Skip to main content
ماذا تعلّم الإعلام الأميركي في 2016؟
العربي الجديد ــ واشنطن
انفصل الإعلام الأميركي عن المواطنين العاديين (جول ساماد/فرانس برس)


اعتبر الصحافي، جيم روتنبرغ، أن الإعلام الأميركي تعلّم دروساً مهمة في العام الحالي، مؤكداً أن الدروس لا تنحصر في الأخطاء التي ارتكبها، بل تشمل تصرفاته الصائبة، وفقاً لمقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الأحد.

ورأى روتنبرغ أن أخطاء الإعلام الأميركي ترسخت هذا العام، إذ فشل في تقدير مدى قوة وفاعلية الغضب المؤثر في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأشار إلى أن هذا الفشل سببه "إدمان" الإعلام على استطلاعات الرأي التي تنبأت بفوز المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى اعتماده على مصادر مخضرمة رأت قواعد السياسة الأميركية أنها غير قابلة للتغيير، بينما انفصل عن المواطنين الأميركيين العاديين.

في المقابل، لفت إلى أن صواب الإعلام الأميركي لم يلق التقدير الذي يستحقه، معتبراً أن الصحافيين أبدوا حزماً ونشاطاً في مواجهة التصريحات الزائفة في الحملة الانتخابية الأخيرة أمام مرشح "فريد من نوعه حقق مستويات قياسية في إطلاق الادعاءات الكاذبة"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.

وفي هذا المجال، سلّط روتنبرغ الضوء على التقارير حول التقارب الواضح بين ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية للظهور المدفوع لمستشار ترامب للأمن القومي، مايكل تي فلين، على قناة "روسيا اليوم"، والتدقيق في مصالح المتبرعين الأجانب لمنظمة كلينتون الخيرية، والتقارير حول علاقات كلينتون مع مؤسسة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية والاستثمارية.

وأشار إلى التقارير الإعلامية حول الممارسات غير القانونية في منظمة ترامب الخيرية وتهربه من دفع الضرائب، مؤكداً أن الإعلام الأميركي لم يتجاهل قضية البريد الإلكتروني الخاص بكلينتون، وفق ما أشيع.

في المقابل، رأى روتنبرغ أن التصرفات الإعلامية الصائبة تداخلت مع التصرفات الخاطئة بشكل استحال منعه، لافتاً إلى أن الإعلام الأميركي غطى فضائح ترامب المتعلقة بالتحرش الجنسي، باعتبارها سابقة عند مرشح رئاسي.

ونقل عن الكاتب الأميركي في الصحيفة نفسها، مايكل غودوين قوله إن "الإعلام تعامل مع تصرفات ترامب الغريبة باعتبارها دليلاً على عدم أهليته، بينما بدا واضحاً أن هذه التصرفات ليست معياراً، على الأقلّ بالنسبة للناخبين في الولايات الأميركية التي حسمت نتائج الانتخابات الأميركية لصالحه".

وأضاف غودوين أنه "كان واضحاً أن نظرة الـ63 مليون ناخب الذين صوتوا لصالح ترامب تختلف عن نظرة مراسلي صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست والمؤسسات الإعلامية الأخرى". علماً أن غودوين يعدّ من مؤيدي ترامب، ويعتبر نفسه "ديمقراطيا محافظا"، وكان قد انتقد التغطية الإعلامية لترامب مرات عدة، وخاصة تغطية "نيويورك تايمز" حيث يعمل.

لكن روتنبرغ رأى أن موقف أي شخص إزاء التحيز الإعلامي يتداخل غالباً مع موقفه السياسي، مشيراً إلى أن مؤيدي كلينتون اعتبروا أيضاً أن التغطية الإعلامية كانت غير منصفة وسلبية، وخاصة تغطية قضية البريد الإلكتروني.

وأكّد أخيراً أن التغطية الإعلامية لأي موضوع يجب أن تنحصر في نقل الوقائع، معارضاً الاعتماد على موقع "تويتر" للحصول على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب. وأشار إلى أن أي تصرف خاطئ من قبل الإعلام لا ينفع سوى الساعين إلى تقويض حرية الصحافة لأغراضهم السياسية.