أتباع الصدر يخلون مبنى المطعم التركي في بغداد بعد سنوات

أتباع الصدر يخلون مبنى المطعم التركي في بغداد بعد سنوات من السيطرة

01 مايو 2024
مبنى المطعم التركي شاهقاً خلف متظاهرين عراقيين ضد حكومة بلادهم، 7 فبراير 2020 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر تخلي مبنى المطعم التركي في ساحة التحرير ببغداد، الذي كانت تسيطر عليه منذ 2019، ويعد رمزاً للثورة وشهد اعتصامات ومواجهات عنيفة.
- المطعم التركي، بتاريخه الطويل منذ السبعينيات وتحوله من مقر للمتظاهرين إلى ثكنة عسكرية تحت سيطرة "سرايا السلام"، يشهد تغيراً محتمل في موقف الصدر تجاه الاحتجاجات.
- الحكومة العراقية تخطط لإعادة إعمار المبنى وتحويله إلى متحف يخلد ذكرى ضحايا ثورة تشرين، مع تأكيد الناشطين على أهميته كرمز للمقاومة والتضحية وضرورة بقائه تابعاً للشعب.

أخلت مليشيا سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، مبنى المطعم التركي في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، الذي سيطرت عليه منذ نحو 4 سنوات أثناء التظاهرات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد عام 2019، فيما أكدت مصادر عراقية أن المطعم تم تسليمه إلى القوات الأمنية العراقية.

وكان المطعم التركي المطل على نهر دجلة من جانب الرصافة في بغداد، مهملاً قبل أن يعمل المتظاهرون العراقيون على إعادة تأهيله والسكن فيه، وقد أصبح رمزاً للثورة، واعتصم فيه مئات المتظاهرين خلال ذروة الاحتجاجات لعدة أشهر، وشهد أيضاً مقتل العشرات منهم بمحيطه، وتحول في فترة التظاهرات إلى ثكنة عسكرية حيث تجمع فيه العشرات من قوات الأمن التابعة لوحدات التدخل السريع والجيش، مع عربات عسكرية مدججة بالسلاح وأسلاك شائكة، في مشهد اعتبره المتظاهرون في حينها أنه متعمّد لقطع الطريق أمام أي سيناريو احتجاجي آخر قد تشهده البلاد بالفترة المقبلة، حيث يقع المبنى أمام ساحة التحرير، أيقونة الاحتجاجات العراقية.

وفي فبراير/ شباط 2020 سيطر أنصار مقتدى الصدر على المبنى، بعد أن هاجموه واعتدوا على المتظاهرين المعتصمين داخله، وتعرض قسم منهم للطعن والضرب، وقد بقي أتباع الصدر "سرايا السلام" في المبنى طوال السنوات تلك.

ووفقاً لمصادر أمنية عراقية نقلت عنها محطات إخبارية محلية، فإن "المبنى تم تسليمه أمس الثلاثاء إلى القوات الأمنية، من دون أي تفاصيل تذكر.

ورفض أتباع مقتدى الصدر التعليق على الموضوع وكشف أسباب إخلاء المبنى، كما لم تعلق أي جهة أمنية أو حكومية على ذلك، إلا أن مصدراً حكومياً اشترط عدم ذكر اسمه، أكد أن "الحكومة تخطط لإعادة إعمار المبنى والاستفادة منه، خاصة وأنه يشغل موقعاً حيوياً على نهر دجلة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، وجود خطة للحكومة السابقة (حكومة مصطفى الكاظمي) بتحويل المطعم إلى متحف". واعتبر أن خطوة الانسحاب "لا يمكن أن تكون إلا بموافقة من مقتدى الصدر، وهذا مؤشر على وجود تبدل بموقفه الرافض لانسحاب أتباعه من المبنى"، نافياً وجود أي نوايا لتحويل المبنى إلى "مقر عسكري كما أشيع سابقاً".

من جهته، دعا الناشط في التظاهرات العراقية، مضر الخالدي، إلى "تحويل المطعم لمتحف يخلد ضحايا ثورة تشرين عام 2019، ليكون شاهدا على حقبة زمنية في تاريخ العراق"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "المبنى شهد أنواع القمع والقتل والبطش في المتظاهرين الذين صمدوا بوجه ذلك العنف، وقدموا آلاف المصابين والضحايا".

وأشار الخالدي إلى أن المبنى "لا يمكن أن يكون تابعاً إلى جهة سياسية أو حزبية معينة، بل هو مبنى تابع للشعب"، مؤكداً أن "تلك المعالم التي لطخت بدماء المتظاهرين، شاخصة أمام أعين الشعب، ولن تموت إرادتنا في المطالبة بالحقوق وأخذها".

ويعود تاريخ إنشاء المبنى إلى أواخر السبعينيات، ونفذته شركة هندية، وافتتح رسمياً في عام 1983، وكانت الطوابق الأولى تضم مكاتب تجارية ومقار شركات، والمطعم السياحي التركي الذي صار المبنى يعرف باسمه. وبعد عام 1991، هجرته غالبية الشركات الأجنبية، عقب فرض العقوبات على العراق، وفي عام 2003، تعرض لقصف من قبل الطيران الأميركي، بعد تحصن مقاومين عراقيين للاحتلال داخله.

ويتألف المبنى من 14 طابقاً، وهو مهجور منذ عام 2003، واحتفظ باسمه القديم وهو "المطعم التركي"، إذ كان يضم أحد أشهر المطاعم السياحية، لكن منذ تظاهرات العام 2019، بات يطلق عليه أسماء أخرى، بينها "جبل أحد- ساحة التحرير"، و"ستالينغراد بغداد"، بعد نجاح المتظاهرين في منع قوات الأمن من اقتحامه.

وتحوّل المكان خلال فترة السيطرة عليه من قبل المتظاهرين إلى ملتقى احتجاجي وثقافي وفني، كما تحوّل إلى مقصد لمعظم العراقيين بعد تزيينه باللوحات والقطع الفنية والمنحوتات.