Skip to main content
تمارين من أجل ذاكرة أقوى: دع عقلك يتجول بحرّية
العربي الجديد ــ واشنطن
استخدم انتباهك لتتبع المعلومات (Getty)

تدريب العقل على التذكر بشكل أفضل يتطلب التركيز. وما نعتقد أنه مشكلة في الذاكرة، غالباً ما يكون في الواقع مشكلة انتباه.

فقد نرتكب خطأ، لأن شيئاً ما نعرفه لا يظهر في اللحظة التي نحتاجها، وينجم عن ذلك إحساس محبط وغامض بأننا يجب أن نعرف ذلك.

في مقالتها التي نشرتها على موقع "سي أن بي سي" تركز أميشي جا، عالمة الأعصاب والأستاذة في علم النفس على ثلاثة أمور مهمة يجب فعلها لنتذكر شيئاً ما بنجاح.

بروفة

استخدم انتباهك لتتبع المعلومات. الاسم الذي سمعته للتو عندما قدمت زميلة جديدة نفسها، أهم الحقائق من التدريب العملي الذي أنت فيه، تفاصيل تجربة ممتعة مررت بها للتو.

في المدرسة، عندما كنت تدرس بالبطاقات الوامضة، أو بطاقات الاستذكار، كانت هذه بروفة. عند مراجعة الفروق الدقيقة للحظة البهجة (على سبيل المثال، حفل زفاف عائلي، الخبز المحمص، طعم الكعكة) أو حفل مؤلم، يكون هذا أيضاً بروفة.

التفصيل

يتضمن التفصيل استخدام الانتباه لربط الخبرات أو المعلومات الجديدة بالمعرفة أو الذكريات التي لديك بالفعل. يمكنك تخزين ذكريات أكثر ثراءً من خلال التفصيل بهذه الطريقة.

مثال: تخيل أخطبوطا. الآن أقول لكم: الأخطبوط له ثلاثة قلوب. إذا لم تكن تعرف ذلك بالفعل، فأنت، كما تقرأ هذا، تربط تلك المعرفة الجديدة بتلك الصورة الموجودة لديك عن الأخطبوط.

في المرة القادمة التي تشاهد فيها واحداً أو مقطع فيديو لواحد، قد تتذكر فجأة، تلتفت إلى الشخص المجاور لك وتقول، "هل تعلم أن للأخطبوط ثلاثة قلوب؟".

الدمج

العمليتان المذكورتان أعلاه تدعمان تكوين الذاكرة الأولية. لكن الانتقال من هذه المراحل الأولية إلى تخزين المعلومات في شكل أكثر ديمومة على مدى فترة طويلة، وهذا ما يُعرف بالذاكرة طويلة المدى، يتطلب الدمج.

يتضمن ذلك تكوين روابط بين مجموعات محددة من الخلايا العصبية التي ترمز لعناصر الذاكرة عن طريق إعادة تشغيل نشاط الدماغ المستهدف. عمليات إعادة العرض المتكررة تقوي أثر الذاكرة على المدى الطويل.

التركيز الشديد على المهمة يمكن أن يضر بذاكرتنا. ففي محل البقالة وأنت تملأ عربة التسوق الخاصة بك وتتجه إلى المحاسب تسحب هاتفك. هناك بريد إلكتروني خاص بالعمل وآخر شخصي، تقرأهما كليهما، ثم تبدأ في صياغة رد على البريد الإلكتروني الخاص بالعمل.

تمر سريعاً إلى "تويتر" حيث رد شخص ما على شيء قمت بالتغريد عنه مسبقاً. تريد أن تكون داعماً، لذا تعيد تغريد مقال يلفت انتباهك.

لقد انتهيت من كل ذلك بينما المحاسب يبلغك عن الفاتورة، محملاً الأكياس البلاستيكية في عربة التسوق الخاصة بك، وتفاجأ بأن الأكياس القماشية الصديقة للبيئة التي أحضرتها لا تزال مطوية تحت ذراعك.

تبدو مألوفة؟ نحن نعيش حياة مزدحمة. والحال أنه لدى الوقوف في الطابور، يمكنك تأجيل فتح هاتفك والقيام بذلك لاحقاً. وهذا التوقف له فائدة أخرى مهمة أيضاً: فهو يدعم تقوية الذاكرة.

استراحة عقلية

هل خطرت لك فكرة رائعة أثناء الاستحمام؟ ربما لم يكن ذلك لأن رائحة الشامبو غمرتك. الحمام أجبرك على الاستراحة العقلية.

لا يمكنك أن تأخذ هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك هناك. لقد كنت محاصراً في ذلك الصندوق الصغير المبلل دون أن يتطلب أي شيء لفت انتباهك.

يمكن أن يؤدي التوقف عن العمل بدون مهام إلى بعض أكثر لحظاتنا إبداعاً وتوليداً، وقد تظهر أحلام اليقظة التي لا ترضي فحسب، ولكنها أيضاً تدعمك على المستوى الشخصي أو المهني. وهذا التوقف له فائدة أخرى مهمة أيضاً: فهو يدعم تقوية الذاكرة.

لذلك تذكر أن تنتبه عندما  تريد أن تتذكر، ولكن أيضاً دع العقل يتجول بحرية في كثير من الأحيان، لتتذكر بشكل أفضل.