Skip to main content
تسارع وتيرة الإجلاء من أفغانستان.. وبريطانيا تنهي عملياتها خلال ساعات
قال مسؤول غربي إن الرحلات الجوية تقلع بانتظام (فرانس برس)

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الجمعة، أن القوات البريطانية بدأت المراحل الأخيرة من إجلاء العالقين في مطار كابول، في وقت تسارعت عملية إجلاء المدنيين بعد الهجوم المزدوج الذي وقع قرب المطار أمس الخميس.

وأكدت الوزارة البريطانية أنه "لن يتم استدعاء أي أشخاص آخرين إلى المطار لإجلائهم".

وكانت بريطانيا أعلنت، الخميس، أنها أجلت ما يربو على 13 ألف شخص من أفغانستان، وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن حكومته ستواصل عملية الإجلاء في كابول بعد الهجوم قرب المطار.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن "الإجلاء العسكري للمواطنين الأفغان والبريطانيين أدى حتى الآن إلى إجلاء 13146 شخصا من كابول منذ بدء المهمة يوم الجمعة 13 أغسطس/آب". وأضاف البيان أن العدد الإجمالي شمل موظفي السفارة والمواطنين البريطانيين والمؤهلين بموجب برنامج سياسة إعادة التوطين والمساعدة للأفغان وبعض مواطني الدول الشريكة.

وبعدما ترأس جونسون اجتماعاً طارئاً بشأن الوضع في أفغانستان، قال إن الجسر الجوي البريطاني سيستمر "حتى اللحظة الأخيرة".

وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس لقناة "سكاي نيوز" صباح اليوم الجمعة، أن عملية الإجلاء التي تقوم بها المملكة المتحدة في أفغانستان ستنتهي "خلال بضع ساعات"، قائلاً: "بشكل عام العملية الرئيسية انتهت الآن، ولم يتبق لدينا سوى بضع ساعات" لإجلاء نحو ألف شخص موجودين في باحة المطار. وتابع وزير الدفاع أنه عند الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش، قامت المملكة المتحدة التي "أغلقت فندق بارون" الذي يتم إرسال المرشحين للسفر إلى بريطانيا إليه، "بإغلاق مركز التعامل" مع طالبي اللجوء. كما أغلقت بوابة آبي (آبي غيت) إحدى نقاط الوصول الثلاث المؤدية إلى مطار كابول حيث وقع أحد التفجيرين الانتحاريين.

وقال والاس إنه حوالى 14 ألف بريطاني وأفغاني تم إنقاذهم في المهمة البريطانية منذ منتصف أغسطس/آب، مع الاعتراف بـ"الحقيقة المحزنة التي تفيد بأنه لا يمكن إجلاء الجميع". وفي مقابلة مع إذاعة "إل بي سي" بعد ذلك، قال والاس إن بين مئة و150 من الرعايا البريطانيين قد يبقون في أفغانستان، وبعضهم اختار البقاء هناك. وأشار إلى أن ما بين 800 و1100 أفغاني يمكن إجلاؤهم بموجب البرنامج المخصص للموظفين الأفغان الذين عملوا محلياً لحساب المملكة المتحدة "لم ينجحوا في ذلك".

انتظام الرحلات الجوية

في الموازاة، أكد مسؤول أمني غربي في مطار كابول لـ"رويترز"، اليوم الجمعة، أن عمليات إجلاء المدنيين من كابول تسارعت بعد هجومين قرب المطار. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الرحلات الجوية تقلع بانتظام.

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض، الخميس، أنّ أكثر من مائة ألف شخص تمّ إجلاؤهم من مطار كابول منذ 14 أغسطس/آب، عشية استعادة حركة "طالبان" السلطة في أفغانستان.

