Skip to main content
زوجة الأسير ماهر الأخرس لـ"العربي الجديد": تدخل روسي لتحريره
سامر خويرة ــ رام الله

كشفت تغريد الأخرس زوجة الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس (49 سنة)، لـ"العربي الجديد"، عن تدخل روسي لوضع حد لاستمرار معاناة زوجها المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً على التوالي احتجاجاً على استمرار اعتقاله الإداري.

ورفضت النيابة العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، طلباً بنقل الأسير الأخرس إلى مستشفى النجاح الوطني في مدينة نابلس، وعرضت بالمقابل نقله الى مستشفى المقاصد في القدس، بشرط فكٌ إضرابه عن الطعام، وهو ما رفضه الأسير.

وقالت تغريد الأخرس إن أشخاصاً مقربين من السفارة الروسية في إسرائيل، لم يكشفوا عن هوياتهم، تواصلوا معها، وطلبوا معلومات عن وضع زوجها الصحي والقانوني، لمقارنته بما لديهم من معلومات وصلتهم من حكومة الاحتلال، وأوضحت أنها فهمت منهم اهتمام السفير الروسي بقضية زوجها، لكن السفارة لم توفد أحداً لزيارته في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، مكتفية بما قدمته من معلومات للوسطاء.

وأعربت زوجة الأسير الأخرس عن أملها في نجاح التحرك الروسي، وترحيبها بأي جهد من أي جهة في سبيل تحقيق الأهداف التي يخوض من أجلها إضرابه المفتوح عن الطعام.

وحول عرض النيابة العسكرية الإسرائيلية، أشارت إلى أن "عرض نقله إلى مستشفى المقاصد في القدس مشروط بإتمامه الشهور الأربعة في الاعتقال الإداري في 26 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وكذلك فكٌ إضرابه عن الطعام. رفض ماهر هذا رفضا قاطعا، وعرض نقله إلى مستشفى النجاح بنابلس، لكنهم رفضوا، وهذا يعني أنه سيظل معتقلاً، وقد يصدر بحقه قرار جديد بالاعتقال الإداري فور تعافيه".

وأضافت أنه "في الوقت الحالي يسمح لأي شخص بزيارة ماهر، لكنه غير مسموح له بمغادرة المستشفى لأن ذلك سيعرضه للمساءلة بسبب عدم وجود قرار من المحكمة يسمح له بذلك. زوجي بات غير قادر على النوم من شدة آلامه التي تزداد يوماً بعد يوم، وهناك تخوف من فقدانه لحياته في أي لحظة بسبب رفضه التام لأية فحوص طبية، ولا يوجد أي تواصل رسمي إلا من هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية".

وقال المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، في تصريحات صحافية، إن "الوضع الصحي للأسير ماهر الأخرس خطير للغاية، وهو يعاني من حالة إعياء شديد، ولا يقوى على الحركة، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، وتصيبه حالات تشنج، وهناك خشية من أن تتعرض أعضاؤه الحيوية لانتكاسة مفاجئة في ظل عدم حصوله على المحاليل والمدعمات، الأمر الذي يشكل خطرًا حقيقيًا على حياته بعد هذه الفترة الطويلة من الإضراب".

ودعا عبد ربه مؤسسات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى الضغط على سلطات الاحتلال لإنهاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه فوراً، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياته.

واعتقل الأسير الأخرس في 27 يوليو/تموز الماضي، ونقل بعد اعتقاله إلى معتقل "حوارة" المقام جنوب نابلس، وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام، ونقل لاحقاً إلى سجن "عوفر"، ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور وثبتت المحكمة أمر الاعتقال، وحين تدهور وضعه الصحي نقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة"، وبقي فيها حتى بداية شهر سبتمبر/أيلول، ثم نُقل إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يحتجز حاليا.

وفي 23 سبتمبر، أصدرت المحكمة العليا للاحتلال قراراً يقضي بتجميد اعتقال ماهر الأخرس الإداري، واعتبر الأسير والمؤسسات الحقوقية أن التجميد محاولة للالتفاف على الإضراب، ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري، وفي الأول من أكتوبر، رفضت المحكمة طلبا جديدا للإفراج عنه، وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.

والأسير ماهر الأسير الأخرس من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، ويعمل في الزراعة، وهو متزوج وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال لأول مرة عام 1989، واستمر اعتقاله لمدة سبعة أشهر، ثم اعتقل مجددا عام 2004 لمدة عامين، وأُعيد اعتقاله عام 2009، وبقي معتقلاً إدارياً لمدة 16 شهراً، ومجدداً اُعتقل عام 2018 واستمر اعتقاله لمدة 11 شهراً.