Skip to main content
مليشيات الحشد تمنع تأهيل مصفاة بيجي
أحمد النعيمي ــ بغداد
مطالب بتحرير المصفاة من المليشيا (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
طلب مجلس محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) من الحكومة العراقية إخلاء مصفاة بيجي، أكبر المصافي النفطية في البلاد، من مليشيات الحشد الشعبي التي استولت على المصفاة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015، بعد سيطرتها على المدينة بالكامل إثر معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ودعا المجلس الحكومة العراقية إلى ضرورة إخلاء المصفاة للسماح بإعادة تعميرها وتأهيلها، محذراً من استمرار ما وصفه بـ"عسكرة المصفاة".

ودعا محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري، في تصريح صحافي، "قيادات الحشد الشعبي والقيادات الأمنية الأخرى إلى الخروج من المصفاة والتمركز في محيطها وإخلاء أبنيتها كافة من التواجد الأمني. وبيّن أن" فصائل الحشد الشعبي ما زالت تتخذ من المصفاة مقراً لها، ولا بد من إخلائها قبل المباشرة بعمليات إعادة التأهيل والتشغيل وإعادة الكوادر العاملة". واعتبر أن كل يوم يمر على مصفاة بيجي من دون المباشرة بعمليات إعادة التأهيل يعتبر خسارة كبيرة للعراق.

وتسبب استيلاء مليشيات الحشد على المصفاة بتعطيل نحو 12 ألف عامل وموظف عن العمل، لعدم السماح لهم بالعودة ومزاولة أعمالهم أو حتى السماح بعمليات إعادة التأهيل اللازمة، بحسب مصادر "العربي الجديد".

ودارت معارك ضارية بين القوات العراقية ومليشيات الحشد المساندة لها من جانب وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جانب آخر داخل مصفاة بيجي قبل استعادة المدينة، أسفرت عن أضرار فادحة بالمصفاة نتيجة عمليات القصف المتبادلة وتفجير السيارات المفخخة والألغام والعبوات الناسفة.

وكشفت مصادر أمنية في قيادة عمليات صلاح الدين أن مليشيات الحشد الشعبي بعد سيطرتها على مصفاة بيجي قامت بنهب كل محتوياتها وآلياته الثقيلة والخفيفة ووحداتها الإنتاجية باهظة الثمن، ونقلتها إلى المحافظات الجنوبية ومناطق أخرى.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "مليشيات الحشد قامت بنقل أجزاء كبيرة من المصفاة بشاحنات عملاقة، بعدما قامت بتفكيكها، واتجهت بها نحو إيران ومناطق الجنوب فضلاً عن نهبها لمنشأة الحراريات جنوب مصفاة بيجي المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية".

واعتبر المهندس سامر التميمي أن "تأهيل مصفاة بيجي صعب جداً في الفترة الحالية. فالمبالغ الضخمة التي تحتاجها عملية إعادة التأهيل لا تقدر الحكومة على توفيرها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. خاصة أن المليشيات نهبت أهم الوحدات الإنتاجية والآليات ونقلتها إلى مدن أخرى". وبيّن التميمي لـ"العربي الجديد" أن "الإنتاج النفطي العراقي خسر 310 آلاف برميل يومياً، وهي الكمية التي تنتجها مصفاة بيجي".

وتابع التميمي: "عملية إعادة التأهيل تحتاج إلى تأمين كافة الأنابيب الناقلة من كركوك إلى المصفاة، والتي تمر بمناطق ما زالت ساخنة، فضلاً عن رفض مليشيات الحشد الخروج من المصفاة".