وقال البيت الأبيض إنه تم نقل ما يقرب من 12500 شخص جواً من أفغانستان أمس الخميس، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للذين تم إجلاؤهم منذ سيطرة حركة "طالبان" على زمام الأمور في 14 أغسطس/آب إلى حوالي 105 آلاف. وتم إجلاء حوالي 5000 من هؤلاء مساء الخميس وفقاً لإحصاءات البيت الأبيض.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّه "منذ 14 أغسطس، أجلت الولايات المتّحدة وساعدت في إجلاء حوالى 100 ألف شخص" من مطار كابول.

وأوضحت الرئاسة الأميركية أنّ إجلاء هؤلاء الأشخاص تمّ على متن 14 رحلة جوية أميركية، نقلت ما يقرب من 5100 شخص، و39 رحلة جوية لدول حليفة للولايات المتحدة نقلت 2400 شخص.

مغادرة جميع الجنود الأستراليين

بدوره، قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، اليوم الجمعة، إن جميع الجنود الأستراليين الذين كانوا لا يزالون في أفغانستان غادروا البلاد في اليوم السابق للهجوم، مشيراً إلى "معلومات استخباراتية واضحة جداً"، ومحذراً من مزيد من الهجمات.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في مؤتمر صحافي اليوم، "تمكنا من تأمين مغادرة باقي الموظفين الأستراليين خلال الليلة الماضية، قبل وقت قصير من وقوع الحوادث المروعة في تلك الليلة"، مضيفاً أنه على مدى تسعة أيام، بمساندة من القوات الأميركية والبريطانية، ساعدت القوات الأسترالية في إجلاء حوالى 4100 شخص، بينهم 3200 أسترالي ومواطن أفغاني حصلوا على تأشيرات أسترالية. وتابع رئيس الوزراء أن أستراليا أنهت عمليات الإجلاء ودخلت "مرحلة ما بعد الإجلاء".

فرنسا تواصل عمليات الإجلاء

فرنسياً، صرّح وزير الدولة للشؤون الأوروبية الفرنسي كليمان بون أن باريس يمكن أن تواصل عمليات الإجلاء من أفغانستان "بعد" مساء اليوم الجمعة. وقال بون لإذاعة "أوروبا 1" إنه "قد يستمر ذلك بعد مساء الجمعة، لكن علينا توخي الحذر بشأن هذا الموضوع".

ولا تزال فرنسا تحاول إجلاء مئات الأفغان في أجواء من الفوضى بعد الهجوم الذي تبناه "داعش". وقال بون إن "الهجوم الإرهابي يجب ألا يمنع هذه العمليات (...) سنستمر حتى آخر ثانية ممكنة". لكنه ألمح إلى أنه قد لا يتمكن جميع الأفغان المعرضين للخطر الذين يحاولون مغادرة بلادهم من القيام بذلك. وأضاف "هل هذا يعني أن جميع الأشخاص الذين عملوا في أفغانستان لحساب الحلفاء والأوروبيين سيتمكنون من مغادرة المطار؟ على الأرجح لا".

انتهاء عمليات الإجلاء الإسبانية

إلى ذلك، أعلنت إسبانيا، اليوم الجمعة، انتهاء عملياتها للإجلاء من كابول، مع وصول "آخر رحلتين إسبانيتين" إلى دبي، بعد أكثر من أسبوع على إقامة هذا الجسر الجوّي الذي جاء بعد سيطرة حركة "طالبان" على الحكم في أفغانستان. وقالت رئاسة الحكومة الإسبانية، في بيان، إنه "بهاتين الرحلتين، انتهت عملية الإجلاء الإسبانية لمتعاونين أفغان وعائلاتهم". وأضافت أن طائرة عسكرية أولى من طراز "إيه-400 إم" وصلت إلى دبي من كابول عند الساعة 04:45 بتوقيت غرينتش، وحطت الثانية عند الساعة 05:20.

