استئناف المعارك بعد نهاية هدنة النظام و"داعش" جنوب دمشق
ريان محمد
توعّدت قوات النظام باستئناف عملياتها بالحجر الأسود (فرانس برس)
استأنف النظام السوري، ظهر اليوم الاثنين، عملياته العسكرية ضد مناطق سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي جنوب دمشق، بعد هدنة استمرت نحو 48 ساعة تقريباً.

وأفادت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنه "سمعت من بعد ظهر اليوم أصوات رمايات مدفعية عدة على مناطق التنظيم في مخيم اليرموك وحي التضامن".

من جهتها، نقلت وكالة "سانا" عن مراسلها الحربي، خبر "انتهاء وقف إطلاق النار لإخراج الأطفال والنساء والشيوخ، والجيش يستأنف عملياته العسكرية ضد المجموعات الإرهابية في الحجر الأسود".

ويلف الغموض مصير اتفاق وقف إطلاق النار، والذي تردّد أنّه تم التوصّل إليه، أمس الأحد، من أجل خروج التنظيم من المنطقة، في وقت توعّدت فيه قوات النظام باستئناف عملياتها العسكرية.

وكانت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري نقلت صباح اليوم عن مصدر عسكري لم تكشف هويته، أنّه "تم مساء أمس الأحد، ولأسباب إنسانية، وقف مؤقت لإطلاق النار، تم خلاله إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود"، قرب مخيم اليرموك جنوبي دمشق.

وأضاف المصدر أنّ "وقف إطلاق النار المؤقت، ينتهي ظهر اليوم الإثنين، ويستأنف فوراً الجيش العربي السوري عملياته العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي".

لكن الوكالة ذاتها، كانت نفت، طيلة اليومين الماضيين، التوصل لأي اتفاق في جنوب دمشق.

وكانت مصادر عدة تحدّثت عن دخول حافلات إلى مناطق "داعش"، قامت بنقل مئات الأشخاص، الذين يُعتقد أنّ بينهم مقاتلين، إلى مناطق سيطرة التنظيم في البادية شرقي سورية، جراء اتفاق بين النظام والتنظيم، الأمر الذي نفته وسائل إعلام الأول.


وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد خرجت دفعة أولى من مقاتلي "داعش"، من جنوب دمشق نحو البادية السورية، إذ دخلت قافلة من الحافلات، بعد منتصف ليل السبت – الأحد، إلى مناطق سيطرة التنظيم، لتحمل على متنها مقاتلين وعائلاتهم، وذلك في سرية كاملة بعيداً عن نظر وسائل الإعلام.

وسبق أن نقلت "سانا"، مساء السبت، عن مصدر عسكري نفيه وجود اتفاق بين قوات النظام و"داعش"  في الحجر الأسود.

وأفادت مصادر محلية قريبة من مناطق "داعش" جنوبي دمشق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "منطقة الحجر الأسود تشهد، هدوءاً تاماً، منذ الأحد، حتى أنّ هناك أعداداً من مقاتلي النظام ومدرعاته، تم سحبها من المنطقة".

وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأنّ قوات النظام السوري تكبّدت خلال عملياتها العسكرية التي ركّزت على الحجر الأسود؛ معقل "داعش" الرئيسي في جنوب دمشق، الكثير من الخسائر المادية والبشرية، حيث قتل وجرح المئات من مقاتليها، مقابل تقدم بطيء لها على الأرض.



وقال الناشط أبو محمد الشامي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "مسألة إخلاء مقاتلي التنظيم من جنوب دمشق مطروحة منذ أشهر، إلا أنّ العائق الأساسي كان عدم قدرة النظام وروسيا على إعطاء مسلحي داعش ضمانات لعدم استهداف قافلتهم من قبل طيران التحالف الدولي".

ولفت الشامي إلى أنّ "مقاتلي "داعش"، وحتى المدنيين في جنوب دمشق، كانت لديهم فرصة لمغادرة المنطقة عبر منفذ للتهريب، يكلف الشخص الواحد 4300 دولار أميركي، لنقله بسيارة من جنوب دمشق إلى الشمال السوري، دون أن يتعرّض لأي سؤال من الحواجز المنتشرة على طول الطريق".

ورأى أنّ "النظام يسعى بشكل جدي لإخراجهم من جنوب دمشق إلى البادية، وغالباً إلى المنطقة الممتدة من جنوب البوكمال إلى القرب من المحطة الثالثة إلى الجبال التدمرية، وصولاً إلى أطراف السخنة".

وخاضت قوات النظام وتنظيم "داعش"، على مدى عدة أسابيع، اشتباكات عنيفة في جنوب دمشق، أسفرت عن مقتل المئات من الطرفين، إذ قال "داعش" إنّه قتل نحو ألف من قوات النظام، خلال المعارك التي بدأت منذ أكثر من شهر، وسط حصار تام لما تبقى من مدنيين عالقين.