تصاعد الانتقاد الإيراني لأوروبا بشأن الاتفاق النووي... وظريف بالهند

تصاعد الانتقاد الإيراني لأوروبا بشأن الاتفاق النووي... وظريف في الهند

14 مايو 2019
رمت إيران الكرة في الملعب الأوروبي (Getty)
+ الخط -

فيما تتجه الأنظار نحو أوروبا واجتماعاتها بشأن إيران، في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد بين واشنطن وطهران، وخصوصا بعدما رمت الأخيرة الكرة في الملعب الأوروبي، لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي عبر اتخاذ سلسلة قرارات مرحلية علّقت تنفيذ بعض تعهداتها، تؤكد الأنباء الواردة من إيران أن أوروبا لم تقم بشيء، حتى اللحظة، يلبي مطالبها في المجالين النفطي والمصرفي.

يأتي ذلك فيما يزور وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الهند حالياً بعد تركمانستان في سياق استدارة واضحة لبوصلة السياسة الخارجية الإيرانية نحو الجيران في ضوء السياسات الغربية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص.

وأعلن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني أن الأوروبيين "لم يقدموا على أيّ خطوة بعد مرور 10 أيام على مهلة الشهرين"، التي منحتها السلطات الإيرانية لهم لتنفيذ ما تعتبره تعهدات أوروبية منصوصاً عليها في الاتفاق.

ونقل النائب حسين علي حاجي دليجاني عن لاريجاني، قوله لوكالة "فارس" الإيرانية، خلال اجتماع مغلق اليوم الثلاثاء للبرلمان الإيراني، إن "أوروبا طيلة عام بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي لم تفعل شيئا في ما يخص القضايا المالية في إطار الاتفاق، ومهلة الشهرين تعتبر فرصة جديدة لها"، مضيفا أن "أمام الأوروبيين 50 يوما كفرصة لتسهيل المعاملات المالية لإيران بعد عدم قيامهم بشيء خلال الأيام العشرة التي مرت على المهلة".

من جهته، قال النائب حاجي دليجاني إن "أوروبا حتى لم تنفذ آلية إنستكس المالية، والتي لا تجلب أساسا أي منفعة لإيران"، مؤكدا أن بلاده لم تلاحظ "أي خطوة صغيرة يقوم بها الأوروبيون، لذلك فالرهان عليهم لاتخاذ خطوة عملية خلال شهرين عبثي".

وأضاف أنه بحسب آلية "إنستكس" لدعم التجارة مع إيران والتي أسستها الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) خلال يناير/كانون الثاني الماضي، "كان من المقرر أن تبيع إيران نفطها لأوروبا، وفي المقابل تستورد مواد غذائية والأدوية والمعدات الطبية".

كما دعا العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني، الأوروبيين إلى "تنفيذ تعهداتهم بدل الحديث عن التزامهم بها"، قائلا إنهم "لا خيار أمامهم إلا تنفيذ هذه الالتزامات، وعلى وجه الخصوص الفرنسيين الذين كانوا في مقدمة الساعين للتوصل إلى الاتفاق النووي".

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لو دريان، قد وصف، الأحد، تهديد إيران بتعليق تنفيذ بعض التعهّدات التي كانت قطعتها في إطار الاتّفاق النووي المبرم عام 2015، بأنّه "ردّ فعل سيّئ" من جانبها، داعياً طهران إلى إظهار "نضج سياسي".

من جانبه، أرجع النائب الإيراني نقوي حسيني "عدم التزام أوروبا بتعهداتها" إلى "وجود نقاط ضعف في الاتفاق النووي"، موضحا أنه "كان ينبغي أن يتضمن الاتفاق آلية للتعاطي مع احتمال انسحاب أطراف منه، لكنها غير موجودة فيه".

وذكر النائب الانسحاب الأميركي مثالا على ذلك، وقال إن بلاده لم تستطع رفع دعوى لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، "بسبب الضعف في الاتفاق النووي، لا نستطيع أن نرفع شكوى إلى المحكمة ضد أوروبا أيضا".

وكانت وكالة بلومبيرغ قد نقلت عن مصادر مطلعة أن طهران حددت للأوروبيين شرطين للبقاء في الاتفاق النووي، هما "تصدير مليون و500 ألف برميل من النفط يوميا، والحصول على عوائدها بالعملة الصعبة".

وفي الثامن من أيار/مايو، أعلنت إيران تعليق تنفيذ تعهدات في الاتفاق النووي في حال لم تتوصل الدول الأخرى الموقّعة على الاتفاق إلى حلّ خلال ستين يوماً لتخفيف آثار العقوبات الأميركية على القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيَيْن.

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، قد أكدت أمس الإثنين أن الاتحاد يدعم بقوة تنفيذ الاتفاق النووي، داعية إلى تجنب أي تصعيد مع إيران.

وبعد اجتماع بروكسل لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، بحضور وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الإثنين، أكدت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي يحث دائما على مفاوضات سياسية مع طهران.

وقالت إنه خلال الاجتماع تم التأكيد لبومبيو على "أننا نعيش لحظة فارقة وحساسة ومسؤولة وعلينا أن نتجنب أي تصعيد عسكري محتمل".



زيارة ظريف

يلاحظ خلال الفترة الأخيرة، تنقل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بين عواصم محيطة لبلاده، لتكون نيودلهي هي المحطة الأخرى التي وصل إليها ليلة أمس من زيارة لتركمانستان كانت الثانية له في غضون أقل من شهر.

وبعد وصوله إلى العاصمة الهندية، قال الوزير الإيراني في سياق حديثه عن أهداف زيارته، إن البلدين "يتشاوران دائما في مختلف المجالات، وهذه الزيارة أيضا تأتي في هذا السياق"، معتبرا الهند "أحد أقرب شركاء إيران وتربطنا علاقات واسعة خاصة في المجال الاقتصادي".

ولفت ظريف إلى "وجود آلية مالية خاصة بين إيران والهند في المجالات الاقتصادية"، قائلا إن الهند أحد أكبر مشتري النفط الإيراني.

ووصف الوزير الإيراني زيارته إلى تركمانستان بـ"الجيدة"، قائلا إنه تباحث فيها مع المسؤولين التركمانستانيين حول التعاون الثنائي في مجالات مختلفة.

وبحسب وكالات أنباء إيرانية، تهدف جولة ظريف الإقليمية إلى تعزيز العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي، وفي مجالات التجارة والنقل والطاقة والجمرك والتباحث بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

وزار ظريف خلال الشهر الماضي، تركمانستان في إطار جولة في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، شملت جورجيا وقرقيزيا أيضاً. 

 للنائب الإيراني نقوي حسيني