Skip to main content
غنوة علاوي ضحية جديدة للعنف الأسري في لبنان
سارة مطر ــ بيروت

لا يبدو أنّ ثمّة نهاية لمسلسل الاعتداءات الوحشية والعنف الأسري في حقّ النساء في لبنان كما في العالم العربي ككلّ. وفي قضية جديدة، حاولت اللبنانية غنوة رامح علاوي وضع حدّ لحياتها، بعد تعرّضها قبل أيام للضرب والتعذيب والإذلال على يد زوجها، الذي عمد إلى تصوير فيديو يوثّق الاعتداء المشين، ثمّ نشره على وسائل التواصل الاجتماعي. وبحسب ما أفادت مصادر أمنية "العربي الجديد"، فإنّ الزوج المتهم بالتعنيف بات موقوفاً، على أن يأخذ التحقيق مجراه.

وغنوة من بلدة أنفه شمالي لبنان، أمّ لثلاثة أولاد أكبرهم في العاشرة من عمره، وهي ما زالت طريحة الفراش في مستشفى البرجي شمالي البلاد. وقد أطلق والدها عبر صفحته على موقع فيسبوك صرخة استغاثة، جاء فيها: "ابنتي وقرّة عيني بالمستشفى اسمها غنوة رامح علاوي، تعرّضت لأبشع أنواع التعذيب على يد المعاون أوّل (زوجها) الظالم عياش طراق، فاعتقدت أنّ خلاصها الانتحار. ضع(ي) ابنتك مكانها، ثم حكّم(ي) ضميرك. أناشد قوى الأمن الداخلي بقيادة اللواء عماد عثمان، أناشد كلّ أمّ، كلّ أب، كلّ أخت وأخ نصرة ابنتي المظلومة، ومعاقبة الظالم الفاجر. لا تتركوا البنات والأمهات بأيدي الظالمين، عاقبوا الظالمين بالسجن المؤبد".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أوضح أحد أقرباء الضحية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "غنوة سبق أن أُدخلت في 10 أغسطس/ آب الجاري في حالة طارئة إلى المستشفى بسبب تناول كميّة كبيرة من الأدوية، وقد حاولت الانتحار. وقد أُبقيت في قسم العناية الفائقة مدّة 24 ساعة"، لافتاً إلى أنّ "جارتها نقلتها يومها إلى المستشفى، وقد سارع أهلها للاطمئنان عليها".

أضاف القريب نفسه أنّ "حالة غنوة استدعت يوم أمس (السبت) نقلها مجدّداً إلى المستشفى. وقد كشف الطبيب المتخصّص بالأمراض النفسية والعقلية الذي تابعها، في تقريره اليوم، أنّ غنوة دخلت في حالة اكتئاب حادّة مع أفكار انتحارية وأعراض ذهانية، وهي في حاجة إلى الاستشفاء لمدّة زمنية بهدف الخضوع للعلاج" المناسب.

المرأة
التحديثات الحية

وغنوة، بحسب ما أفاد قريبها، تبلغ من العمر واحداً وأربعين عاماً وتحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة القديس يوسف في بيروت، "غير أنّ زوجها عياش موسى طراق، وهو مؤهّل أوّل في قوى الأمن الداخلي، منعها من العمل". وأشار إلى أنّ "حالة أهلها المادية جيدة جداً، وكلّ أفراد العائلة من خرّيجي الجامعات الخاصة ومن حملة شهادة الماجستير، كذلك، فإنّ أحدهم يشغل منصب مدير قسم في أحد مستشفيات فرنسا".

كذلك، كشف قريب غنوة أنّها "تتعرّض للعنف من ضرب وتعذيب مذ تزوّجت، قبل نحو 14 عاماً. وكان زوجها يمنعها من زيارة أهلها، وفي العامَين الأخيرَين، منعها منعاً باتاً حتى من رؤيتهم، وذلك كي لا يلحظوا آثار الضرب والتعذيب عليها. وقد منعها أيضاً من التواصل معهم وصادر هاتفها. وعندما تعرّض والدها لأزمة صحية قبل مدّة، لم يسمح لها بزيارته".