Skip to main content
استعدادات رسمية ومراسيم عسكرية بالجزائر لاستقبال رفات المقاومين من فرنسا
عثمان لحياني ــ الجزائر
الجزائر تستعيد أخيراً جماجم ثورتها الشعبية (فيسبوك)

بالتزامن مع عيد الاستقلال، تجري في العاصمة الجزائرية، اليوم الجمعة، ترتيبات رسمية ومراسيم عسكرية لاستقبال رفات 24 من وجوه وقادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، تم الاحتفاظ به منذ 170 سنة في متحف الإنسان في العاصمة الفرنسية باريس.
ويعد هذا الحدث التاريخي بالغ الأهمية، وسيشارك الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وكبار قادة الجيش ووجوه بارزة شاركت في المقاومة في مراسيم استعادة الجماجم قبل دفنها في المقبرة الرسمية التي تضم رفات كبار قادة الثورة والشخصيات الجزائرية.

أخذ جماجم أبطالها بعد التنكيل بهم إلى باريس دون أدنى احترام للقيم الإنسانية

وقبل ذلك سيتم نقله إلى قصر الثقافة حيث ستتم أداء الصلاة على أرواح المقاومين، وقال رئيس "جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة" (استخبارات الثورة) وزير الداخلية الأسبق، دحو ولد قابلية، في تصريح صحافي إن "إعادة جماجم المقاومين الجزائريين التي تم الاحتفاظ بها لأكثر من قرن ونصف حدث تاريخي يعطي شعورا بالفخر، بذلك تكون الجزائر قد استعادت كرامتها وهي مجد للثورة والمقاومة".


وكان تبون قد أعلن أمس استرجاع 24 من جماجم المقاومين، من بين أكثر من 500 جمجمة، وشدد على أن الدولة عازمة على استكمال عملية استرجاع رفات كل الشهداء من فرنسا، كجمجمة قائد المقاومة الشعبية عيسى الحمادي ومحمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر الجزائري.
وتضم قائمة الجماجم المسترجعة اليوم 11 جمجمة تم التعرف على هويتها من طرف اللجنة العلمية الجزائرية التي أجرت تحاليل الحمض النووي (دي أن أي).
ومن بين الجماجم المعرّفة، جمجمة الشريف بوبغلة (عرف بهذا اللقب لأنه كان يمتطي بغلة) واسمه الحقيقي محمد الأمجد بن عبد المالك، والذي فجر عام 1851 ثورة شعبية ضد قوات الاستعمار الفرنسي في سور الغزلان قرب العاصمة الجزائرية وامتدت الى منطقة القبائل ومنطقة المدية جنوبي العاصمة الجزائرية.
وحقق بوبغلة انتصارات كبيرة ضد الفرنسيين، واتسعت رقعة ثورته الشعبية، بعد تحالفه مع القائدة الجزائرية لالة فاطمة انسومر، ولاحقته السلطات الاستعمارية حتى تمكنت من القضاء عليه بعد وشاية في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1854، حيث تم فصل رأسه عن جسده والتنكيل بجثته، ونقل رأسه الى فرنسا. كما ستستعاد اليوم جمجمة مساعد بوبغلة في ثورته مختار بن قويدر التيطراوي.
كذلك تضم قائمة الجماجم التي تعود اليوم، جمجمة الشيخ بوزيان، زعيم ثورة الزعاطشة في منطقة بسكرة جنوبي الجزائر قبل 171 سنة، ومساعده ومستشاره العسكري سي موسى الدرقاوي. وقاد الشيخ بوزيان انتفاضة بدأت ملامحها في صيف 1849 عندما حاولت القوات الفرنسية السيطرة على المنطقة، واستخدمت قوات الاحتلال قطع المدفعية في قصف الواحة حيث سقطت أكثر من 1500 قذيفة في محاولة منها لإجبار السكان على الاستسلام.
ولم تتمكن القوات الفرنسية من دخول البلدة سوى بعد 52 يوما، حيث تمت إبادة جميع أهالي الواحة، وقطعت رؤوس قائد المقاومة وابنه ومرافقه.
وقال محمد السعدي، وهو أحد أحفاد الشيخ بوزيان، لوكالة الأنباء الجزائرية إن "العائلة لا تزال ذاكرتها الجماعية تسترجع بألم عميق وقائع تلك الأحداث التي طبعتها وحشية أولئك الغزاة القادمين من وراء البحر ولاسيما المجزرة التي انتهت بعملية إبادة جماعية لأهل الواحة، والأكثر من ذلك أخذ جماجم أبطالها بعد التنكيل بهم إلى باريس دون أدنى احترام للقيم الإنسانية التي ما فتئت تتغنى بها فرنسا".

علوم وآثار
التحديثات الحية

وبين الجماجم المستعادة الرأس المحنط للمقاوم عيسى الحمادي الملقب برقيق بوبغلة، وجمجمة المقاوم شريف بوقديدة المدعو بوعمار بن قديدة، وجمجمة المقاوم سعيد مرابط الذي قطعت رأسه في سنة 1841 بباب اللوم في العاصمة الجزائرية وجمجمة المقاوم عمار بن سليمان، وجمجمة شاب مقاوم يدعى محمد بن الحاج سنه بين 17 إلى 18 سنة من قبيلة بني مناصر بولاية تيبازة قرب العاصمة الجزائرية. كما ستعاد جمجمة المقاوم علي خليفة بن محمد الذي قطع رأسه في العاصمة الجزائرية في ديسمبر/ كانون الأول 1838، عندما كان يبلغ من العمر 26 سنة، وجماجم المقاومين قدور بن يطو السعيد بن دلهيس وبلقاسم بن محمد الجنادي والسعدي بن ساعد، والحبيب ولد وهو مقاوم من وهران غربي الجزائر لا تذكر المصادر الفرنسية اسمه بالكامل.