Skip to main content
متظاهرو العراق يقضون عيدهم الأول بالساحات: عيدنا محاسبة القتلة

براء الشمري ــ بغداد
 

فيما يحتفل العراقيون بعيد الفطر، قرر الكثير من المحتجين قضاء أيام العيد في ساحات الاحتجاج حتى تحقيق جميع مطالبهم، كما توجه أقارب قتلى التظاهرات إلى المقابر لزيارة ضحايا الاحتجاجات.

ويقترب الحراك الاحتجاجي في العراق من دخول شهره التاسع، منذ تفجر الاحتجاجات الشعبية في مدن جنوب ووسط البلاد والعاصمة بغداد، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يفارق المتظاهرون ساحات الاحتجاج على الرغم من تراجع أعدادهم بشكل كبير إثر جائحة كورونا.

محمد عيسى، وهو أحد ناشطي تظاهرات ساحة التحرير في بغداد، اعتبر أن الوفاء لضحايا الاحتجاجات يتطلب من بقية المتظاهرين قضاء عيدهم في ساحات الاحتجاج، مؤكداً لـ"العربي الجديد" بأن الحراك مستمر حتى تحقيق جميع المطالب، وأن الحركة الاحتجاجية ستعود بقوة بعد الخلاص من جائحة كورونا.

ولفت إلى أن ساحة التحرير سجلت يومي الأحد والإثنين مشاهد مؤلمة حين استقبلت آباء وأمهات وزوجات وأطفال الضحايا الذين قدموا إلى الساحة لإحياء ذكرى قتلاهم.

وأكد ناشطون في احتجاجات محافظة ذي قار، جنوبي البلاد لـ"العربي الجديد"، أن المتظاهرين قرروا عدم مفارقة ساحات الاحتجاج تحت أي ظرف، واعتبر أحدهم أن "عيدهم الحقيقي هو في الخلاص من أحزاب السلطة الفاسدة"، مبيناً أن أغلب المحافظات شهدت تواجداً للمتظاهرين في ساحات الاحتجاج خلال يومي العيد في رسالة للسياسيين مفادها أن "غضب الشارع منكم لن ينتهي حتى رحيلكم".

ونشر الناشط حيدر السراي، على حسابه في موقع "تويتر"، صورة لأسرة عراقية ذهبت إلى ساحة التحرير لإحياء ذكرى ولدها الذي قُتل في الاحتجاجات، مضيفاً "هذه عائلة واحدة من الذين يطلقون عليهم عبارة أبناء السفارة، أتوا يتذكرون ابنهم في ساحة التحرير اليوم لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى النجف". وختم بعبارة "عيديتنا محاسبة القتلة".

ووجهت رشا رسالة إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، في تغريدة على تويتر، قالت فيها "الكاظمي قبل أن تقوم بتهنئة الشعب برسالة عليك محاسبة قتلة شهدائنا شهداء ثورة أكتوبر/تشرين الأول٨٠٠ شهيد، نريد قاتلهم ينال جزاءه #عيديتنا_محاسبة_القتلة"، وذلك رداً على رسالة رئيس الوزراء التي هنأ فيها العراقيين بعيد الفطر.

أما حساب "التظاهرات العراقية السلمية"، فقال، في تغريدة على موقع "تويتر": "كلنا سنحتفل بالعيد مع أحبابنا، كلنا سنضحك مع عوائلنا، كيف حال أمهات الشهداء، وكيف سيستقبلن العيد، هذا أول عيد بدون أولادهن".

كما وثق حساب كرار الدليمي على موقع "تويتر" ما قال إنه وقت دخول أسر قتلى التظاهرات في محافظة ذي قار وهم يدخلون إلى مقبرة النجف، وهم يرددون هتاف "شلون تريد تعيد ودم إخوانك عالزيتون"، في إشارة إلى جسر الزيتون في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) الذي شهد مقتل عشرات المتظاهرين على يد القوات الأمنية والمليشيات خلال الاحتجاجات التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي السياق، قال "ملا عبود الكرخي"، في حسابه على موقع "تويتر": "لا بارك الله فينا إن عيدنا أو احتفلنا قبل إرجاع الوطن الذي أُريقت دماء شهدائنا لأجله، والرحمة والغفران والخلود لشهدائنا".