Skip to main content
"الخزانة الخضراء"... شقيقتان تعيدان تدوير الملابس المستعملة في غزة
يوسف أبو وطفة ــ غزة

دفع تراكم الملابس المستعملة وصعوبة التخلّص منها أو إعادة تدويرها في قطاع غزة الشقيقتين أمل وندى الخطيب لتأسيس مشروعهما الريادي "الخزانة الخضراء" Green Closet، المتخصّص في جمع الملابس المستعملة وبيعها بعد تسويقها إلكترونياً.

تستهدف الشقيقتان الخطيب نشر ثقافة الاستفادة من الملابس المستعملة في المجتمع الفلسطيني في غزة، وحماية البيئة من الأضرار المترتبة على النفايات المتراكمة من صناعة الملابس، والتي تصل إلى 85%، بسبب عدم قابلية معظم المواد للتحلّل.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

خصّصت الشابتان غرفة في منزلهما في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط القطاع، لاحتواء الملابس الواردة إليهما من أجل إعادة تدويرها وطرحها للمتابعين على حسابهما المتخصّص على موقع "إنستغرام"، بنظام تسويق احترافي.

وإلى جانب حماية البيئة، تحاول الشقيقتان تعزيز ثقافة إعادة ارتداء الملابس المستعملة ذات الجودة العالية والسعر المنخفض نسبياً، وتغيير الصورة المعتادة للملابس القديمة والتي تُعرف بين سكان القطاع بـ"البالة"، نظراً لجودتها المتدنية وانخفاض سعرها بما لا يزيد عن 6 دولارات أميركية.

وتقول الشابة أمل الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفكرة ولدت خلال سفرها إلى إيطاليا قبل نحو عامين، حين رأت مشاريع متخصّصة بإعادة تدوير واستخدام الملابس والأثاث المستخدم، وهو ما شكّل مدخلاً لها للعمل على هذا المشروع الريادي وتطبيقه في القطاع.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

لقيت فكرة المشروع اهتماماً من الشابات في القطاع، خصوصاً الفئة العمرية بين 18 و30 عاماً، إذ استقبلت الشقيقتان الخطيب قرابة 100 قطعة من الملابس خلال ما يقارب الشهر، إلّا أنه لم يتم عرض سوى 50 قطعة منها نظراً للمعايير التي يتم اختيار الملابس من خلالها.

تقوم الشقيقتان باختيار القطع التي تعرضانها على منصة "إنستغرام" وفقاً لعدّة معايير، أبرزها "موضة" القطعة وجودتها ومدى ملاءمتها لإعادة الاستخدام، فيما يتم استثناء الملابس التي تحوي عيوباً تمنع إعادة استخدامها من جديد، فيما تتفاوت أسعار إعادة بيعها من قطعة لأخرى.

قضايا وناس
التحديثات الحية

في أعقاب عملية الفرز التي تقوم بها الشقيقتان الخطيب، يتم الانتقال إلى مرحلة التسويق التي تبدأ بتصوير القطع على مجسّم بلاستيكي في زاوية داخل المنزل، ويتمّ تصويرها فوتوغرافياً كما عن طريق فيديو يعرض القطعة من مختلف الزوايا.

من جانبها، تقول الشابة ندى الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية التسويق تستهدف وضع المتابع في صورة كاملة بشأن جودة المنتج المعروض وسلامته من أي عيوب، وإقناعه بفكرة إعادة استخدام الملابس المستخدمة من خلال جودتها وسعرها المتدني مقارنة بالملابس الجديدة.

تلعب الشقيقتان فكرة الوسيط، إذ لا يتم شراء الملابس من أصحابها بل يتمّ عرضها من خلال مشروعهما، والعمل على تسويقها وإعادة بيعها، فيما تحصل الشابتان على نسبة من الربح، وهو ما يحقق الفائدة لجميع الفئات في هذه العملية، بما في ذلك المشتري والبائع.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتستهدف فكرة الشقيقتين بدرجة أساسية حماية البيئة وتعزيز ثقافة استخدام الملابس المستعملة في ظلّ وجود انتشار فكرة الملابس القديمة (البالة) في القطاع، والتي تنخفض أسعارها بشكل كبير مقارنة بأسعار الملابس الحديثة والجاهزة.

لا يقتصر العمل في المشروع الريادي على استقبال وبيع هذه القطع، إذ تقدم الشقيقتان عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشرات توعوية بمخاطر بقاء الملابس دون تحلّل وأخرى تعزّز الوعي بثقافة استخدام هذه الملابس ونشرها بشكل أكبر في المجتمع الفلسطيني.

يستهدف مشروع "الخزانة الخضراء" الفتيات بشكل خاص، من الفئة العمرية ما بين 18 و30 عاماً، فيما تفكر الشقيقتان في تعميم الفكرة لتشمل الملابس الخاصة بالرجال والفتيان خلال الفترة المقبلة، بما يعزّز ثقافة استخدام وتدوير الملابس المستعملة.