Skip to main content
ظريف من الهند: كنا نتوقع تفجيرات الفجيرة "المشكوك في أمرها"
العربي الجديد ــ طهران

في أول تعليق له على تفجيرات الفجيرة، الأحد الماضي، والتي استهدفت أربع سفن إماراتية وسعودية، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، من العاصمة الهندية نيودلهي، عن قلقه "من التصرفات والأعمال التخريبية المشكوك في أمرها، والتي تحدث في الوقت الراهن في المنطقة"، مضيفا "كنا قد توقعنا أن البعض سيحاول زيادة التوتر في المنطقة من خلال مثل هذه الأعمال".

وتأتي هذه التصريحات في حين تتهم أوساط إقليمية وأميركية طهران بالضلوع في تفجيرات الفجيرة، وهي تهمة نفتها السلطات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى "عناصر أجنبية" أو "أطراف ثالثة".

ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء المحسوبة على الخط الإصلاحي، عن ظريف قوله إنه تباحث بشأن قضايا إقليمية في لقائه مع نظيره الهندي سوشما سواراج، قائلا "ناقشنا قضايا إقليمية وسياسات خطرة تسعى جهات متطرفة في الإدارة الأميركية والمنطقة إلى فرضها، وهناك قلق من تصرفات وأعمال تخريبية تحدث حاليا في المنطقة".

وأضاف ظريف "توقعنا أن البعض سيحاول زيادة التوتر في المنطقة من خلال مثل هذه التصرفات"، من دون أن يسمّيهم.

كما لفت الوزير الإيراني إلى أنه ناقش مع سواراج آخر التطورات المرتبطة بالاتفاق النووي والقرارات الأخيرة لبلاده في هذا الشأن، القاضية بتعليق تعهدات نووية، موضحا أنه "كما نشرح مواقفنا لمن هم شركاؤنا القريبين منا مثل روسيا، فقد وضحّناها أيضا في اجتماع اليوم (مع الوزير الهندي)".

وقال إن الجانبين أجريا أيضا مباحثات بشأن "الطاقة وميناء جابهار (الإيراني) وتطورات أفغانستان وأهمية مكافحة الإرهاب"، معتبرا أن مواقف البلدين في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية "قريبة".


وكانت نيودلهي قد اقترحت على طهران، في وقت سابق من الشهر الجاري، مقايضة السلع، فيما أعلنت إسلام آباد نيتها استيراد الغاز الإيراني، وذلك بعد مرور سنة على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

واقترح السفير الهندي لدى طهران، غدام دارمندرا، خلال لقائه مع رئيس الغرفة التجارية الإيرانية غلام حسين شافعي، تبادل السلع مع إيران لمواصلة التجارة البينية، وتجاوز عقبة العقوبات الأميركية على المعاملات المالية والمصرفية.

والهند أكبر مستورد للنفط الإيراني بعد الصين، ومع احتساب الصادرات النفطية الإيرانية، فقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى قرابة 15 مليار دولار قبل العقوبات.

ويشكل النفط الخام والبتروكيميائيات معظم الصادرات الإيرانية إلى الهند، فيما الأخيرة تصدر إلى إيران الرز والفولاذ والأدوية وسلعاً صناعية.

ويلاحظ خلال الفترة الأخيرة تنقل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بين عواصم محيطة لبلاده، لتكون نيودلهي هي المحطة الأخيرة التي وصل إليها ليلة أمس بعد زيارة لتركمانستان كانت الثانية له في غضون أقل من شهر.

وبعيد وصوله إلى العاصمة الهندية، قال الوزير الإيراني في سياق حديثه عن أهداف زيارته، إن البلدين "يتشاوران دائما في مختلف المجالات، وهذه الزيارة أيضا تأتي في هذا السياق"، معتبرا أن الهند "أحد أقرب شركاء إيران وتربطنا علاقات واسعة خاصة في المجال الاقتصادي".

ولفت ظريف إلى "وجود آلية مالية خاصة بين إيران والهند في المجالات الاقتصادية"، قائلا إن الهند أحد أكبر مشتري النفط الإيراني.

ووصف الوزير الإيراني زيارته إلى تركمانستان بـ"الجيدة"، قائلا إنه تباحث فيها مع المسؤولين التركمانستانيين حول التعاون الثنائي في مجالات مختلفة.

وبحسب وكالات أنباء إيرانية، تهدف جولة ظريف الإقليمية إلى تعزيز العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي، وفي مجالات التجارة والنقل والطاقة والجمارك والتباحث بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وزار ظريف خلال الشهر الماضي، تركمانستان في إطار جولة في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، شملت جورجيا وقرغيزيا أيضاً.

وتأتي هذه الجولات لوزير الخارجية الإيراني في سياق استدارة واضحة لبوصلة السياسة الخارجية الإيرانية نحو الجيران في ضوء السياسات الغربية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص، وذلك بغية التغلب على العقوبات الأميركية وتداعياتها الكبيرة.