الجزائر: تجدد مظاهرات الحراك الشعبي في جمعته الـ22
عثمان لحياني ــ الجزائر

تجددت مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في جمعته الـ22، للمطالبة برحيل ما تبقى من رموز النظام السابق، أبرزهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، ومحاسبة رجال الأعمال الفاسدين، والإسراع بوضع حل سياسي يجنب البلاد الأزمات.

وشارك آلاف المتظاهرين في مسيرات شعبية جابت وسط العاصمة والعديد من المدن الجزائرية.

ورفع المشاركون في مظاهرات بدأت منذ صباح اليوم في العاصمة الجزائرية شعارات "جمهورية وليست مملكة"، و"دولة مدنية وليس عسكرية"، كما رفعوا لافتات تطالب بإعادة السلطة للشعب، وتطبيق المادة السابعة والثامنة من الدستور، واللتين تنصان على السيادة الشعبية، والمطالبة بالإفراج الفوري عن الشباب الذين تم اعتقالهم قبل أسبوعين، على خلفية رفعهم الراية الأمازيغية وشعارات مناوئة للجيش. 

ورفعت خلال مظاهرات اليوم شعارات ضد قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، بسبب مواقفه المتشددة، وما وصفه الناشط رضوان بوجمعة، المشارك في المظاهرات بـ"خطاب التأزيم والتخوين". 

   

وانتقد المتظاهرون ما اعتبروه محاولة السلطة إقامة حوار سياسي عبر شخصيات غير توافقية، ودون توفير الشروط السياسية وإجراءات التهدئة التي طالبت بها المعارضة.

وقال الناشط في الحراك الشعبي سفيان حجاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "السلطة مهتمة بإطلاق حوار دون أن توفر له شروط نجاحه، إذ لا يمكن أن يقوم حوار والشباب ما زالوا في السجون لمجرد التعبير عن رأي أو موقف أو رفع راية تعبر عن هوية ثقافية".    

وللجمعة الـ18 ما زالت السلطات الجزائرية تغلق النفق الجامعي الذي يربط بين ساحتي أودان والبريد المركزي، لمنع المتظاهرين من تنظيم مسيرات بين الساحتين عبر شارعي باستور وديدوش مراد، كما استمرت في تشديد مراقبة مداخل العاصمة، خاصة المدخل الشرقي الذي يربط العاصمة بولايات منطقة القبائل.

ونشرت السلطات الجزائرية قوات كبيرة من عناصر الأمن والشرطة، وشاحنات الأمن قرب ساحة البريد المركزي والجامعة المركزية، في محاولة للتضييق على المتظاهرين، لكنها وبخلاف الجمعات الماضية لم تنفذ أية اعتقالات في الفترة الصباحية.


ويرجح أن تكون الشرطة قد تلقت تعليمات بعدم التعرض للمتظاهرين اليوم الجمعة، تجنباً للتشويش على حالة الاحتفاء بإنجازات المنتخب كرة القدم الذي يلعب اليوم نهائي نهائيات كأس أفريقيا المقامة في مصر.


وفي السياق، حاولت السلطات إغراء المتظاهرين بحافلات وضعت خصيصا لنقل الجماهير إلى ملعب الخامس يوليو في أعالي العاصمة الجزائرية، حيث نصبت في الملعب شاشات عملاقة خصصت للمشاهدة الجماعية لمباراة النهائي، لكن المتظاهرين رفضوا استخدام هذه الحافلات، وأصروا على التظاهر.

وفي ولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل ذات الأغلبية الأمازيغية، رفع المتظاهرون علما كبيرا مكونا من 48 علما صغيرا، كتب على كل منها اسم ولاية من الولايات الـ48 التي تكون الجزائر، في إشارة إلى تمسك السكان بالوحدة الوطنية، ودرء للفتنة ومحاولات التقسيم.