مايا يوسف.. نصف تطبيع
انسحبت عازفة القانون السورية مايا يوسف من المشاركة في "مهرجان أحباب" الموسيقي في لندن، احتجاجاً على تنظيم حفل مشترك لها مع عازفين إسرائيليين من دون إبلاغها مسبقاً بذلك، لتبدأ بعدها حفلة التهليل لموقفها "البطولي" من قِبل جوقة النظام في دمشق، في إخفاء لجملة حقائق أوّلها أن الحفل كان مقرّراً منذ فترة طويلة، ولم تبدِ يوسف اعتراضها لولا أن كشف نشطاء في مقاومة التطبيع خبر مشاركتها.
المهرجان الذي ينطلق في العاصمة البريطانية في العاشر من الشهر المقبل ويستمر لثلاثة أيام، وزّعت منذ شهر دعواته وبوستر يوّضح أن حفل افتتاحه سيكون مشتركاً بين مايا يوسف والموسيقيين الإسرائيليين غاي شالوم ويائير دلال، ولا معنى لتأخّر ردّة فعل الفنانة السورية كلّ هذا الوقت، وادّعائها عدم معرفتها بأسماء الفنانين الذين يتقاسمون معها الحفل.
وكانت يوسف أصدرت بياناً بالإنكليزية تزعم فيه بأنها "انسحبت فور علمها بمعطيات الحفل"، مطالبةً المنظّمين إلغاء ملصق المهرجان الذي يتضمّن اسمها وحذف جميع المواد الإعلانية، غير أن تعليلها أسباب ذلك أثار تساؤلات حول "وطنيتها" وحجم معرفتها بحقيقة إرهاب الكيان الصهيوني بوصفه استعماراً إحلالياً، فهي تقول بعد نفيها أي عداء للدين اليهودي إن "إسرائيل بلد فصل عنصري"، وكأن الفنانة البطلة لا ترى سبعة عقود من وجوده "غير الشرعي"، لكنها تعترض فقط على "تمييزه العنصري"!
ملاحظة أخيرة ربما غابت عن البعض، وهي أن يوسف نفسها قد شاركت في الدورة السابقة من هذا المهرجان التطبيعي من دون أن يرفّ لها جفن.