صواريخ الاحتلال تحول مباني مدنية في غزة إلى ركام
ماهر عبد الرحمن ــ غزة
تحولت بناية "الخزندار" في حيّ الرمال بمدينة غزة إلى كومة من الحجارة، بعد أن كانت بناءً يضم بين طبقاته الست العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية، وهدمتها الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على المكان.

وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة خمسة صواريخ استرشادية على أعلى المبنى، وهو الأمر الذي كان كفيلاً بأن يخرج المتواجدون فيه، وهو يضم محال تجارية في طابقه الأرضي، إلى جانب إخلاء ساكني البنايات المجاورة الأخرى خشية وصول الشظايا والركام إليهم.

وصعق صلاح الخزندار من هول الدمار الذي أصاب عمارتهم جراء القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس السبت. ووقف يتفقد ما تبقى من ركام العمارة المكونة من ستة طوابق، وقال لـ"العربي الجديد" إنّ تدميرها "جريمة كبيرة تستدعي من كافة الجهات الدولية لجم الاحتلال ووقف استهدافه للمنشآت المدنية".

وبنبرة حزينة تفقد الخزندار الدمار الذي لم يبقِ شيئاً من العمارة التي تتوسط واحداً من أرقى أحياء غزة، مشيراً إلى أنّ تدميرها يأتي في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي لترويع المدنيين.
صواريخ الاحتلال تروع المدنيين (خالد شعبان) 

أما سليم أبو مرسي، الذي يمتلك محلاً للتجميل مع رفيقه يوسف المفتي في المبنى المدمر، فبدا هو الآخر مصدوماً من هول ما تعرضت له العمارة ومحله التجاري. وأوضح سليم لـ"العربي الجديد" أنهم هربوا من المحل فور ورود أبناء عن استهداف البناية دون أن يتمكنوا من إخراج حاجياتهم.
هاربون من القصف (خالد شعبان) 


وأشار أبو مرسي إلى أنّ الخسائر المالية التي لحقت بمحله كبيرة، وأنه من الآن لم يعد يمتلك عملاً بعد أن دمرت الطائرات مشروعهم التجاري.

بدوره، بدا الشاب محمد النخالة غير مصدق لما جرى. وروى لـ"العربي الجديد" كيف تحول محله التجاري لبيع الملابس الجاهزة إلى كومة ركام، مؤكدا أنّ المحل كان يضم ملابس العيد القادم، ولم يفتح أكياسها بعد استيرادها من الخارج.
ملابس العيد انتهت تحت الركام (خالد شعبان) 

ولام النخالة المجتمع الدولي لصمته عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين ومنشآتهم.

من جانبه، قال سالم الغصين (52 عاماً) وهو صاحب عمارة الغصين التي تعرضت للقصف أيضاً، إنّ صديقاً له اتصل به لإبلاغه أن العمارة التجارية ستقصف، وأنه لم يصدق في بداية الأمر. وبينما كان يتفقد المبنى الذي تعرضت ثلاثة طوابق منه للقصف، قال الغصين لـ"العربي الجديد": "أشعر بصدمة كبيرة، لا يوجد أي سبب للقصف، والمستأجرون معروفون وأغلب شقق العمارة فارغة، منذ ثلاثين عاماً وأنا أنشئ هذا المكان من تعبي.. حسبي الله ونعم الوكيل".
صواريخ الاحتلال لا تحيّد المدنيين (خالد شعبان) 

ووفق إحصائية المكتب الإعلامي الحكومي، فقد شنّ الاحتلال أكثر من 150 غارة بالطائرات الحربية والمدفعية والبوارج واستهدفت نحو 200 معلم مدني في قطاع غزة، منها بنايات سكنية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضٍ ودفيئات زراعية.