Skip to main content
فالس يغادر "الاشتراكي" ويلتحق بحركة ماكرون مرشحاً برلمانياً
محمد المزديوي ــ باريس

في ارتباط وثيق بفوز إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قرر رئيس الحكومة السابق، مانويل فالس، الانضمام إلى حركة رئيس الجمهورية الجديد، طالبا منها منحه التزكية للترشح على قوائمها، وفي إطار "الأغلبية الرئاسية".

وكما توقع كثيرون، فإن قرار فالس، المرشح في الانتخابات الفرعية لـ"الحزب الاشتراكي"، التي فاز بها بونوا هامون، في التصويت، من الدورة الأولى للرئاسيات، لصالح ماكرون، في خيانة صريحة لحزبه ولتعهداته المكتوبة، كان يشكل قرار مغادرة نهائية لـ"الاشتراكي".

وعبّر فالس، اليوم الثلاثاء، عن رغبته في أن يكون مرشح حركة "الجمهورية، إلى الأمام"، التي أوصلت ماكرون إلى الإليزيه، في الانتخابات التشريعية المقبلة. 

ولم يكن الأمر مجرد مصادفة أو مبادرة من فالس، الذي ظلّ إلى آخر دقيقة يؤكد على أنه، ورغم "خيانته"، باقٍ في "الحزب الاشتراكي"، وأنه سيترشح باسمه، بل كان تلقُّفاً لتصريح للمرشح ماكرون، بعد دعوة فالس للتصويت لصالحه، نفى فيه رغبته في منح فالس أي دور في طاقمه وحكومته، وإن كان نصحه بالانسحاب من "الحزب الاشتراكي" حتى يجد له مكانا في حركة "إلى الأمام"، ويترشح باسمها.



وليس من المستغرب أن يَرِدَ اسمُ المرشح فالس على قوائم "إلى الأمام" الخميس المقبل، وهو التاريخ الذي ستكشف فيه حركة ماكرون عن مرشحيها على كامل التراب الفرنسي.       

وعَزَا فالس، الذي كان يتنبّأ بفشل ماكرون في الانتخابات الرئاسية، فوز الرئيس المنتخب إلى "جو الحرية التي سادت في معسكره"، على خلاف الوضع في "الحزب الاشتراكي"، الذي تنهشه الصراعات والتيارات، معترفاً بفشله في تغيير اسم الحزب.

وكان فالس من أشد المطالبين بتغيير اسم الحزب، بعد تغيير حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني لاسمه، وتفكير "الجبهة الوطنية" في الشيء نفسه، وهو ما ستُقدم عليه قريبا، لولا أن قياديين نافذين في الحزب رفضوا مقترحه، بشدة، وطالبته مارتين أوبري بمغادرة الحزب إن لم يكن يحس بأنه اشتراكي.

وفي محاولة لطمأنة ماكرون وحركته بحسن نواياه، أعلن أنه ليس بصدد الإعداد لِكَمينٍ ضد الرئيس الجديد، "أريد نجاح ماكرون (...) كما أدعو كل النواب الذين انتهت ولايتهم، التقدميين منهم، الذين دعوا للتصويت لصالح ماكرون، قبل الدورة الأولى، والذين أمِلوا في فوزه، للحاق بماكرون. أنا سأكون مرشحا للأغلبية الرئاسية، وأريد أن أسجل نفسي في هذه الحركة".

وحتى يمنح لنفسه بعض الشرف، أضاف فالس: "لنتحدث بصراحة، إننا نجد أنفسنا في القسم الأكبر من مقترحات الرئيس ماكرون. وعلى أي حال فالكثير من المقترحات حملتها أنا أيضا".

وكما لو أنه يودّع رفاق الأمس، وعلى طريقته العنيفة، التي لا تغادره، وكأنما يريد أن يقنع نفسه بهذا القرار الحاسم في تاريخه، كرَّر لازمته الشهيرة: "مات الحزب الاشتراكي"، وأضاف: "الحزب الاشتراكي تاريخٌ بالنسبة لي، وكنتُ متعلقا به، ولكنه مات، ويجب عليه أن يتجاوَزَ نفسَه".




يذكر أن هذا الانسحاب من "الحزب الاشتراكي"، والذي ستعقبه انسحابات أخرى، بلا أدنى شك، لأنصار فالس وغيره من النواب والمسؤولين الذين اختاروا المرشح ماكرون ضد مرشح حزبهم، سيعزز من مكانة بونوا هانون وأنصاره، ولو أن الحزب لا يُعوّل على نصر كبير في التشريعيات.

كما أن هذا القرار الصعب، ممن كان يعتبر نفسه تلميذا لرئيس الحكومة الراحل ميشيل روكار، يمكنه أن يمنح الحزب "بعض السكينة، ويقيه من الانفجار"، خصوصا أن قاعدة عريضة منه، خاصة من الشباب، تطالب، بشدة، بطرد كل من التحق بالمرشح ماكرون.

ومن جهته، أعلن ناطق باسم حركة "الجمهورية، إلى الأمام" أنه لا علم لدى حركته بانضمام مانويل فالس، مطالبا رئيس الحكومة السابق بتقديم ترشحه، بسرعة، قبل إغلاق الترشيحات، غدا الأربعاء.

وفي وجه كل الذين تنبأوا بموته السياسي، لا يزال "السيد 5 في المائة"، كما يلقب، قادرا على النهوض من كل كبواته. 

ويراهن مانويل فالس على لعب دور كبير في البرلمان المقبل، على رأس تيار "تقدمي إصلاحي"، في تناغم مع سياسة ومشروع ماكرون لفرنسا.

وبحسب مراقبين، فإن الرهان الجديد، هذه المرة، هو هل سيبقى فالس، الذي "طعن" رئيسه فرانسوا هولاند، باعتراف هذا الأخير، و"خان" حزبه ( وهو ما جر عليه وابلا من الشتائم، تصفه بالرجل الذي لا شرف له، والوضيع)، وفيا لرئيسه الجديد، ماكرون.