Skip to main content
قوى جزائرية معارضة تطالب تبون بحوار جدي واتخاذ تدابير تهدئة
عثمان لحياني ــ الجزائر
خلال مؤتمر صحافي للسكرتير الأول لـ"جبهة القوى الاشتراكية" يوسف أوشيش (صفحة الجبهة/فيسبوك)

وجّهت قوى سياسية جزائرية معارضة دعوات جديدة إلى السلطة لإجراء حوار سياسي جدّي، تسبقه تدابير تهدئة تتضمن وقف الإكراهات القائمة على المجال السياسي والإعلامي، إضافة إلى الإفراج عن معتقلي الرأي من السجون، محذّرة من أن تكون اللقاءات التي يجريها الرئيس عبد المجيد تبون منذ شهر مع قادة الأحزاب "حوارات مزيفة لربح الوقت".

وقال السكرتير الأول لـ"جبهة القوى الاشتراكية"، يوسف أوشيش، في مؤتمر صحافي اليوم السبت، إنه طالب الرئيس عبد المجيد تبون بإجراء "حوار صادق، والعمل على بناء إجماع وطني وشعبي لإخراج البلاد من الأزمة".

وبحسب أوشيش، الذي عقد المؤتمر لتقديم توضيحات حول لقائه مع تبون، فإنه أكد خلال اللقاء أن الحوارات الخاطئة والمزيفة التي تستهدف "ربح الوقت وضمان استمرارية نظام الحكم الحالي"، لن تعمل إلا على تفاقم الوضع الحالي وتعزيز انعدام الثقة الشعبية، مشيرًا إلى دعوته تبون إلى "إظهار إرادة سياسية حقيقية لتغيير النظام، وإصلاح المؤسسات على أساس القانون والمبادئ الديمقراطية وتجنب التسيير التسلطي والأحادي للبلاد والوعود الكاذبة".

ووصف أوشيش اللقاء مع الرئيس تبون، بأنه كان "صريحا ومسؤولا"، مضيفًا "شددنا على ضرورة إعادة الثقة للمواطنين، باتخاذ تدابير قوية للتهدئة، وفتح المجال السياسي والإعلامي، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، وإلغاء الترسانة القانونية القمعية، ووضع حد للجوء التعسفي والممنهج لإجراء الحبس المؤقت، واحترام الحريات الفردية والجماعية، وضمان الحق في التنظيم والتعبير السلمي".

وتابع "لقد استمعنا إلى نوايا رئيس الدولة، ولكننا ننتظر خطوات ملموسة. اليوم الكرة في ملعب السلطة"، فيما أكد ضرورة إجراء السلطة والرئيس مباشرة حوارا وطنيا شاملا من دون أي إقصاء حول كل الإشكاليات والقضايا المتعلقة بمستقبل ومصير البلاد، مع توفير الضمانات الكفيلة باحترام القانون واستقلال العدالة والفصل بين السلطات واحترام حقوق الإنسان، وإرسال إشارات قوية تعبر عن إرادة حقيقية في التغيير والانفتاح السياسي الفعلي.

وأكد على ضرورة تقديم تنازلات من طرف السلطة، كما من طرف المجتمع، كسبيل وحيد لبناء جبهة وطنية قوية.

وردّ أوشيش على من وصفهم بـ"الشعوبيين والباحثين عن التفرقة"، وعلى المواقف التي تنتقد قبول قيادة الحزب المشاركة في لقاءات الحوار السياسي، على الرغم من رفض السلطة تقديم أية تنازلات سياسية تخص رفع التضييق على المجال السياسي والإعلامي والفضاء العام، قائلا: "حزبنا حزب معارض يحتكم إلى أدبيات الحوار والتوافق، وأبدينا دوما إرادتنا الصادقة في الحوار، لأننا نؤمن بشدة بأن لا حل للأزمة متعددة الأبعاد التي تعيشها بلادنا إلا بإجماع بين كل القوى الحية للأمة، واستجابتنا لدعوة رئيس الدولة تدخل في هذا الإطار".

ويأتي لقاء الرئيس الجزائري مع قيادة "جبهة القوى الاشتراكية"، في سياق مبادرة حوار سياسي أطلقها الرئيس تبون منذ شهر، حيث كان قد التقى قيادات أربعة أحزاب من الحزام الحكومي وهم: الأمين العام لـ"حزب جبهة التحرير الوطني" أبو الفضل بعجي، ورئيس "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد، والأمين العام لـ"التجمع الوطني الديمقراطي" الطيب زيتوني، ورئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة.

والتقى كذلك برئيسي حزبين في صف المعارضة وهما: رئيس "حركة مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، ورئيس "حزب جيل جديد" جيلالي سفيان، إضافة إلى الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي (شخصية مستقلة). كما استقبل مؤخرا أمين عام اتحاد العمال الجزائريين سليم لعباطشة، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني (هيئة استشارية تتبع الرئاسة) عبد الرحمن حمزاوي.

 من جهته، أكد رئيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس، أمس الجمعة، في افتتاح المؤتمر السادس للحزب الذي انتهى اليوم السبت، أن "عقد حوار وطني شامل كان ولا يزال شرطًا أساسياً لتجاوز حالة انعدام الثقة السائدة بين القوى السياسية والاجتماعية".

ودعا إلى التغلب على عجز الطبقة السياسية (سلطة ومعارضة) بتقديم تنازلات للوصول إلى تسوية وحل خلافاتها، على أن يقود ذلك إلى "تنظيم انتخابات ديمقراطية تحت إشراف هيئة مستقلة، تكون آليات التسيير والتعيين فيها ثمرة نقاش ديمقراطي تعددي وتوافقي من أجل ضمان مصداقية النتائج، ومنها مصداقية المؤسسات التي ستنبثق منها، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي واستعادة الحريات الأساسية، ووقف الانتهاكات التي تطاول حرية التعبير والصحافة، وتنفيذ إصلاح ديمقراطي للمؤسسات من أجل تكريس فصل حقيقي بين السلطات، وتوضيح مفهوم الإنصاف والشرعية، وإقرار استقلالية القضاء".