Skip to main content
جورجيا أوكيف.. في تذكُّر فنانة طليعية
العربي الجديد ــ باريس
"باحتي الأمامية، صيفاً"، زيت على قماش، 1941 (من المعرض)

مثل كثيرٍ من التشكيليات البارزات، ومن الفنّانات والكاتبات والمفكّرات بشكل عام، ما يزال اسم الرسّامة الأميركية جورجيا أوكيف (1887 ــ 1986) مجهولاً لدى الجمهور الكبير، وحتى لدى جزء من المهتمّين بالفنون البلاستيكية، وذلك رغم أنها تُعتبر من أهمّ الأسماء التشكيلية في الولايات المتّحدة خلال القرن العشرين، وواحدة من مؤسّسي ما يُعرف بالمدرسة الإتقانية (Precisionism).

وإن كان هذا التيار الفني لم يترك الأثر الكبير في التشكيل الأميركي المعاصر، لتنوّع رؤاه والاختلاف الكبير في الأعمال التي تُنسَب إليه، ما صعّب مهمّة تعريفه والتأريخ له، فإن جورجيا أوكيف حافظت شخصياً على موقع أساسي بين رسّامي جيلها، حيث يُنظَر إليها فنانةً طليعية حاولت الجمع بين دقّة التصوير ــ حتى في أعمالها التجريدية ــ وتعبيرية الإحساس الذاتي، كما أنها معروفة باعتبارها أوّل امرأة تشارك، عام 1929، في معرض فني بـ"متحف الفن الحديث" في نيويورك.

حتى السادس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل، يحتضن "مركز جورج بومبيدو" للفن المعاصر والحديث، في باريس، معرضاً استعادياً لتجربة أوكيف، يحمل اسمها، ويضمّ ما يقرب من 100 عملٍ وقطعة لها، بين لوحات ورسومات وصور فوتوغرافية، بما يمثّل "نظرة متكاملة لتجربتها الفنية"، بحسب بيان المعرض.

الصورة
"باب أسود، مع لون أحمر"، زيت على قماش، 1954 (من المعرض)

عبر أعمال من مختلف مراحل مسيرتها التي امتدّت على نحو ثمانية عقود، يسعى المعرض إلى تقديم صورة عن تطوّر فن أوكيف التي عاصرت مختلف المدارس التشكيلية في الولايات المتّحدة خلال القرن العشرين، بدءاً من الحركة التحديثية في العشرينيات ووصولاً إلى ما عُرف بتيّار "الحافّة الحادّة"، التي كانت من مؤسّسيها في ستينيات القرن الماضي، رغم رفضها لاحقاً لأيّ من هذه التسميات.

يتّخذ المعرض مساراً زمنياً، حيث البداية مع أوّل اشتغالات الفنانة، في العقد الأوّل من القرن الماضي، والتي تصوّر فيها سهول تكساس ومناظر طبيعية، مروراً بلوحات العشرينيات والثلاثينيات التي تنتقل فيها لرسم مشاهد حضرية، ولا سيّما من نيويورك، وبسنوات الأربعينيات التي رسمت خلال مئات اللوحات التي لا تحضر فيها إلا تنويعاتٌ مجدّدة على الزهور، وانتهاءً بفترتها التجريدية، التي يمكن تلمّسها بدءاً من الستينيات.

الصورة
جزء من "السماء فوق الغيوم، 4"، زيت على قماش، 1965 (من المعرض)

يتيح المعرض الوقوف على سِعة تجربة أوكيف، خصوصاً إذا ما قُورنت بفنانين آخرين من جيلها، ارتبطت أسماؤهم بطريقة واحدة في الاشتغال الفني؛ أما هي، فلم تكفّ عن تجديد نفسها، وعن التميُّز في كلّ مرحلةٍ ومدرسة من المراحل والمدارس التي طبعت مسيرتها، لتظهر انطباعيةً من طراز رفيع في لوحاتها الانطباعية، وتكعيبيةً مجدّدة في تلك التكعيبية، وفنانة تجريدية من نوع نادر، كما تعبّر عن ذلك اللوحات التي رسمتها في العقدين الأخيرين من حياتها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المزيد في ثقافة