رجحت مصادر في الاستخبارات الأميركية أن تنفذ إيران ردها على دولة الاحتلال الإسرائيلي بواسطة القوات التابعة لها في المنطقة، وليس بهجوم مباشر من طهران.

وهددت إيران برد حتمي على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، مطلع إبريل/ نيسان الجاري، وأدى إلى مقتل 7 من عسكرييها بينهم المسؤول عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سورية ولبنان العميد محمد رضا زاهدي، ونائبه سردار رحيمي.

ونقلت قناة "سي أن أن" الأميركية عن مصدرين في الاستخبارات الأميركية قولهما إن طهران تشعر بالقلق من تصعيد كبير في القتال، ولا تريد إعطاء الولايات المتحدة أو حلفائها ذريعة لمهاجمة إيران مباشرة. وقدرت المصادر أن إيران حثت العديد من المليشيات التابعة لها في المنطقة على شن هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل في وقت واحد، باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ، و"أنهم قد يهاجمون في أقرب وقت هذا الأسبوع".

وقال أحد المصادر للقناة إنّ هناك بعض الجدل حول ما إذا كانوا (الإيرانيين) سينتظرون إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان أم لا، مضيفاً "التهديد واضح للغاية وذو مصداقية. لقد وضعوا القطع في مكانها الصحيح لتنفيذ الهجوم الآن. وينتظرون الوقت المناسب فقط".

من جانب آخر، قالت المصادر إن إيران ومليشياتها لا يبدو أنهم مستعدون لمهاجمة القوات الأميركية أو الأصول الأخرى في المنطقة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن إيران لا تتمتع بقيادة وسيطرة مثالية على جميع قواتها الوكيلة، لذلك لا يمكن استبعاد احتمال الهجوم على الأصول الأميركية.

وفي وقت سابق، قالت مصادر مقربة من أصحاب القرار في "الجمهورية الإسلامية" في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجلس الأمن القومي طلب من الجهات العسكرية والأمنية المعنية تحديد أهداف إسرائيلية مع وضع معايير لطبيعة تلك الأهداف، بحيث لا يؤدي ضربها إلى تصعيد أو مواجهات كبيرة في المنطقة، هذا في حال جرى قصفها بالفعل.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم نشر اسمها، إن الحكومة الإيرانية أبلغت واشنطن عبر رسالة وجهتها إليها عبر سويسرا وسلطنة عُمان بأنها سترد على الهجوم الإسرائيلي، محذرةً الإدارة الأميركية من خلال الوسطاء من أي تدخل، لأنه "سيعرض جميع مصالح أميركا في المنطقة لخطر كبير ویشعل المنطقة"، بحسب ما تقوله المصادر.