Skip to main content
زيادة قيمة الكشف في العيادات الخاصة تصدم التونسيين
إيمان الحامدي ــ تونس
فوجئ المواطنون بزيادة تكاليف العيادات الطبية (فرانس برس)
أعلن أطباء القطاع الخاص في تونس، اليوم الأربعاء، زيادة تعريفة الكشف في العيادات الطبية بين 10 إلى 20 ديناراً (3.4 إلى 6.76 دولارات أميركية)، بحسب الاختصاصات ومواقيت العلاج، ما أثار موجة غضب في صفوف التونسيين المنهكين أصلاً بغلاء المعيشة.

وحسب التعريفة الجديدة سترتفع قيمة الكشف من 35 ديناراً إلى 45 ديناراً (15 دولاراً) بالنسبة للأطباء غير المختصين، فيما ترتفع لدى أطباء الاختصاص إلى 70 ديناراً (23.5 دولاراً) مقابل 50 ديناراً سابقاً، كما شملت الزيادات المعلن عنها تعريفة الفحوص التي يجريها الأطباء على المرضى في بيوتهم، والخدمات الليلية.

ومقابل زيادة قيمة الكشف الطبي في القطاع الخاص، لا يزال صندوق التأمينات الصحية الحكومي يبقي السقف الأقصى السنوي للمبالغ المسترجعة من قبل المرضى في حدود 250 دينارا للفرد (85 دولارا)، على أن يشمل هذا السقف أجرة الطبيب والدواء وكل مصاريف الكشوف الطبية الأخرى.

ويعاني التونسيون من زيادة غير مسبوقة في كلفة العلاج بالقطاع الخاص بسبب تردي الخدمات في المستشفيات الحكومية، فضلاً عن زيادات متكررة في أسعار الدواء.

وفسّر الكاتب العام لعمادة الأطباء، نزيه الزغل، قرار زيادة قيمة الكشف بارتفاع أعباء الأطباء كمواطنين مشمولين بموجة الغلاء العامة، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "الأطباء يتفهمون ردة فعل التونسيين الغاضبة، لكنهم مجبرون على زيادة التعريفات لمجابهة النفقات والضرائب التي تلاحقهم. قرار الزيادة غير مفاجئ، وعمادة الأطباء تراجع التعريفة كل 3 سنوات، والمراجعة القادمة ستكون عام 2022".

وعقب الإعلان عن قرار زيادة تعريفة الفحص الطبي في القطاع الخاص تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات غاضبة بينها وصف الأطباء بالوحوش ومصاصي الدماء، فيما اختار آخرون التعليق بسخرية، واعتبروا أن الموت أقل تكلفة من العلاج.


وسبق للمصحات الخاصة أن رفعت في مايو/ أيار 2018، تعريفاتها بنسبة 30% وشملت الزيادة العمليات الجراحية للمضمونين الاجتماعيين في صندوق التأمينات الصحية، وبررت المصحات مراجعة التعريفات حينها بتغطية الأعباء والخسائر المالية.

ويتوزّع تمويل قطاع الصحة في تونس بين وزارة الصحة (28%) والصناديق الاجتماعية (35%) ثم المواطن (37%)، رغم أن ميزانية الوزارة وإيرادات الصناديق الاجتماعية مصدرها المواطن أيضا، وشهدت ميزانية وزارة الصحة في الأعوام الماضية تراجعا بقيمة 5% من إجمالي الموازنة العامة.

وكان الصندوق الوطني للتأمين على المرض الذي أنشئ في 2007، كنسخة تونسية من النموذج الفرنسي، يهدف إلى تخفيف الضغط الكبير على القطاع الصحي الحكومي، وتسهيل علاج التونسيين في القطاع الخاص، إلا أنه يعاني من عجز كبير بسبب شح السيولة النقدية وزيادة كلفة العلاج.