Skip to main content
رحيل إدريس الخوري.. القصة القصيرة موطناً
العربي الجديد ــ الرباط
(إدريس الخوري، 1922 - 2022)

رحل أول امس الإثنين القاص والكاتب المغربي إدريس الخوري (1939 -2022) في العاصمة؛ الرباط، وهو الذي ينتمي إلى جيل الستينيات، حيث شكّلت الهوية سؤالاً أساسياً لديه في مرحلة ما بعد الاستقلال، وبرزت أزمات المجتمع وتناقضاته في كتاباته.

وُلد الراحل في مدينة الدار البيضاء وانخرط باكراً في صفوف اليسار حيث عمل في عدد من صحفه ومجلّاته مثل "المحرّر" لتي تحولت في ما بعد إلى يومية "الاتحاد الاشتراكي"، وبدأ نشر نصوصه الشعرية الأولى في الصحافة قبل أن ينتقل إلى القصة القصيرة، كما ترك العديد من المقالات والدراسات في المسرح والتشكيل والموسيقى والسياسة التي جمعها في كتابيْ "قريباً من النص بعيداً عنه"، و"كأس حياتي".

أصدر أول مجموعاته القصصية بعنوان "حزن في الرأس والقلب" عام 1973، وصعد اسمه إلى جانب محمد زفزاف ومحمد شكري ومحمد برادة ومصطفى المسناوي ومليكة مستظرف في عقد السبعينيات، حيث توالت إصداراته ومنها "ظلال" (1977)، و"البدايات" (1980)، و"الأيام والليالي" (1980)، و"مدينة التراب" (1988)، و"فضاءات، دار الكلام" (1989)، و"يوسف في بطن أمه" (1994)، و"بيت النعاس" (2008)، و"فم مزدوج" (2009).

يعد الراحل أحد رموز الحداثة الواقعية للقصة القصيرة المغربية

استمّد الخوري العديد من موضوعات قصصه من الثقافة الشعبية كما انفتح على الأشكال الكتابية وتقنيات السرد الجديدة حيث يعد أحد رموز الحداثة الواقعية للقصة القصيرة المغربية، معيداً الاعتبار للمهمش والمنسي في رسم شخصياته التي تعكس التحولات السياسية والاجتماعية في بلاده.

واهتمّ بتصوير الأمكنة التي عاشها في مشهديات شكّلت عنصراً مركزياً لتأثيث عالمه القصصي الذي تحتلّ المدينة فضاءها الأساس برصده الأحداث في الشارع والحيّ والمقهى، واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، والصراعات النفسية في دواخل الفرد وعلاقته بمكانه المديني.

وحول تمسّكه بكتابة القصة وعدم توجّهه للرواية التي راجت منذ التسعينيات، أشار في مقابلة صحافية سابقة إلى أن "القصة القصيرة هي اختصار لفضاء استثنائي وخاص يحاول من خلاله الكاتب أن يقبض على لحظة إنسانية معينة في مكان وزمن معينين، بخلاف الرواية التي أرى أنها تتسع لكثير من الانشغالات والحكي والطول والقصر".

وقال "اتحاد كتّاب المغرب" في بيان نعى فيه الخوري: "هكذا، ظل كاتبنا الراحل قاصا وناثرا وكاتب مقالة من الطراز الرفيع، يتميز بأسلوبه الخاص في الكتابة وبلغته المميزة له، في التعبير والسرد وصوغ المفارقات الاجتماعية، ما جعل تجربته القصصية وكتاباته عموما، ذات نكهة ساحرة، بما تضمره من سخرية وصفية ونقدية مبدعة".
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المزيد في ثقافة