Skip to main content
"حول تعليم الفنون": بين مركزية الرسمي وحيوية البديل
العربي الجديد ــ الإسكندرية
كلية الفنون الجميلة في الزمالك بالقاهرة، تصوير: مراد درويش

لم يعد أساسياً اليوم أن يدرس الفنان أو المخرج الفن التشكيلي أو السينما في مدارس الفنون الجميلة ومعاهد السينما الرسمية، فربما تفرض هذه المؤسسات طريقة ونمطاً في اختيار طلابها لا يخلوان دائماً من تعقيدات ومسابقات، مثلما قد لا يخلوان من الوسائط أو من المزاجية، فضلاً عن التدريس الكلاسيكي؛ فالمعاهد الرسمية ليست من النوع الذي يجدد مناهجه ويحدثها بسهولة.

لكن وفي عصر التعليم عن بعد، أصبحت الورش الافتراضية التي يقدمها فنانون ومخرجون عالميون متاحة وبأسعار معقولة. لا يتطلب الأمر سوى التفتيش عن أكاديمية للفنون تعمل عبر الإنترنت لتجد دروساً في السينما يعطيها مثلاً المخرج الألماني فرنر هيرتزوغ، ودروس في الكتابة الإبداعية تعطيها الروائية الكندية مارغريت أتوود، وورش أخرى في المسرح والفنون البصرية وطرق التصوير السينمائي والفوتوغرافي وكتابة السيناريو وغيرها. وتتنوع هذه الورش بين احترافية تقدم شهادة لمنتسبيها، وبين ورش سريعة لا تقدم شهادة من أي نوع.

تطرح هذه الجهات التعليمية المختلفة اليوم سؤالاً حول التعليم الرسمي، وإمكانيات هذا التعليم البديل، وفي هذا السياق تأتي المناقشة التي تدور بين الأكاديميتين ناريمان أبو السعود وهدى ذكري والمخرج حسام السواح، عند السابعة والنصف من مساء اليوم في وكالة "بهنا" في الإسكندرية تحت عنوان "حول تعليم الفنون".

تتناول المناقشة المفتوحة فرص تعليم الفنون المتاحة من التعليم الأكاديمي والبرامج البديلة والتعليم الذاتي، والفارق بينهم، حيث تنطلق أبو السعود وذكري من موقعين مختلفين تجاه مؤسسات التعليم في مصر، لطرح أسئلة عن أنماط تعليم الفنون المختلفة المتمثلة في الأكاديمية الرسمية والبرامج البديلة والتعليم الذاتي.

يناقش فيلم "كويس" جدوى دراسة الفنون في ظل الفساد والاستغلال السلطوي من قبل الإدارة التعليمية

الأسئلة التي تناقشها الندوة تفكر في الكيفية التي تساهم بها المنظومة التعليمية للفنون في تشكيل المشهد الفني وكيف تؤثر في طبيعة الإنتاج الفني المصري، وكيف يمكن تخطي النقاش الثنائي للبديل في مواجهة الرسمي، وهل يمكن الوصول لطرح أكثر رحابة يسمح بإيجاد أطُر لتعليم الفنون تتجاوب وتتفاعل مع احتياجات طلبة الفنون والوضع العام.

كذلك يتناول المشاركون تجربة المدونة الصوتية "كلية الفنون الجميلة: التحقق من الأسطورة"، التي أطلقتها أبو السعود، حيث تناقش الندوة دور الميديا والسينما في تأصيل صورة نمطية معينة عن دراسة وممارسة الفنون في مصر ومدى توافقها مع الحقيقة.

يعرض في الأمسية فيلم "كويس" لحسام السواح، الذي أنجزه عام 2006، ويتناول المنهج التعليمي في أكاديميات الفن في مصر وخاصة كلية التربية الفنية، حيث تخرج منها العديد من الفنانين الذين يعملون في المشهد الفني المعاصر في القاهرة، بالرغم من تدهور سير التعليم في الكلية. 

ارتكز الفيلم على لقاءات مع أكثر من 80% من طلاب السنتين الرابعة والخامسة أي النهائية، وناقش جدوى دراسة الفنون في ظل الفساد والاستغلال السلطوي من قبل الإدارة التعليمية، وعلاقة ذلك بالمواقف اليومية التي تتخلل دراسة الفنون، حيث قدم المشاركون في الفيلم شهادات من تجاربهم الشخصية.