ونُقل على متن هاتين الرحلتين الأخيرتين 81 إسبانياً كانوا لا يزالون في أفغانستان، بينهم طاقم السفارة وعسكريون في سلاحي البر والجو وأربعة عسكريين و85 من المتعاونين الأفغان مع إسبانيا والبرتغال وحلف شمال الأطلسي. وقالت الحكومة إنه من المقرّر أن يصلوا عند الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش إلى قاعدة توريخون دي أردوز العسكرية بالقرب من مدريد، على متن رحلة تابعة لشركة الطيران "إير أوروبا".

وأجلت القوات المسلحة الإسبانية، عبر هذا الجسر الجوي، 1900 أفغاني هم موظفون عملوا لحساب إسبانيا والولايات المتحدة والبرتغال والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والحلف الأطلسي، وأفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى موظفي السفارة الإسبانية في كابول.

اليابان تشعر بالقلق وتواصل الإجلاء

بدورها، قالت اليابان، اليوم الجمعة، إنها تواصل جهودها في كابول لإجلاء مواطنيها والطاقم المحلي الذي كان يعمل في السفارة اليابانية ووكالات التنمية، بالرغم من الهجوم الانتحاري الدامي الذي شهده مطار كابول.

وقال أمين مجلس الوزراء الياباني - المتحدث الرسمي باسم الحكومة – للصحافيين، إن اليابان تشعر بالقلق وتراقب تطورات الأوضاع من كثب، مضيفاً: "الموقف مضطرب ولا يمكن التنبؤ به، لكننا نعتزم مواصلة جهودنا لإنجاز إجلاء آمن المواطنين اليابانيين والطاقم المحلي".

وقد يكون الوقت المتبقي للإخلاء محدوداً.

ألبانيا تستقبل أول مجموعة أفغانية

في غضون ذلك، استقبلت ألبانيا، اليوم الجمعة، أول مجموعة من الأفغان الذين تم إجلاؤهم والذين خرجوا من بلادهم، على الرغم من أيام من الفوضى بالقرب من مطار كابول.

وأفاد بيان حكومي بأن طائرة تابعة لشركة "المصرية العالمية للطيران" هبطت في مطار تيرانا الدولي الساعة 03:20 صباحاً (01:20 بتوقيت غرينتش) وعلى متنها 121 شخصاً، بينهم 11 طفلاً. ولم يتضح ما إذا كانت هذه هي الرحلة الأولى بعد التفجيرين الانتحاريين، أو ما إذا كانت الطائرة التي هبطت في العاصمة الألبانية قد أتت مباشرة من أفغانستان.

وقالت وزيرة الخارجية الألبانية أولتا تشاكا: "كان الخوف من مثل هذه الهجمات هو الذي دفعنا بشدة إلى أن يأتي هؤلاء المواطنون في أقرب وقت إلى ألبانيا، حيث يبتعدون عن الخطر ويخشون على حياتهم".

وتخطط الحكومة للسماح لمن تم إجلاؤهم بالبقاء في ألبانيا مدة عام على الأقل، قبل انتقالهم إلى الولايات المتحدة للاستقرار النهائي.

نيوزيلندا تستكمل عمليات الإجلاء

بدورها، أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، اليوم الجمعة، استكمال قوات بلادها عمليات الإجلاء من أفغانستان قبل وقوع الهجوم الإرهابي في مطار كابول.

وذكرت أرديرن، في بيان نشره موقع رئاسة الوزراء، أن طائرة للقوات الجوية النيوزيلندية حطت الخميس في الأراضي الإماراتية قادمة من أفغانستان. وأكدت أنه لم يكن أي عنصر نيوزيلندي في مطار كابول خلال وقوع الهجوم الإرهابي.

السويد تنهي مهمات الإجلاء

من جانبها، أعلنت السويد أنها أنهت، اليوم الجمعة، عملياتها للإجلاء من كابول، بعدما أجلت أكثر من 1100 شخص منذ سقوط أفغانستان في أيدي "طالبان". وقالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند في مؤتمر صحافي، إن "الظروف الصعبة للغاية والمحفوفة بالمخاطر لم تسمح لنا بإجلاء مزيد من السويديين والموظفين المحليين".

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)