستند التقرير إلى معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي.
ونشر التقرير على الموقع الإلكتروني للمديرية الوطنية للاستخبارات، التي تنسق أنشطة وكالات الاستخبارات الأميركية الكبرى.
والرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي كان طلب إعداد هذا التقرير، قد اطلع على محتواه الخميس.
وأشار التقرير إلى أن الحملة التي قادتها موسكو للتأثير على الانتخابات الأميركية جاءت في إطار "استراتيجية اتصال" مستوحاة من الأساليب السوفييتية، من بينها "العمليات السرية، ووسائل الإعلام الرسمية، واللجوء إلى طرف ثالث ومستخدمين للشبكات الاجتماعية (...)" يتقاضون أموالا.
من جهته اعتبر الرئيس الاميركي المنتخب، دونالد ترامب، الجمعة في بيان صدر في ختام اجتماع جمعه بكبار المسؤولين عن الاستخبارات الأميركية، أن "أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي".
وأضاف: "مع أن روسيا والصين، ودولا أخرى ومجموعات وعناصر خارجيين، يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية، ولشركاتنا، وبعض المؤسسات، مثل الحزب الديمقراطي، إلا أنه لم يكن لذلك على الإطلاق أي تأثير على نتائج الانتخابات".
وتابع: "كانت هناك محاولات قرصنة للحزب الجمهوري، لكن الحزب أقام دفاعات قوية ضد القرصنة، والقراصنة فشلوا".
ووعد الرئيس المنتخب بوضع خطة لمكافحة القرصنة خلال الأيام التسعين الأولى من ولايته.
وشدد ترامب على "أن الطرق والأدوات والتكتيكات التي نستخدمها لحماية أميركا يجب ألا تعرض على الملأ، لأن من شأن ذلك أن يساعد من يعملون على إيذائنا".
إلى ذلك، قال زعماء الديمقراطيين في لجنتي المخابرات بمجلس الشيوخ والنواب بالولايات المتحدة إن التقرير بشأن النشاط الروسي الذي يتعلق بالانتخابات الأميركية في 2016 "ينبغي أن يستدعي ردا قويا لمنع تكرار ذلك".
وقال كبير الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، مارك وارنر: "ستقاس ديمقراطية أميركا جزئيا بالكيفية التي سنرد بها، والخطوات التي نتخذها لتطوير استراتيجية إلكترونية قوية واستباقية".
وقال النائب أدم شيف، كبير الديمقراطيين بلجنة المخابرات في مجلس النواب، إنه يجب على الكونغرس الشروع في "تحقيقات شاملة" لتحديد ما حدث وكيفية حماية الحكومة الأميركية.
يذكر أن مصادر أميركية ذكرت لصحيفة "واشنطن بوست" أن مسؤولين روسيّين كبارًا تبادلوا التهانئ فور ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، وإعلان فوز ترامب برئاسة البيت الأبيض، واعتبروا ذلك "نصرًا جيوسياسيًّا"، وفقًا لاتصالات تعقّبتها وكالات استخبارات أميركية.
الحماسة التي أظهرتها تلك الشخصيات الروسية الرفيعة، التي يعتقد مسؤولون أميركيون أنّها كانت على علم بحملة التجسس الإلكترونية لبلادهم أثناء الانتخابات، كانت عاملًا إضافيًّا في تقييم الاستخبارات الأميركية الأخير، والذي خلص إلى أن جهود موسكو هدفت، وإن بشكل جزئي، لمساعدة ترامب على الفوز.
إلى جانب ذلك، تشمل الأجزاء الرئيسية الأخرى من المعلومات، التي تمّ جمعها بواسطة المخابرات الأميركية، تحديد بعض الفاعلين في إيصال رسائل الحزب الديمقراطي المقرصنة إلى موقع "ويكيلكس".