خلافات بين طهران وباريس قبيل وصول وزير الخارجية الفرنسي
العربي الجديد ــ طهران
روحاني رحّب بالزيارة المرتقبة لماكرون (ليدوفيك ماران/ فرانس برس)

نقل موقع الرئاسة الإيرانية أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تباحثا هاتفياً، مساء الأحد، حول الملف السوري واليمني وقضايا إقليمية. وأفاد بأن روحاني أكد لماكرون اهتمامه بالعلاقات مع فرنسا والاتحاد الأوروبي، وقال إن التعاون حول القضايا الإقليمية أمر جيد، لكن هذا منفصل عن الاتفاق النووي، بحسب وصفه.


وأكد روحاني أهمية التزام جميع أطراف الاتفاق بتعهداتها، قائلاً إنه "طالما التزم الآخرون ستستمر طهران بتنفيذ ما عليها من بنود"، رافضاً الدخول في مفاوضات جديدة لتكون مكملة للاتفاق النووي، بناء على مطلب أميركي. كذلك اعتبر أن واشنطن تحاول عرقلة الاتفاق، داعياً الأطراف الأوروبية إلى حضّ أميركا على الالتزام به.

وأشار كذلك إلى جهوزية بلاده للتعاون حول بعض الملفات، من قبيل الحرب على الإرهاب، وركّز في جانب آخر على الحرب في اليمن، داعياً ماكرون إلى لعب دور في إيصال المساعدات للمدنيين هناك، مضيفاً "إن جرائم حرب ترتكب في اليمن، وعلى الدول التي تزوّد السعودية والتحالف العربي بالسلاح أن تقدّم مبرراتها لذلك".

من جهةٍ أخرى، أكّد الرئيسان ضرورة حفظ أمن لبنان وإعادة استقرار سورية، وذكر موقع الرئاسة أنهما حضّا وزيري خارجيتيهما على متابعة الحوار معاً، لإيجاد طريقة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين.

إلى ذلك، رحّب روحاني بالزيارة المرتقبة لماكرون، التي ستأتي بعد زيارة وزير خارجيته جان ايف لودريان إلى طهران، والتي يصلها إليها ليل الأحد، قائلاً إن العلاقات الإيرانية الفرنسية قد تنعكس بشكل إيجابي على العديد من الملفات.

بدوره، أبدى ماكرون رغبته في الحفاظ على استمرار العمل بالاتفاق النووي، واعتبر أن طهران تتحمّل مسؤولية ثقيلة في ما يتعلّق بالوضع الإقليمي، لافتاً إلى أن تعاونها مع باريس ضروري لينعكس على ملفات المنطقة، خاصة ما يتعلّق بلبنان وسورية.

وأوضح الرئيس الفرنسي، وفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية، أن بلاده لا تُريد فتح مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي، ولكنها تريد الحوار حول موضوعات أخرى.

وفي السياق ذاته، نقل الإليزيه أن ماكرون طلب من روحاني أن يضغط على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لتنفيذ الهدنة الإنسانية في سورية، وأبرز له قلقه من منظومة إيران الصاروخية.

وكانت الخارجية الفرنسية قد أعلنت أن لودريان سيجري حواراً صريحاً مع إيران حول برنامج صواريخها الباليستية وحول دورها في المنطقة. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن طهران ستستمر بسياساتها وخططها الصاروخية والدفاعية، واصفاً القلق الفرنسي من الدور الإيراني الإقليمي بالواهم.

ونقلت وكالة "فارس" عن قاسمي قوله أيضاً إن طهران تحاور الآخرين حول الملفات الإقليمية، لكنها ستنقل للضيف الفرنسي ضرورة تركيزه على الإملاءات والسياسات العدوانية التي تتعرّض لها العديد من الدول في المنطقة، بدلاً من القلق من إيران، معتبراً أن باريس متأثّرة باتهامات أطراف أخرى لبلاده.

وأوضح قاسمي أن إيران معنيّة بتحديد سياساتها بنفسها، ولا تسمح لأي أطراف أجنبية بالتدخل في هذا الملف، وهو ما يشمل برنامجها العسكري، وذكر أن فرنسا تدرك حقيقة الدور الإيجابي لإيران في المنطقة، كونها وقفت في الصف الأول خلال الحرب على الإرهاب، مؤكداً أن المسؤولين الذين سيلتقون بالضيف الفرنسي سينقلون إليه وجهات نظرهم بصراحة وشفافية.



كذلك، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية، حسين نقوي، إن التصريحات الصادرة عن الخارجية الفرنسية قبيل وصول لودريان إلى طهران غير معقولة، مؤكداً أن بلاده لن تقبل تعديل الاتفاق النووي، ولن تضع ملفها الصاروخي على طاولة الحوار. ورأى نقوي أن ما تفعله فرنسا خارج عن العرف الدبلوماسي، فمن غير المفترض أن يحدّد أي طرف شروطاً لدى زيارته دولة ثانية.